عبدالرحمن الدهان مات فافتقدته أروقة الحرم وحلقات العلم (2-2)

أسرة الدهان من الأسر المكية القديمة التي عملت في العلم والفقه فضلا على عملها في دهن البيوت وتزيينها

u0645u0646 u0645u0624u0644u0641u0627u062a u0623u0633u0631u0629 u0627u0644u062fu0647u0627u0646 (u0645u0643u0629)

أسرة الدهان من الأسر المكية القديمة التي عملت في العلم والفقه فضلا على عملها في دهن البيوت وتزيينها. خرج منهم بعض العلماء كتاج الدين الدهان وغيره. وظهر من هذه الأسرة في القرن الرابع عشر الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن أسعد بن أحمد بن تاج الدين الدهان، ولد بمكة المكرمة سنة 1283هـ، حفظ القرآن الكريم بالتجويد، وتلقى العلم في المدرسة الصولتية، ودرس على يد مؤسس المدرسة الشيخ رحمة الله العثماني وأخذ عنه علم النحو والمنطق والتوحيد والفقه وأصوله والتفسير والحديث والمعاني والبيان، وجالس العلماء في حلقات المسجد الحرام ونقل عنهم، فقرأ على الشيخ حضرت نور البشاوري ولازمه ملازمة تامة، وحضر دروس الشيخ عبدالحميد الداغستاني في شرح سنن الترمذي، كما قرأ على الشيخ إسماعيل نواب وعلى الشيخ عبدالرحمن سراج الحنفي، والملا يوسف البنقالي المكي، وحافظ عبدالله الضرير، وفي علم الفلك درس على يد الشيخ عبدالحميد بخش. وعندما حاز قدرا من العلم عمل بالتدريس في مدرسة الشيخ رحمة الله المعروفة بالصولتية، وعين مدرسا فيها، وقام بالوظيفة أحسن قيام، ودرس على يديه عدد كبير من الطلاب، وكان يدرس مواد العلوم الدينية للصفوف العليا، وعرضت عليه وظائف حكومية إلا أنه لم يقبلها واكتفى بالتدريس في المدرسة المذكورة، إضافة إلى تدريسه في حلقته الواقعة في رواق باب السليمانية من المسجد الحرام والتي افتقدته حين مات، حيث كان يلقي دروسه فيها ضحى كل يوم في شرح ابن عقيل في النحو والميزان في المنطق، وصحيح البخاري في الحديث. وظل على ذلك حتى وفاته في ذي القعدة سنة 1337هـ، وشيع بموكب حافل شارك فيه معظم الأهالي في مكة المكرمة وقيل عنه «مات مأسوفا عليه من سائر طبقات البلاد يبكيه العلم الصحيح والزهد الورع والقناعة ومكارم الأخلاق». كما نبغ من هذه الأسرة الشيخ أسعد (شقيق السابق) والذي ولد سنة 1280هـ، وتوفي أبوه وهو دون البلوغ، فواصل تعليمه حيث حفظ القرآن الكريم، وأتقن التجويد إتقانا تاما، والتحق بالمدرسة الصولتية، وأخذ عن علمائها، واشتهر بالذكاء والحفظ، فبرع في دراسة العلوم الشرعية من فقه وحديث، لذلك تصدر للتدريس في المسجد الحرام، وكان يعقد حلقته في رواق باب السليمانية، ويدرس في الفقه الحنفي كتاب الدر المختار، إضافة إلى تدريسه سنن النسائي في الحديث صباح كل يوم، وبعد الظهر عدا ظهر يوم السبت. وصفه بعض معاصريه بقوله «قصير القامة، ممتلئ الجسم، كث اللحية، فيه وقار العلماء وهيبتهم». ولعلاقته الجيدة بالأهالي، وتضلعه في الفقه، وإلمامه بأحكام القضاء، تم تعيينه مساعدا لقائم مقام الشريف في مكة المكرمة لفصل القضايا الشرعية، كما تعين عضوا بمجلس التعزيرات الشرعية، ورئيسا على هيئة تدقيقات أمور المطوفين بالبلد الأمين، وتعين سنة 1337هـ قاضيا بالمحكمة الشرعية، إضافة إلى مشيخة المدرسة السليمانية. وظل على ذلك حتى وفاته سنة 1341هـ.

 

 

أسرة الدهان زخرفوا بيوت مكة وأتقنوا علوم الفقه (1-2)

عبدالرحمن الدهان مات فافتقدته أروقة الحرم وحلقات العلم (2-2)