مقاصف مدرسية تبيع الأمراض للطلاب
«بطاطس شيبس» أو »قطعة شوكلاته» أو حتى فطيرة منتهية الصلاحية هي أغلب ما يبدأ به الكثير من الطلاب الفطور الصباحي من مقاصف المدارس المتعاقدة مع شركات لتشغيلها في ظل موجة إنكار، وضعف رقابي واضح يتسبب يوميا بحالات تسمم غذائي لكثير من الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية
الاثنين / 17 / محرم / 1436 هـ - 18:45 - الاثنين 10 نوفمبر 2014 18:45
«بطاطس شيبس» أو »قطعة شوكلاته» أو حتى فطيرة منتهية الصلاحية هي أغلب ما يبدأ به الكثير من الطلاب الفطور الصباحي من مقاصف المدارس المتعاقدة مع شركات لتشغيلها في ظل موجة إنكار، وضعف رقابي واضح يتسبب يوميا بحالات تسمم غذائي لكثير من الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية. وبحسب معلمين فإن المسألة لا تتعلق فقط بتأخر الشركة عن توفير الوجبات الكافية للطلاب بل أن كثير منها تالف في الأساس، حيث يصاب الطلاب بحالات إسهال ومغص تدفع المعلمين لاستدعاء أولياء أمورهم في الحالات المتطورة. إلى جانب مخالفات بيع مواد غذائية ضارة واستغلال إغراء مثل هذه الأشياء الضارة للطلاب الصغار والخطورة عندما يبدأ بها الطفل يومه، فالأطفال يشترونها ويفضلونها على الوجبات الصحية.
لا بد للوزارة من التدخل
وعلى الرغم من أنه لا يمكن تعميم جميع المخالفات إلا أن زيادة نسبة التذمر من الوضع الراهن لتلك المقاصف وتسجيل حالات تسمم من وجباتها يؤكد الحاجة الفعلية لتطبيق الأنظمة والاشتراطات الخاصة بتشغيل المقاصف، والتي ستكون كافية لو طبقت بحذافيرها، حسبما أكد مختصون في التغذية. تقول الشركة المسؤولة عن تشغيل المقاصف إنها «تفخر بأنها أسهمت في تغيير النمط التقليدي للتغذية المدرسية الذي كان سائدا لسنوات، إلى نمط آخر متطور يعتمد على إعداد وجبات التغذية المدرسية مركزيا داخل مصانع متخصصة مزودة بأحدث آليات وتقنيات التصنيع الغذائي»، هذا ما تقوله الشركة في نشرتها الرئيسة وهو افتخار تنسفه جولة واحدة على عدد من مدراس محافظة جدة التي طالب خلالها أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بتدخل عاجل لمنع بيع ما وصفوه بـ « الأغذية الضارة».
وجبات تالفة
ويؤكد معلمون وأولياء أمور التقتهم «مكة « أن المسألة لا تتعلق فقط بتأخر الشركة عن توفير الوجبات الكافية للطلاب داخل المدارس بل إن تلك الوجبات كثير منها تالف في الأساس، وهذا ما يدفعهم للتعامل بشكل مباشر مع الحالات المتأثرة من الطلاب بعد تناولهم تلك الوجبات، إذ يصابون بحالات إسهال ومغص تدفع المعلمين لاستدعاء أولياء أمور الطلاب في الحالات المتطورة. تقول أم مهند وهي معلمة مرحلة ابتدائية في جدة: لم نعد نثق بالمقاصف المدرسية بل امتنعت عن منح أبنائي مصروفا للشراء من المقصف وأعتمد على إعداد وجباتهم بالمنزل فهي أكثر ضمانا، ولدي تجربة مريرة بصراحة مع المقاصف المدرسية لاثنين من أبنائي، إذ هاتفتني المدرسة صباح أحد الأيام لأخذ ابني الذي تعرض لوعكة صحية بعد فترة الفطور المدرسي. وتضيف «بعد أن ذهبنا إلى المستوصف اتضح أنه تعرض لحالة تسمم جراء تناوله وجبة مدرسية في ذلك اليوم»، وتستعرض التقرير الطبي الذي أثبت الحالة، مشيرة إلى أن ابنتها في الصف الثاني الابتدائي عانت من نفس المشكلة. هذه الحالات مثبتة وبتقارير طبية عندما عرضناها على موظفين بالشركة في جدة قالوا إن الأمر يعود إلى أن بعض المقاصف «تبيت» الوجبات أكثر من اللازم، وهو ما يعني أن صلاحيتها انتهت ولا تتحمل الشركة مسؤولية ذلك بل هو «خطأ البائعين أو البائعات داخل المقاصف»، عدا أن هناك بعض الطلاب ممنوعون من وجبات تحتوي على القمح وخلافه ولا يوجد بديل ملائم لهم.
