المليونيرة وفايز المالكي
الاثنين / 26 / جمادى الأولى / 1439 هـ - 21:30 - الاثنين 12 فبراير 2018 21:30
أدمنت طويلا قراءة أدب السجون، قرأت كتبا عديدة تتعلق بهذا المكان الذي أجهله تماما، بعد كل تلك القراءات لم يذكر أحدهم أن هناك مكيف هواء يعمل في السجن، سألت أحدهم هل تتوقع أن هناك تكييفا في السجن؟ فرد علي بالتأكيد لا بد أن يكون هناك جهاز تكييف، خيال المرأة لا يمكن أن يحدد هوية مكان السجن، لا يمكن أن تتصور رغم جنوح خيال المرأة كيف تكون السجون، كنت أرتب دائما مشاعري وأفكاري، وأنا أقرأ عن قصص الشباب الذين يدانون في جرائم القتل، سواء عمدا أو مجرد تهور وطيش شباب، لقد شاركت بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤخرا، من أجل إكمال دية أحدهم، كان ذلك بالتأكيد تأثير الكتب التي قرأتها عن السجون، خيالي بسيط جدا فيما يتعلق بألم الرجل، ولا أعرف إذا كانت الحرية مهمة بالنسبة له، كما تهتم لها المرأة في الوقت الحالي.
فرحت الآن بخبر إكمال دية الشاب، سعيدة لهذا التعاضد الاجتماعي، المبلغ كبير جدا، ميزانية دولة فقيرة، ولكني لم أقرأ عن الشاب ولا عن القتيل، لقد آمنت بأهمية المساعدة من دون أن أعرف أي شيء عن الموضوع. اندفعت كل هذه الأفكار مرة واحدة، والفنان الشهير فايز المالكي يكتب تغريدة ردا على أحد المتابعين الأفاضل، بأنه يفخر بأني واحدة من بنات الوطن، لقد سعدت بتواضع الفنان، وفجأة امتلأ حسابي في «تويتر» بالرسائل، الكل يسأل الفنان متى يتم الرد عليه؟ أعرف أن المالكي قد اشتهر بالأعمال التطوعية، وأعرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كيف قدم المالكي خدمات جليلة، ولكني لم أع هذا الحجم الكبير من المسؤولية، ومتابعوه يطالبونه بالرد عليهم، الكل يشتكي ضيق الحاجة ويطلب منه البعض طلبات غريبة وتعجيزية، كأن يتم سداد أجرة البيت أو العمل في مطعمه الخاص، أو المساعدة في علاجه، طلبات مختلفة لا أتصور كيف يستطيع أي أحد من مشاهير «السوشال ميديا» تحمل مثل هذا العبء الذهني والنفسي، غريب تساهل الطلب بجرأة وأستثني منه المتعففين، الذين يجاهدون بأنفسهم لبناء ذاتهم.
عالم التواصل الاجتماعي مرعب ومخيف، ما زلت أفكر كيف وصل الحال بنا إلى أن تقوم امرأة بالاتصال على برنامج تلفزيوني وطلب الزواج، هل يعقل أن محيطها الاجتماعي يخلو من وجود من يرغب في الزواج؟ ألم تلجأ إلى الخطابات أفضل من أن ينتشر فيديو تحت عنوان «مليونيرة تطلب الزواج»؟
كيف تتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
• عرف باسمك الحقيقي، ولا تنتحل شخصيات الآخرين، أو تتعدى على حرياتهم بدعوى تعريتهم أمام أخطائهم
• لا تسع لنشر فيديو أو تكتب ما يمكن أن يخل بالآداب العامة، ولا تقع في أزمة الأسبق في النشر
• ليس كل ما يضمر بالنفس يكتب، عبر عن نفسك بأكثر الطرق تهذيبا
• أعط صورة إيجابية عن وطنك، ولا تسع لتعميق الفجوة الثقافية بينك وبين الشعوب الأخرى
• لا تتدخل في سياسة الأوطان المختلفة، فلكل وطن ثقافة تميزه عن غيره وسياسة تختلف عما يدور في وطنك
SarahMatar@
فرحت الآن بخبر إكمال دية الشاب، سعيدة لهذا التعاضد الاجتماعي، المبلغ كبير جدا، ميزانية دولة فقيرة، ولكني لم أقرأ عن الشاب ولا عن القتيل، لقد آمنت بأهمية المساعدة من دون أن أعرف أي شيء عن الموضوع. اندفعت كل هذه الأفكار مرة واحدة، والفنان الشهير فايز المالكي يكتب تغريدة ردا على أحد المتابعين الأفاضل، بأنه يفخر بأني واحدة من بنات الوطن، لقد سعدت بتواضع الفنان، وفجأة امتلأ حسابي في «تويتر» بالرسائل، الكل يسأل الفنان متى يتم الرد عليه؟ أعرف أن المالكي قد اشتهر بالأعمال التطوعية، وأعرف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كيف قدم المالكي خدمات جليلة، ولكني لم أع هذا الحجم الكبير من المسؤولية، ومتابعوه يطالبونه بالرد عليهم، الكل يشتكي ضيق الحاجة ويطلب منه البعض طلبات غريبة وتعجيزية، كأن يتم سداد أجرة البيت أو العمل في مطعمه الخاص، أو المساعدة في علاجه، طلبات مختلفة لا أتصور كيف يستطيع أي أحد من مشاهير «السوشال ميديا» تحمل مثل هذا العبء الذهني والنفسي، غريب تساهل الطلب بجرأة وأستثني منه المتعففين، الذين يجاهدون بأنفسهم لبناء ذاتهم.
عالم التواصل الاجتماعي مرعب ومخيف، ما زلت أفكر كيف وصل الحال بنا إلى أن تقوم امرأة بالاتصال على برنامج تلفزيوني وطلب الزواج، هل يعقل أن محيطها الاجتماعي يخلو من وجود من يرغب في الزواج؟ ألم تلجأ إلى الخطابات أفضل من أن ينتشر فيديو تحت عنوان «مليونيرة تطلب الزواج»؟
كيف تتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي؟
• عرف باسمك الحقيقي، ولا تنتحل شخصيات الآخرين، أو تتعدى على حرياتهم بدعوى تعريتهم أمام أخطائهم
• لا تسع لنشر فيديو أو تكتب ما يمكن أن يخل بالآداب العامة، ولا تقع في أزمة الأسبق في النشر
• ليس كل ما يضمر بالنفس يكتب، عبر عن نفسك بأكثر الطرق تهذيبا
• أعط صورة إيجابية عن وطنك، ولا تسع لتعميق الفجوة الثقافية بينك وبين الشعوب الأخرى
• لا تتدخل في سياسة الأوطان المختلفة، فلكل وطن ثقافة تميزه عن غيره وسياسة تختلف عما يدور في وطنك
SarahMatar@