8 إشكالات تحاصر حي الجامعة بجدة
اختصر المجلس البلدي بجدة توصيفه لحل ثماني مشكلات رئيسة تحاصر حي الجامعة في محافظة جدة، بحل رئيس يعد الوحيد القادر على مواجهة المشكلة من الأساس، ويتمثل في شق شوارع رئيسة وعامة، وتعويض السكان المتضررين بناء على نظام نوع الملكيات، في الحي الذي يقع على مساحة تتجاوز 6 كلم مربع، ويقطنه ما يزيد عن 500 ألف نسمة بتقديرات غير رسمية، أما التقديرات الرسمية فتشير إلى أن العدد يصل إلى 350 ألفا
السبت / 9 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 16:00 - السبت 28 فبراير 2015 16:00
اختصر المجلس البلدي بجدة توصيفه لحل ثماني مشكلات رئيسة تحاصر حي الجامعة في محافظة جدة، بحل رئيس يعد الوحيد القادر على مواجهة المشكلة من الأساس، ويتمثل في شق شوارع رئيسة وعامة، وتعويض السكان المتضررين بناء على نظام نوع الملكيات، في الحي الذي يقع على مساحة تتجاوز 6 كلم مربع، ويقطنه ما يزيد عن 500 ألف نسمة بتقديرات غير رسمية، أما التقديرات الرسمية فتشير إلى أن العدد يصل إلى 350 ألفا. سوق سوداء من الغريب أن من أفضل العوائد المالية في محافظة جدة، شراء منزل شعبي متعدد الأدوار في حي الجامعة واستثماره باعتباره الحي الأول الذي يستقبل ما نسبته ٤٠٪ من معدلات الهجرة السنوية إلى المحافظة لشريحة الطلاب، هذه حقيقة كشفتها جولة لـ'مكة' رصدت فيها ارتفاعا كبيرا في نسبة المنازل الشعبية المؤجرة لشريحة الشباب من طلاب الجامعة بمبالغ مالية تزيد بأربعة أضعاف عن مثيلاتها من المنازل الشعبية في بقية أحياء المحافظة الساحلية، ولعل ما يزيد استغرابك أن تعلم أن أغلب تلك المنازل تباع وتشترى دون صكوك رسمية في واحد من أهم الأحياء في محافظة جدة. هذا الأمر وبحسب تأكيد عقاريين فتح المجال لسوق سوداء برروا قيامها بصعوبة استخراج الصكوك لتلك المنازل التي يفضل ملاكها بقاءها على وضعها، حتى لا يدخلوا في متاهات الاستحكامات والصكوك الرسمية، ما دام الاستثمار بها مجديا على مدى أكثر من ثلاثة عقود هي عمر العديد من تلك المساكن. ويعترف أحد العقاريين في الحي ويدعى أحمد عمرين أن الحي يصنف من الأحياء العشوائية القديمة في المحافظة، حتى وإن ادعت الأمانة غير ذلك، فنسبة عشوائيته تفوق بمراحل الأحياء التي تعمل الأمانة حاليا على تطويرها، وبالمقارنة مع غيره من الأحياء السكنية في المحافظة، يعد الأفضل في الاستثمار سواء للمنازل والشقق السكنية أو مجالات الاستثمار المختلفة الأخرى، فهو الحي الرئيس الذي تصل نسبة الهجرة إليه من خارج مدينة جدة إلى أكثر من 40% وتتجاوزها منذ 30 عاما، فهو خليط بين الطلاب والعسكر والعزاب، إضافة إلى العوائل التي تقطن بجوار سكان الحي الأصليين، فهذه الأعداد مشجعة بشكل كبير للاستثمار، وفي ذات الوقت مؤثرة على البنية التحتية إذا لم يتبعها تأهيل واستعداد مناسب. بنية تحتية مهترئة هذه المشكلة سببها الرئيس ارتفاع مطرد لمعدلات النمو السكاني بالحي حسب تقديرات غير رسمية بمعدل يصل إلى ٢٠% سنويا، في ظل ثبات معدلات النمو في الخدمات البلدية التي لم تواكب هذا النمو، مما انعكس سلبا على مستويات البنية التحتية للحي وشوارعه التي اهترأت بفعل الزحام الكثيف للمركبات داخله، حتى بات من الصعوبة لسكان الحي توفير مواقف خاصة بهم حول شققهم ومنازلهم. يخترق حي الجامعة شارع السيرة العطرة، الذي يعد مسماه مناقضا لواقعه، فهو أحد الشوارع التي تقسم الحي إلى جزأين ـ شمالي وجنوبي ـ وتوجد به أغلب