يوميات في مكة المكرمة - الحلقة الأخيرة

 

u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a u0627u0644u0634u0631u064au0641

تنشر “مكة” الحلقة الـ 15 (الأخيرة) المتعلقة بأحداث ومعلومات عن مكة المكرمة، وردت في اليوميات التي دونها أحمد علي أسدالله الكاظمي - رحمه الله - والتي تعدها دارة الملك عبدالعزيز للنشر كاملة في إصدار مستقل. وكاتبها من رجالات التعليم الرواد في المملكة العربية السعودية، عمل معاونا لمدير مدرسة الأمراء بالرياض ومعلما فيها خلال الفترة 1357-1373هـ، ثم مفتشا بوزارة المعارف وعميدا لكلية الشريعة بمكة المكرمة. توفي - رحمه الله - في 1413.

1 /4/ 1391هـ

أول عمارة حديثة في وادي محرموادي محرم أو ميقات الإحرام لمن يأتي لمكة عن طريق الطائف، وقد زادت أهميته وشهرته بعد مرور الطريق المعبدة من وسطه الموصل بين الطائف ومكة المكرمة. منذ تم هذا الطريق في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز بنى أخو المقاول الذي قام بتعبيد هذا الطريق، وهو المعلم ابن لادن، مسجدا جديدا، بالاسمنت المسلح، فكان هذا المسجد أول بناء جديد أنشئ في هذا الوادي.

السبت 8/ 6/ 1391هـ

وفاة الشيخ محمد نصيف

توفي اليوم الشيخ محمد نصيف في الطائف ونقل جثمانه إلى جدة رحمه الله رحمة الأبرار. كان الشيخ فريد عصره في أخلاقه وطريقة حياته، فريدا بسلفيته في العقيدة والمبدأ. فريدا في حياته، له برنامج خاص يسير عليه كما يسير العظماء على مثله، فكل ساعة من ساعاته لها عمل معلوم وطريقة خاصة، فساعات الضحى يجلس في مجلس الاستقبال، وإذا دنا وقت الظهر غير المجلس وذهب إلى الصالة التي خارج المجلس، حيث له مجلس، وهناك يستعد لأداء صلاة الظهر. وبعد صلاة الظهر يذهب إلى غرفة المائدة ومعه كل من يوافق على الذهاب إليها من أجناس مختلفة. والمائدة على الطريقة الإفرنجية وممتدة لتتسع لأكثر من عشرين شخصا. ثم له مجلس آخر في بلكونة داره في الهواء الطلق، وذلك بعد أداء صلاة العصر، ثم يدخل المجلس الداخلي قبيل غروب الشمس.

10/ 8/ 1391هـ

الشيخ مصطفى يغمور

من الأساتذة القدامى وقد عرفته أستاذا بمدرسة المسعى سنة 1349هـ وقد تنقل في عدة وظائف مدرسية كمدرس ثم عين مديرا لمدرسة ابتدائية. وبعد إحالته للتقاعد فتح مكتبة صغيرة فيها كتب المقررات وغيرها، وظل كذلك حتى وافاه الأجل المحتوم هذا اليوم.

الاثنين 5/ 5/ 1391هـ

الشيخ أديب العباسي

توفي اليوم الشيخ أديب العباسي بعد مرض طويل ألزمه الفراش، والشيخ أديب سوري الأصل قدم إلى مكة في عهد الشريف حسين كما قال لي ذات مرة، وأول معرفتي به عندما كان بزازا (قماشا) في الشامية بجوار الحرم، وكان بجوار باب الزيادة وباب القطبي من أبواب الحرم، دكان كبير لتاجر تركي في عهد الأتراك، اسمه فهمي، وقد نهب دكانه أيام ثورة الشريف حسين على الأتراك وبقي الدكان مهجورا حتى جاء الشيخ أديب واستأجره وجمع فيه كثيرا من الأقمشة، وكان سمح البيع يكتفي بالربح اليسير، فصار دكانه مقصد العربان والفقراء ومتوسطي الحال. وكان ذا لحية كبيرة وعمامة بيضاء ولا يتكلم مع الناس إلا طيبا، ثم بعد سنوات انتقل إلى الطائف لاعتدال جوها.

السبت 8/ 11/ 1391هـ

وفاة الشيخ عبدالله الساسي

دفن اليوم الشيخ عبدالله الساسي بعد أن نقل جثمانه من بيروت إلى جدة فمكة، وتوفي الخميس الماضي في بيروت، فقد ذهب إليها بعد العيد للعلاج. لقد عرفت الشيخ عبدالله الساسي أستاذا للتاريخ والجغرافيا سنة 1349هـ على ما أعتقد، إذ عينت ملازما في مدرسة المسعى الابتدائية وجاء إليها منقولا من جدة، وكان يبدو يومئذ من أصغر الأساتذة لقصر قامته، وكان مرحا كثير الضحك. ثم عين مديرا لمدرسة المسعى التي عرفت باسم المدرسة الرحمانية، وكنت أزوره كمفتش. ثم ترقى وصار مديرا لكلية التربية التي أنشئت في مكة وكانت صنو كلية الشريعة. ثم عين مستشارا لمدير التعليم الديني أو التربية الإسلامية وظل في عمله هذا حتى وافاه الأجل المحتوم. كان رحمه الله أول من ألف كتابا مدرسيا في الجغرافيا بالاشتراك مع الأستاذ عبدالرحمن باحنشل، ثم ألف كتاب التاريخ.

