أوضح خطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور عبدالمحسن القاسم أن الله عز وجل اختص مدينة رسوله عليه الصلاة والسلام بخصائص ليست في غيرها من المدن والبقاع، وسماها الرسول بعدد من الأسماء منها المدينة وطيبة وطابة، وقال الله عز وجل عنها «الدار والإيمان»، إليها هاجر نبينا ومنها فتحت مكة المكرمة وسائر الأمصار وانتشرت السنة في الأقطار. وأشار القاسم إلى أن الإسلام خرج منها وسيعود إليها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها. وصفها الله عز وجل بأنها تأكل القرى، أي تغلب عليهن، مدينة تمحو الذنوب والخطايا كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة. وأبان خطيب المسجد النبوي أن المدينة بلد آمن ينتشر منها الدين وشرائع الإسلام، مشيرا إلى أن من أراد بها سوء أهلكه الله، حيث قال عليه الصلاة والسلام: من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء. ومن مكر بأهلها مكر الله به ولم يمهله، ومن أراد أهلها بسوء توعده الله بالعذاب الشديد في النار، ومن أخاف ساكنها أخافه الله وتوعده باللعنة، ولمكانتها جعلها الله حرما كمكة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة،فلا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يهرق فيها دم إلا لإقامة القصاص، فصيدها آمن وشجرها لا يقطع ومن أحدث فيها حدثا أو آوى جانيا فعليه لعنة الله. وأكد القاسم أن المدينة المنورة بلغت الغاية في الأمن، إذ إن جميع طرقها محروسة بالملائكة، ومحفوظة من الدجال، حيثلا يستطيع دخولها، صانها الله من مرض مهلك، حيث قال عليه الصلاة والسلام: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. ودعا لها النبي بأن لا يدخلها أي وباء، فالسكنى فيها أفضل من غيرها ولو كانت أرغد عيشا، والبركة فيها مضاعفة مرتين عن ما في مكة، وطعامها وشرابها مبارك، حيث دعا النبي بالمباركة في الصاع والمد، وتمر عجوتها فيه شفاء ويمنع السم والسحر.