الخدمات الطلابية والمطاعم ومراكز الترجمة والكافيهات الخاصة للشباب، وفي المقابل تكاد لا تستطيع السير فيه بفعل زحام السيارات في أوقات الذروة، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، عدا ضيق الشارع في الأساس الذي حمل ما لم يستطع من تصاريح لفتح تلك المحال التجارية. مكتبات حصرية جنوب كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز هناك ميزة تجدها في الحي المقابل مباشرة للكلية، هذه الميزة قل أن تجدها في بقية أحياء المحافظة، والتي تعكس طبيعة وشريحة سكان الحي، فعشرات المحال والمكتبات المتخصصة في خدمة الطلاب تراها تزدحم صباحا ومساء كل يوم بمئات الطلاب والطالبات، الذين يخرجون من شقق ومنازل الحي، عدا طلاب الأحياء الأخرى لشراء المذكرات الدراسية والكتب والبحوث والأعمال الجامعية المفروضة، حتى تميزت كل مكتبة عن الأخرى بخدماتها الحصرية لمادة أو دكتور معين يرسل الطلاب أو الطالبات حصريا إلى تلك المكتبة أو القرطاسية. يقول الطالب عبدالمجيد حسن السيالي '٢٣ عاما' القادم من محافظة الطائف للدراسة بجامعة الملك عبدالعزيز: إن بعض دكاترة المواد لا توجد ملخصاتهم أو كتبهم إلا في مكتبة حصرية في هذا الموقع، فندفع مقابل تلك الملخصات ما يفوق سعر الكتاب الأصلي، فأنت مضطر إلى ذلك، مشيرا إلى أن السكن في حي الجامعة ليس بالمستوى المأمول، ولا يمكن تبرير ارتفاع سعره إلا لقربة من مقر الجامعة، فأغلب الطلاب المستجدين لا يملكون سيارات وهم مغتربون، الأمر الذي يدفع كثيرا منهم إلى البقاء على مضض لتسهيل طريقة تنقلاتهم. ويشير السيالي إلى أن أغلب جيرانه من العزاب المغتربين، ويدرسون في مستويات مختلفة في الجامعة، وهو أمر وصفه بالسلبي، وزاد 'هناك ممارسات وأخلاقيات لا يمكن وصفها من بعض الشباب فرضتها عليهم عزلتهم في الحي، فهم يقضون أوقات الفراغ بالمعاكسات والمخالفات في المساء المتضمنة التدخين والتجمعات المشبوهة داخل الشقق، هذا الأمر بصراحة هو ضريبة حصر الشباب في حي واحد دون رقابة مناسبة، إضافة إلى مشكلة عدم توفر المواقف بالقرب من المساكن نتيجة العشوائية التي فرضتها طبيعة الحي، وذلك من المظاهر المقلقة والتي تحتاج إلى الاهتمام من قبل جهات الاختصاص. انتهاز العشوائية وقال العم سعيد المالكي، أحد أقدم سكان الحي - كما يصف نفسه 'إن اكتساح العشوائيات للحي جاء نتيجة إنشاء جامعة الملك عبدالعزيز منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث تسببت في ارتفاع كبير في عقارات الحي، ما حدا بكثير من الملاك إلى إنشاء مساكن مخالفة للأنظمة والقوانين لاستيعاب نسبة كبيرة من الطلاب الذين تدفقوا إلى الحي من جميع المناطق المختلفة، فالطالب غالبا ما يبحث عن غرفة دون اشتراط مستوى معين من السكن، وبالتالي تم إنشاء مساكن وشقق سكنية متواضعة وقسمت إلى غرف تؤجر بشكل مفرد للطالب، إلا أن هناك مساكن ومجمعات سكنية تعد راقية مخصصه للطلاب، لكن أسعارها باهظة بالمقارنة مع المساكن القديمة التي لم يخف الطلب عليها كما كان متوقعا، فالغرفة الواحدة بخدماتها تؤجر بألف ريال في الشهر بحد أدنى في تلك المنازل الشعبية، مقابل ١٥٠٠ ـ ٢٠٠٠ ريال للغرف الراقية في المجمعات الجديدة، موضحا أن الحي يعد مختلطا بين العوائل والعزاب، ولا يحوي سوى حديقة واحدة مطورة لا تشكل متنفسا ملائما للأهالي نظرا لكثافة مرتاديها، إضافة إلى تدهور البنية التحتية للحي وتكسر الشوارع وضيق مساحاتها، والفوضى والعشوائية التي اكتنفت