يا بعد حيي مفردة حائلية لتجسيد الإخاء
لكل مدينة مفردة تشتهر بها وترمز إليها، إلا أن حائل قد ارتبطت بمقولة كما لم ترتبط قبلها مدينة بمقولة، يعرفها الأمي والمتعلم والعابر والمقيم في المنطقة، أما الحائلي القح فإنها لديه ناصية الكلام وطهر اللسان ورمز المكان، صدح بها فطاحلة المطربين، وصاغها جهابذة الشعراء، هي «يا بعد حيي» التي تتراقص لها الجبال
السبت / 9 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 16:00 - السبت 28 فبراير 2015 16:00
لكل مدينة مفردة تشتهر بها وترمز إليها، إلا أن حائل قد ارتبطت بمقولة كما لم ترتبط قبلها مدينة بمقولة، يعرفها الأمي والمتعلم والعابر والمقيم في المنطقة، أما الحائلي القح فإنها لديه ناصية الكلام وطهر اللسان ورمز المكان، صدح بها فطاحلة المطربين، وصاغها جهابذة الشعراء، هي «يا بعد حيي» التي تتراقص لها الجبال..ويذعن لها الرجال..يقولها المواطن الحائلي لتجسيد الإخاء وصدق والمحبة. يتداول كثيرون بأن أول من أطلق هذه العبارة هي سفانة بنت حاتم الطائي أخت عدي بن حاتم، وذلك عندما مرت بحائل مع أهل البيت قادمة من الشام بعد مقتل الحسين، فلما سألت قومها عن أخيها عدي أخبروها أن عدي ذهب للعراق يقود جيشا، فقالت «بَعُدَ حيي» بمعنى «ذهب أهلي»، إلا أنها استمرت منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر بمعنى ولفظ لا يخلف عن سابقه فتقال «بَعَدْ حيي»، وهي تعني بحسن نية وسلامة مغزى أن يستخلفه في الأحياء من الذين يحبوهم ويودهم، فيما يشكك آخرون بهذه الرواية بحكم أن عدي بن حاتم رضي الله عنه كان عمره فوق الـمئة حينما توفي الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو ما يصعب خروجه للقتال بحكم عامل السن، أما وإن أراد «الحائلي» أن يسرف في إغراق المتلقي في كلامه العذب فإنه لا يستنكف أن يلحق الأموات بالأحياء بالاستخلاف ويقول: يا بعد حيي وميتي. وحينما أراد أن يتغزل الشاعر السوري مسلم البرازي بعروس الشمال لم يتردد في أن يختار مفردة «بعد حيي» كدلالة للقصيدة وكدلالة لحائل قائلا بها «حائل بعد حيي، دار الهوى المنشود» قبل أن يشدو بها الفنان العريق طلاح مداح – رحمه الله – ولحقته بهذا فيروز لبنان، كما أصبحت دلالة على «سامريات» أهالي المنطقة ويأتي آخرها سامرية «يا حيي حيه».