23/ 11/ 1391هـ

جمرة العقبة في منى

كانت هذه الجمرة معروفة باسم جمرة العقبة لوجود عقبة خلفها وعلى جانبها من ناحية منى ثم قبل سنوات أزيلت تلك العقبة توسعة للطريق وأقيم من خلفها جدار كالدكة ليكون الرمي من ناحية واحدة، واليوم كنت في مكتبة الأخ عبدالشكور فدا حيث جاءنا فضيلة الشيخ عبدالله البسام عضو لجنة التمييز – تمييز القضايا الشرعية بمكة - وقال إنه قادم الآن من منى وكان معه نفر من العلماء وقد قرر الجميع إزالة الجدار من خلف الجمرة وجعلها كبقية الجمرتين ليكون الرمي عليها من كل جهة.

الثلاثاء 2/ 12/ 1391هـ

الشيخ محمد سرور الصبان

قال لي أحد الأولاد أذيع الآن من الإذاعة السعودية نبأ وفاة الشيخ محمد سرور الصبان في مصر، وقد نقل جثمانه من مصر إلى جدة الاثنين 1 ذي الحجة وصلي عليه في الحرم الشريف ودفن في المعلاة.

السبت 17/ 2/ 1392هـ

الشيخ عبدالرزاق حمزة

وهو ملازم للفراش منذ أمد بعيد وتوفي رحمه الله الخميس 22 صفر. لقد انطفأت الشمعة التي كثيرا ما أنارت للناس الطريق إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وسكت اللسان الذي ظل سنوات طويلة رطبا بذكر الله.

الأحد 3/ 3/ 1392هـ

مناقشة الماجستير

للمرة الأولى في تاريخ التعليم الجامعي قدم طالب، وهو حسين عثمان فلاتة من سكان المدينة المنورة وقد انتهى من قسم الدراسات الإسلامية في كلية الشريعة، رسالته، وكانت تحقيقا لمخطوطة قديمة عن آراء الإمام مالك، وقد حضر المناقشة وزير المعارف وشخصيات أخرى. وقد سبق أن قام معهد القضاء العالي بعمل كهذا وقدم كل طالب بعد الانتهاء من الدراسة رسالة نوقشت من جانب هيئة من كبار العلماء ثم أعطي لقب ماجستير، ولكن من غير إعلان بل كتبت أسماء من نالوا هذه المرتبة في الجريدة.

الخميس 15/ 2/ 1400هـ

ماء العنقري

لقد كانت مكة المكرمة تعتمد في سقياها على مياه عين زبيدة التي تأتي من ناحية وادي نعمان من وراء عرفات وسابقا كان ينقل الماء من الموارد التي تعرف باسم (البازانات) بواسطة السقاة، بوسيلتين إحداهما: (القرب) وهي جلد البقر أو الجمل مخيط على شكل كيس يملؤه السقّاء من المورد ثم يحمل هذه القربة على ظهره ويمشي وهو كالراكع حتى يوصلها إلى من هو متفق معه على نقل الماء وإيصاله إلى بيته، سواء في الطبقة الأولى من الدار أو إلى الدور الثاني أو الثالث أو إلى السطح، والطريقة الأخرى كانت تعرف باسم (الزفة) وهي عبارة عن تنكتين من التنك الذي يستورد فيه السمن أو الكاز أو أي نوع من السوائل. وإذا أفرغت التنكة أو الصفيحة وبيع ما فيها، استعملت في أي استعمال آخر كنقل الماء، وتعلق تنكتان في عود بسلسلة، وتحملان بهذا الترتيب، وينقل الماء إلى البيوت وإلى أعلى طبقة فيها. أما القربة فكانت تحمل على ظهر السقاء، وظل الأمر على هذه الطريقة والصورة إلى عهد قريب، ثم بدئ في مد المواسير من المورد إلى البيوت، وبدأ السقاة من أهل القرب والزفات ينقص عددهم لموت بعضهم أو كبر سنهم أو عجزهم عن حمل القربة أو الزفة. فأدخلت المواسير إلى البيوت وارتاح الناس من السقاة وحملهم للماء. وكان مصدر الماء الوحيد لأهل مكة عين زبيدة، في البلد وأطرافها، ثم بدأت موارد المياه تقل وتنقص، وأخذت الحكومة السعودية تبحث عن موارد جديدة لسد حاجة أهل مكة من الماء، وتكونت شركة قبل سنوات وكان رئيسها أو مدير أعمالها رجل لقبه (العنقري) فصار الماء يعرف بماء العنقري وعملت خزانات كبيرة في أطراف مكة وعلى جبالها، حيث تملأ بالمياه التي تجلبها شركة العنقري، وتمد من الخزانات مواسير إلى البيوت، ومنذ ذلك الحين عرف الماء الذي يدخل مكة بماء العنقري، ونسي الناس اسم عين زبيدة لنضوب مائها. وبهذه المناسبة أسجل هنا وصول مياه العنقري إلى بيتنا بحي الزهراء أو حي النزهة الخميس 15 صفر 1400هـ.

 

 

 

1- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 01

2- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 02

3- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 03

4- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 04

5- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 05

6- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 06

7- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 07

8- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 08

9- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 09

10- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 10

11- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 11

12- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 12

13-يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 13

14- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 14

15- يوميات في مكة المكرمة - الحلقة 15