البلد

من خطب الجمعة

nnnnnnnu0645u0635u0644u0648u0646 u064au0633u062au0645u0639u0648u0646 u0644u062eu0637u0628u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0628u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a u0623u0645u0633 (u0634u0624u0648u0646 u0627u0644u062du0631u0645u064au0646)
توريث القيم

«أولادكم أمانة الله في أعناقكم ووديعته بين أيديكم، وتربية الأولاد والعناية بهم والاستثمار فيهم من أعظم التجارات المربحة في الدنيا والآخرة التي يجب أن يقدمها العاقل على كل أمور الدنيا، والتربية تعني صناعة الإنسان، وهي تحصيل للمعرفة وتوريث للقيم، كما أنها توجيه للتفكير وتهذيب للسلوك، وتشمل كل مجهود أو نشاط يؤثر في قوة الإنسان وتكوينه.

التربية هي التي تبني خلق الناشئ على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وتنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل، ومن أهمية التربية أنها أصبحت استراتيجية للدول توضع الميزانيات والخطط والسياسات من خلال التربية لتحقيق الأهداف التي تريد أن يسير الناس عليها، وترى كل أمة أنها من سيادتها وخصوصياتها التي لا تساوم عليها، بل إنها صناعة الإنسان.

الذرية الصالحة من البنين والبنات أمنية كل عاقل، فالولد الصالح قرة عين لوالديه إن حضر أسره وإن غاب أمن عليه واطمأن له، يدعو لوالديه في حياتهما وبعد موتهما فهو امتداد للأجل ورفع للذكر وحسنات دائمة.

حين ترى مشاهد المنحرفين والمتمردين على الآداب والقيم والشاردين عن الصواب تتساءل من ربى هؤلاء، ومن المسؤول عن إنتاج هذا الجيل، إنها التربية القاصرة، بل إنه إهمال التربية.

جيل بهذا التدني مع الانفلات الأخلاقي وانعدام الثوابت وغياب الهدف لا يرفع أمته ولا يدافع عنها، بل هو وبال على مجتمعه وعبء عليه، فلا بد من وقفة جادة مع أنفسنا وأولادنا من البنين والبنات ومقاومة الشرور التي تستهدف الجيل وتكتسح القيم».

صالح آل طالب - المسجد الحرام

مظاهر التربية

«إن الله تعالى هيأ قلوب الوالدين على حب أبنائهما في التربية والإصلاح، ومن مظاهر التربية إظهار الحب للأبناء، ومن ذلك تقبيل الصغار وضمهم.

إن من أجل ممارسات التربية بالحب وأنفعها تأثيرا هي دوام الدعاء لهم بالهداية والتوفيق والصلاح والحفظ. وإن الدعاء على الأبناء منهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم).

المربي لا يستغني عن الحكمة والموعظة الحسنة ولين القول ورفق الجانب والبعد عن العنف والتجريح، وإنه ينبغي للمربي ألا يستصغر عقل من يربيه، وأن من مقتضى الحب العدل بين الأولاد.

إن تربية البنات والإحسان لهن هدي نبوي، وذلك بتعليمهن وتنشئتهن على العفة. عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار.

إن دمج الأولاد في مناشط جادة ومشاريع نافعة، ومنها برامج العمل الخيري، يرفع طموحهم ويحمي من الهبوط في سفاسف الأمور والترهات.

وسائل التأثير العصرية تطورت وأفرزت تغييرات جذرية في الأفكار والمفاهيم والسلوك حتى أصبحت منافسة لدور الأسرة، وهنا تكمن أهمية التربية بالحب وتجديد أساليب التربية وزرع القيم».

عبدالباري الثبيتي - المسجد النبوي