مجنون بنمرة واستمارة
عندما بدأ الجهر بالسوء علنا بعد انتهاء فترة الغمز والهمس واللمز والتورية والإساءة الخفية ضد أحمد عيد، صارحت صديقا لي من نصف
الثلاثاء / 10 / صفر / 1436 هـ - 20:15 - الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 20:15
عندما بدأ الجهر بالسوء علنا بعد انتهاء فترة الغمز والهمس واللمز والتورية والإساءة الخفية ضد أحمد عيد، صارحت صديقا لي من نصف قرن من الزمان أن العنصرية البغيضة ما زالت في عز عنفوانها ونشاطها الهدام ولم تمت كما كنت أتوقع. وقام صديقي الذي تبرأ من قولي وشن هجوما كاسحا على شخصي الضعيف بل إنه صارحني بملازمة منزلي وقطع لساني لأن الزهايمر قد بلغ لدي درجة أستحق فيها العقوبة اللازمة، وهي الحجر على صوتي وقلمي وإغلاق فمي إغلاقا محكما بأسلاك حديدية، بل بناء سور مغلق على غرفتي بنوافذ حديد مغلقة وطلاء الغرفة بإحكام منظم من عوازل منع صدور حتى الآهات، يشبه هذا الإحكام السواتر الحديدية في المعتقلات السياسية في الدول الأكثر شيوعية في عهد ستالين ورفاقه. وصديقي هذا كان مسؤولا كبيرا في جهاز كبير له علاقة مباشرة بالرياضة في بلدي بل إنه صارحني بأنه متبرئ مني لأنني أصبحت مجنونا. وصديقي هذا صارحني بأنه من حبه لشخصي وتقديرا للعيش والملح، أن لا أبوح بمثل هذا القول لأنه سوف يجر على شخصي الضعيف الويلات، لا سيما وأنا في مرحلة أرذل العمر. ولم أرد على صديقي لأنني أعرف أنه يحبني، وسكتّ ولم يطل سكوتي، فبعد أن استعان أحمد عيد بالإداري المتخبط عبدالرزاق أبوداود زادت درجة التطاول والغمز واللمز، فاتصلت بصديقي ذاته، وقلت له ما رأيك فيما يحدث، أجابني بضحكة تعكس الحالة التي هو فيها، وقال لي كلمة واحدة فقط، أو جملة قصيرة لها ألف تبرير، وهي الجنون فنون، وخذوا الحكمة من أفواه المجانين، وخليك عاقل. وقطع المكالمة، فلم أشأ أن أزعجه وعرفت أنني لست مجنونا بنمرة واستمارة، بل إنني في طريق السيل متجها للطائف وربما أصل مستشفى شهار في أقرب فرصة ممكنة، ويا بخت العقلاء، ولا أدري هل أقول خذوا الحكمة من أفواه المجانين؟.
ramadan.m@makkahnp.com