400 مليار دولار يتكبدها العالم من جرائم الانترنت
تعكس تكلفة جرائم الانترنت عبر مختلف دول العالم والتي تقدر حاليا بنحو 400 مليار دولار أمريكي، حدوث نمو غير مسبوق فيما يسمى بالاقتصاد السري، وتشير إلى مدى حجم الفائدة التي تعود على منفذي الجريمة الالكترونية والمتمثلة في تمكنهم من تطوير المزيد من الإجراءات والعمليات المهيكلة والمنظمة تنظيما جيدا
الجمعة / 8 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 12:15 - الجمعة 27 فبراير 2015 12:15
تعكس تكلفة جرائم الانترنت عبر مختلف دول العالم والتي تقدر حاليا بنحو 400 مليار دولار أمريكي، حدوث نمو غير مسبوق فيما يسمى بالاقتصاد السري، وتشير إلى مدى حجم الفائدة التي تعود على منفذي الجريمة الالكترونية والمتمثلة في تمكنهم من تطوير المزيد من الإجراءات والعمليات المهيكلة والمنظمة تنظيما جيدا.
عمق الجريمة الالكترونية
تؤكد الدراسات حول الجريمة الالكترونية أن خطرها لم يعد يقتصر على ما تكبده للناس من خسائر، وما تؤديه من تآكل الثقة في عالم الانترنت، بل أصبحت المخاطر تتمثل في استهداف المؤسسات المختلفة في الدولة والحكومية والخدمية والاقتصادات والأمن القومي للدول. وبات احتراف الجريمة الالكترونية أمرا أسهل بكثير عما كان عليه الحال سابقا، حيث أصبحت الهجمات الالكترونية غير مكلفة، وسهلة، وفعالة، وصعبة الاكتشاف والتعقب، فضلا عن تلاشي الحدود تدريجيا بين العالم الرقمي والعالم المادي مع استمرار انتشار التكنولوجيات المتصلة في حياتنا. كما لم تعد الهجمات الالكترونية تقتصر على هجمات النشطاء والقراصنة، بل تتم الآن عبر حروب الكترونية وعمليات تجسس سيبراني وإرهابي تشرف عليها حكومات دول. وأصبح الشرق الأوسط مستهدفا من مراكز الهجمات الالكترونية وسط تصاعد حروب الحواسيب في مختلف أنحاء العالم.
أهمية التوسع في التقنيات الرقمية
مع ما تحمله بيئة الانترنت من إيجابيات جمة إلا أنها تتضمن أيضا سلبيات عدة والتي منها التهديدات والاختراقات الأمنية المتعلقة بالمعلومات والعالم الرقمي، وفرض التشابك وارتباط الشبكات والحاجة لاستخدام الانترنت والخدمات المقدمة، على القائمين على تلك الخدمات والشبكات العمل المشترك من أجل محاربة وصد أي اختراقات وتهديدات أمنية لتلك الشبكات والخدمات. وأصبح هناك حاجة إلى ضمان الحفاظ على أمن وصلابة الأنظمة والشبكات، فالإخفاق في احتواء المخاطر سيؤدي إلى تكبد جمهور المستهلكين، والشركات، والمجتمع بصفة عامة تكاليف ضخمة، فالترابط والاتصال الرقمي مفيد جدا إذا ظلت الأنشطة التي تتم عبر الانترنت تتمتع بعناصر المرونة، والسلامة، والأمان، خاصة أن تزايد الاعتماد على نظم المعلومات والشبكات ينطوي على العديد من المخاطر المعقدة والخطيرة.
توفير الأمن السيبراني
أمام الأهمية القصوى لانتشار التقنيات الرقمية لخلق اقتصاد مبتكر ومتنوع، ووصول فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى أكبر شريحة من الجمهور، يتطلب الأمر توفير الأمن السيبراني، والذي أصبح مسؤولية مشتركة لتعقد شبكة الانترنت وبما لا يمكن أي منظمة من أن تتعاطى معها بمفردها. بل أصبح الأمن السيبراني جزءا من الأمن الوطني، كما أنه أصبح ضروريا لتنافسية الأعمال واستدامتها، انطلاقا من أنه أمر مهم للمستقبل، حيث الاقتصاد والمجتمع القائمان على بيانات لا بد من الحفاظ عليها. من أجل جني ثمار شبكة عالمية مفتوحة، ومبتكرة، وموحدة، ومن أجل تسخير التكنولوجيات الجديدة من البيانات الضخمة والتكنولوجيات الناشئة، بات الأمن السيبراني عنصرا جوهريا لضمان ثقة الجمهور في المجتمع المرتكز على البيانات: حيث تتم حمايتهم، وحماية بياناتهم الشخصية، وأبنائهم.