عمليات البناء العشوائية فيه أسهمت في ذلك، كما أن كثافة الأحمال على الكهرباء تسهم بشكل متكرر في انقطاع التيار عن أجزاء واسعة من الحي تصل لساعات، فالحي يحتاج لنقلة نوعية كبيرة لتطويره وخلخلة مداخله وتوسعتها والحزم مع الإنشاءات الجديدة في المواقع الشعبية داخله. وأضاف المالكي 'سطوح العمائر المخصصة للعوائل أصبحت تقسم إلى غرف، وأجرت لطلاب الجامعة، فأصبح الجميع يرغبون بالاستفادة من كل جزء في الحي لمواكبة الطفرة. رئيس المجلس البلدي عبدالملك الجنيدي يرى أن أفضل الحلول لمواجهة الأحياء العشوائية بجدة هو تفكيكها من خلال شقها بشوارع رئيسة وتقدير تعويضات مالية ملائمة للسكان الذين تنزع ملكياتهم حسب النظام، لأن هذا هو الحل العملي الوحيد الممكن تطبيقه في تلك الأحياء القديمة، وقد رفعنا بدراسة وتصور شامل عن هذا الأمر لأمانة جدة يشمل غالبية أحياء جدة العشوائية. يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبداللطيف المبارك في توصيفه لوضع الحي إنه أكثر أحياء جدة احتضانا لكنز معرفي عظيم طاقته الإبداعية مهدرة، ويعني بذلك شريحة الطلاب الذين يحتضنهم الحي. ويضيف: الأمر ليس حصرا على جدة، فغالبية الأحياء القريبة من الجامعات في مختلف المدن هذا وضعها، هدر لطاقات الشباب وتضييع للإبداع الشبابي الذي لا ينمو إلا في بيئة إبداعية مناسبة، يكون مستوى السكن ومحيطه ملائمين لاحتضانه، هذا الأمر التفتت إليه الدول المتقدمة فاهتمت بهذا الجانب وجعلت التجمعات السكنية للطلاب أو الطالبات بمستوى خدمي راق، حيث وفرت لهم النوادي المتخصصة والحدائق العامة ومراكز الترفيه الملائمة لمرحلتهم العمرية، وفق ضوابط ملائمة لسكنهم، ما خلق أجيالا من المبدعين المتميزين الذين أسهموا في رقي مجتمعاتهم، الأمر الذي قل أن تجده في الوطن العربي، فأفضل جامعاتنا وفرت كتلا اسمنتية من المباني ثم أقفلتها بعد فترة من الزمن، ودفعت الطلاب للسكن وسط مجمعات ومناطق عشوائية أثرت سلبا على أخلاقياتهم وتحصيلهم الدراسي، حتى ترك بعضهم التعليم الجامعي في النهاية. ويبين المبارك أنه لا بد من تغيير النظرة السلبية لما يسمى بالعزاب، وقال 'لماذا لا ندعها ميزة للحي بتطويره وإنشاء خدمات ملائمة للجميع داخله، من خلال إدخاله ضمن منظومة الأحياء العشوائية التي يتم تطويرها في محافظة جدة، فمعاملة طلاب العلم من الشباب برقي وتوفير خدمات وسكن ملائم لهم بأسعار رمزية سيقابله إبداع وتميز لهذه الفئة التي متى ما عوملت باحترام فإنها ستبادل الإحسان بأفضل منه'. مشكلات حي الجامعة - تعديات عشوائية على الشوارع وفي المباني السكنية. - تجاوزات إنشائية في بنية العمائر القديمة. - منازل شعبية يتم إنشاؤها دون تصاريح. - عدم وجود صكوك لكثير من المباني القائمة والعشوائية. - تكدس كبير للشباب العزاب بجوار العوائل. - اشتباكات ومشاكل متكررة لضيق الشوارع وانعدام المواقف. - تكسر الأرصفة واهتراء الطبقة الاسفلتية للشوارع الرئيسة. - عدم وجود الحدائق العامة والمساحات المخصصة لأنشطة الشباب. * أهم مطالب سكان حي الجامعة - إعادة تأهيل البنية التحتية للشوارع. - إنشاء حدائق عامة ومساحات خضراء داخل الحي. - وقف التعديات التي تحدث في ملاحق العمائر السكنية. - إعادة رصف الشوارع الرئيسة والفرعية خاصة شارع السيرة العطرة. - الاهتمام بنظافة الحي وشوارعه ومساجده. - إنشاء دورات مياه عمومية وملاعب مخصصة للشباب. - تكثيف الرقابة الصحية على المطاعم والمحال التجارية.