شباب ينفرون من الزي الرسمي ويفضلون الكاجوال

يبدو أن ارتداء الزي الرسمي السعودي بات مقتصرا على دخول الجهات الحكومية وحضور المناسبات الاجتماعية فقط لدى شريحة كبيرة من الشباب، حيث فرضت الموضة نفسها وتحكمت الإعلانات التجارية، فيما يختص بالملابس (الكاجوال)، في عقليات الشباب الذين أرادوا أن يحاكوا أقرانهم، متجاهلين ما يعكسه الزي الرسمي من اعتزاز بلباس وطنهم المكون من عقال، وشماغ، وطاقية وثوب

u0634u0627u0628u0627u0646 u0627u0631u062au062fu064au0627 u0645u0644u0627u0628u0633 u0643u0627u062cu0648u0627u0644

يبدو أن ارتداء الزي الرسمي السعودي بات مقتصرا على دخول الجهات الحكومية وحضور المناسبات الاجتماعية فقط لدى شريحة كبيرة من الشباب، حيث فرضت الموضة نفسها وتحكمت الإعلانات التجارية، فيما يختص بالملابس (الكاجوال)، في عقليات الشباب الذين أرادوا أن يحاكوا أقرانهم، متجاهلين ما يعكسه الزي الرسمي من اعتزاز بلباس وطنهم المكون من عقال، وشماغ، وطاقية وثوب. يخوض الشباب عمليات بحث مستمرة في مختلف الأسواق، رغبة في شراء موديلات حديثة للملابس المتنوعة التي تختلف أشكالها من موسم لآخر، تبعا للموضة، إذ أصبح هجر الشاب، في غير المناسبات الرسمية أو الاجتماعية، ارتداء اللباس المعتاد لدى غالبية المجتمع حقيقة، ليحل مكانه البنطال بجميع أنواعه وأشكاله. وحلت الملابس (الكاجوال) محل الثوب والشماغ، وأصبح بعض الطلبة ينتظرون نهاية دوامهم لارتداء البنطال والبدلة لأسباب كثيرة، بينما يواجه عدد من الشباب الذين قلما تراهم يرتدون البدلة والبنطال، مشكلات في اختيار ملابس السفر كونهم غير معتادين عليها.

الرغبة في التغيير

وقال الأخصائي الاجتماعي عبدالعزيز الحمود لـ»مكة» إن الارتباط النفسي من قبل الشباب السعودي بالزي الوطني يعتمد على الإحساس بالتغيير ونظرة الشباب المجاور والصديق بالجامعة والشارع وبكل تجمعات الشباب، ومن هنا اعتاد الشاب على البنطال، ونسي الزي الوطني للتحول إلى الموضة. وأشار الدكتور الحمود إلى أن الشباب عادة يقعون في إدمان تلك النوعية من الملابس وعدم العودة أو التفكير في الزي الوطني، وهنا نستخلص عوامل سلبية من قبل الشباب، أولها هجر الزي الوطني المرتبط بالتاريخ والعادات والموروث والهوية النفسية للوطن، ثانيها الهروب من مجتمعات كبار السن تفاديا للنقد، ثالثها صعوبة التخلص من البروتوكول الذي يتحول إلى أزمة نفسية تدفع للتفكير في العودة إلى الزي الوطني بعد سن الأربعين، إلا أنهم غالبا ما يجدون صعوبة في ذلك بحكم الاعتياد.

التميز عن الغير

وأرجع الشاب ثامر الحمد سبب تغير اللباس إلى أن الشباب يريدون أن يختلفوا عمن يكبرونهم سنا، فهم يرون أن الزي الرسمي مخصص للمناسبات وأوقات الدوام، وفي غير ذلك يفضل لبس البدلة والبنطال، بينما يؤكد باسم المخلفي اعتزازه بالزي الوطني كونه لا يعيقه خارج الدوام، لكنه في بعض الأحيان، خصوصا مع الأجواء الحارة والجافة، يضايقه لبس الثوب والشماغ بعض الشيء، متفقا على أن للمناسبة دورا مهما في تحديد لبسه.

ملابس مخالفة

وحول حرص الشباب على اللحاق بأحدث الموديلات، اعتبر باسم أن بعض الموديلات سواء القديمة أو الحديثة منها تخالف القيم والأخلاق الدينية، وقال «هذا النوع من الموديلات لا أبحث عنه، ولكن توجد موديلات صممت بأسلوب مميز تلك التي أبحث عنها وأتتبع أخبارها وتفاصيلها». وأشار إلى أن الموازنة بين الزي الرسمي والأزياء الأخرى أمر مهم، لكي لا يطغى أحدهما على الآخر، بيد أن بعض الوظائف يعيقها لبس الثوب والشماغ، مبديا إعجابه بالمقيمين الذين يرتدون ملابسهم الرسمية كدليل على انتمائهم لهويتهم، رغم الغربة. فيما بين الشاب محمد المهيدب أنه يجد راحة لدرجة كبيرة عند تغيير ملابسه من وقت لآخر، وأنه حريص على لبس البنطال في أوقات كثيرة، وهذا لا يعني هجر الزي الوطني بقدر ما هو بادرة تغيير نفسية هدفها بروتوكول اجتماعي شبابي.

زي عملي

أزد العسيري كان متمسكا في الماضي، بلبس الزي الوطني باستمرار، خاصة أنه كان يشعر بالعيب حال دخوله إلى المسجد بغير الثوب، إلا أن نقطة التحول في اختيار ملابسه كانت مع بداية خوضه المجال العملي. وقال أزد إنه اكتشف من خلال احتكاكه بثقافات أخرى في مجال العمل أن ملابس الكاجوال أكثر مرونة وعملية من الثوب، كما لاحظ أنها تكون أكثر أناقة من الثوب في كثير من الأحيان، بيد أنه ما زال حريصا على ارتداء الزي الوطني في المناسبات والأعياد وصلاة الجمعة، إضافة للمناسبات العائلية. وأشار إلى أن البعض ما زال يعتبر ارتداء أي ملابس غير الزي الوطني عيبا، فيفضل ارتداءه تفاديا للنظرات أو ربما التعليق، خاصة من كبار السن، مبينا أنه لو كان صاحب المناسبة فسيرتدي ملابس (الكاجوال)، لأنها ستكون أسهل في الحركة وخدمة الضيوف.

أكثر أناقة

في حين اعتاد الشاب آسر العلكمي على ارتداء الملابس الكاجوال منذ الطفولة، وأنه يشعر بالراحة أكثر في هذه النوعية من الملابس، حيث كان يدرس في مدارس خاصة، وكان يذهب إلى المدرسة مرتديا البدلة وربطة العنق، فتعود على تلك النوعية من الملابس، حتى إنه كان يرتدي البدلة الكاملة مع ربطة العنق في الأعياد وسط رفاقه الذين يحرصون على ارتداء الزي الوطني كاملا. وأوضح العلكمي أن ملابس الكاجوال أكثر أناقة، وتتيح له اختيار الألوان، كما أنها أكثر عملية من الثوب الأبيض الذي تظهر عليه البقع والأوساخ سريعا، فلبس الكاجوال هو الأمر العادي بالنسبة له، بينما الزي الوطني لا يرتديه إلا في الأعياد والمناسبات وعند الذهاب إلى صلاة الجمعة وبعض اللقاءات العائلية.