كان مقالي السابق عن الخطوط السعودية والذي طالبت فيه بنقل أسطولها الجوي إلى موزمبيق أو ساحل العاج لأنهم يتفهمون قرار (ادفع عند الحجز) وعادة ينشر مقالي كل ثلاثاء، وآخر أسبوع نشر يوم الخميس، هذا التأخير فيه خير كثير، بل من سخرية الحدث (لم أقل من سخرية القدر حتى لا أتورط بداعشي يظهر لي فجأة) حيث صادف أن كنت يوم الخميس على متن العزيزة السعودية من الرياض ثم جدة إلى نيويورك وظهر لي بعد جهد غير جهيد إطلاقاً بل بسيط جداً أن مشاكل السعودية ليست في ادفع عند الحجز أو قبله؛ بل أعمق بكثير. - في مطار الملك خالد الدولي في الرياض طلبوا منا تغليف كل الحقائب بالبلاستيك سواء تلك التي تحتوي على سوائل أم لا بينما الركاب من جدة لم يطلب منهم هذا الأمر، إذن فيدرالية الخطوط السعودية تفرق بالأنظمة بين الرياض وجدة نظراً لخصوصية الرياض؛ ولم تعتمد النظام الكونفيدرالي بعد. - باختصار مخل ذراع حامل التلفزيون للمقعد الذي أمامي (يرج) طول الرحلة، حاولت أن أبحث عن كلمة أكثر عمقاً وتعبيراً بدلاً من كلمة يرج فوجدت العامية أصدق من الفصحى لأن الأمر مؤلم؛ السؤال الذي يستلقي بنفسه أمام مسؤولي الخطوط السعودية: هل ثمة شيء آخر (يرج) كالمحركات مثلاً. - ربما أحد الركاب خالف الأنظمة والأخلاق ودخن في الطائرة فما كان من كابتن الطائرة إلا أن هدد الركاب جميعاً بأن الذي يدخن في الطائرة سوف يكون تحت طائلة العقاب وفق أنظمة الخطوط السعودية والقانون الأمريكي (بصدق أنا مع الطيار وضد التدخين تماماً) لكن تهديد كل الركاب أمر مخز، بل لم يشر إلى من أخطأ من الركاب حتى جاءتني رغبة بالبكاء وأصيح كطالب في رابع ابتدائي (ب) (والله العظيم مو أنا اللي دخن)، برز ظن خبيث في خاطري أن المدخن (إن كان ثمة مدخن) من ركاب الدرجة الأولى فخاف الكابتن أن تكون هذه آخر رحلة له إن هو أخبره بالامتناع عن التدخين، فشفى غله فينا! - المطبات الجوية أزعجتنا بكل صراحة، وبما أن الخطوط السعودية تعتز بخدمتنا وشعارها القديم (نعتز بخدمتكم)، أتمنى أن تفاوض الأحوال الجوية لتهدأ فوق المحيط.