اقتصاد المنشّطات

زيادة الاستهلاك النفطي الداخلي مؤشر سلبي جدا، ولكن قد يجادل البعض في أن هذه الزيادة ضرورية لتنمية الإنتاجية الداخلية وبناء قاعدة صناعية تضمن انتقالنا من الاقتصاد الريعي للاقتصاد المنتج، ولكن الأرقام تقول غير ذلك

زيادة الاستهلاك النفطي الداخلي مؤشر سلبي جدا، ولكن قد يجادل البعض في أن هذه الزيادة ضرورية لتنمية الإنتاجية الداخلية وبناء قاعدة صناعية تضمن انتقالنا من الاقتصاد الريعي للاقتصاد المنتج، ولكن الأرقام تقول غير ذلك فكما ذكرنا في مقال سابق، فقد انخفض النّمو الحقيقي للفرد خلال ثلاثين سنة وخلال العشر السنوات الأخيرة لا يوجد أي نمو يذكر، كما أن أرقام وكالة الطاقة العالمية المتعلقة بحجم الطاقة المستخدمة لكل 1000 دولار من الإنتاج الحقيقي للاقتصاد تشير إلى أن كفاءة الإنتاج في انخفاض مستمر ففي عام 1980 كانت كمية الطاقة المستخدمة لكل 1000 دولار يتم إنتاجه تساوي حوالي 93 كيلو من النفط، ووصل في عام 2010 إلى أكثر من 300 كليو لكلّ 1000 دولار يتم إنتاجه في الاقتصاد، أي أن استهلاك الطاقة لكل 1000 دولار يتم إنتاجه ارتفع بنسبة 222% خلال 30 سنة في حين أن هذه النسبة انخفضت في نفس الفترة في أمريكا وألمانيا بنسبة 45%، وفي الصين انخفضت بنسبة 77% أما على مستوى العالم فقد انخفض استهلاك الطاقة لكل 1000 دولار بنسبة 24% سوء الوضع الاقتصادي لم يقتصر على ضعف النمو، ولكنه أيضا ترافق مع ضعف شديد في الكفاءة، فحتى لو أردنا المحافظة على الوضع الحالي من الاقتصاد فإنه علينا الاستمرار بزيادة معدل استهلاكنا من الطاقة، وحالنا الاقتصادي أشبه بلاعب رياضي مستواه أقل من المتوسط، ورغم ذلك فهو عاجز عن الاستمرار بنفس المستوى – فضلا عن تطوير مستواه – إلا من خلال استهلاك جرعات أكبر من المنشطات سنة بعد سنة مستقبل هذا الرّياضي لا يبشّر بخير، وكذلك هو حال اقتصادنا