تكثيف الرقابة
وبحسب فرحان الزهراني وهو معلم وولي أمر ثلاثة طلاب، فإن الخلل ليس في الوجبات فحسب، بل قيام بعض البائعين في المقاصف ببيع مواد غذائية ضارة «كالشيبس» وبعض أنواع الحلويات والشوكولاته، ونحن نعلم إغراء مثل هذه الأشياء الضارة للطلاب الصغار والخطورة عندما يبدأ بها الطفل يومه، فالأطفال يشترونها ويفضلونها على الوجبات الصحية، مشيرا إلى أنه حتى الوجبات الرسمية التي تباع محدودة ولا تكفي العدد الكبير من الطلاب. وطالب الزهراني إدارة التربية والتعليم بتكثيف رقابتها على المقاصف المدرسية وعدم الاكتفاء بما تقوله الشركة المسؤولة عن التغذية، وزاد «هناك أخطاء وتجاوزات تحصل بدءا من انتهاء فترة صلاحية الوجبات مرورا بمحدوديتها في المدارس التي تشهد كثافة طلابية كبيرة وليس انتهاء بتجاوزات البائعين الذين اتهم بعضهم بأنهم يسعون لتوفير دخل إضافي من خلال بيع الشيبس وخلافه من الوجبات الضارة»، فنحن كنا نحارب البائعات المخالفات خارج المدارس وأصبحن الآن يبعن داخل المدرسة بإشراف رسمي، وهو أمر يحتاج إلى وقفة ورقابة صارمة.
شكاوى متكررة
فيما يؤكد بعض الطلاب أن هناك مقاصف في مجمعات مدرسية كبيرة لا يوجد فيها إلا بائع واحد وهو ما يعني أن فترة «الفسحة» تنقضي وغالبية الطلاب لم يستطيعوا شراء الوجبات وبالرغم من المناشدات فإن الوضع لا يزال كما هو، مما يدفع بعض الطلاب لمساعدة بائعين في توزيع الوجبات «وكل تلك المشاكل لا تجد من يبحث فيها ويحلها رغم المطالبات والشكاوى المتكررة سواء لإدارات المدارس أو حتى إدارة التربية والتعليم». وحذرت مستشارة التغذية بمستشفى الجامعة بجدة الدكتورة لمياء حجازي، من إهمال الجوانب المتعلقة بتغذية طلاب المرحلة الابتدائية تحديدا كون الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة يحتاجون إلى عناية فائقة فيما يتعلق بالتغذية الصحية الملائمة لمرحلة نموهم. وقالت: المقاصف المدرسية في كل دول العالم عليها رقابة صحية وليست إجرائية إلا أن الوضع الحالي في المقاصف المدرسية والوجبات المقدمة فيها يدفعنا لدق ناقوس الخطر من استمرار الوضع وخطورته على المديين البعيد والقصير، فالوجبات المدرسية لها ضوابط تتعلق بنوعيتها مع التركيز على منتجات الحليب والأغذية المحتوية على البروتينات والفيتامينات. وأضافت: كثيرا ما نركز على الوجبات قصيرة الأمد لأن العناصر الغذائية فيها تكون أفضل من تلك الوجبات طويلة الأمد فحتى الحليب قصير الأمد «وهو للأسف غير مقدم في تلك الوجبات» هو أفضل من الحليب طويل الأمد مع الحرص التام على إيصالها في أوقاتها لأن تجاوز فترة الصلاحية هو السبب الرئيس في الشكاوى المتعلقة بالأضرار.
تسمم غذائي
وأشارت حجازي إلى أن من الأعراض الشائعة التي يتعرض لها طلاب وطالبات المدارس التسمم الغذائي وحالات الإمساك والإسهال، إضافة إلى زيادة الوزن لبعض الحالات وهي كلها أعراض مرتبطة بشكل مباشر بنوعية التغذية التي حصلوا عليها قبل ظهور تلك الأعراض، إضافة إلى حالات الخمول والكسل التي لا تساعد على التحصيل الدراسي، وإن كنا نحث دائما الأسر على إعداد وجبات التغذية داخل المنازل لبناتها وأبنائها الطلاب فهو الأفضل.
مليون و200 ألف طالب
وبحسب الشركة المسؤولة عن التغذية المدرسية فإن مشروعها يستفيد منه أكثر من مليون و200 ألف طالب وطالبة في المدن والمناطق الرئيسة التي تعمل فيها، إذ يرفض بعض مسؤوليها الاتهامات الموجهة لها بشكل مباشر «فأخطاء البائعين وتأخر تغذية المدارس بالوجبات المحددة لها كلها أخطاء تعود إلى بعض الموزعين ولا يعني ذلك أنه خلل في نظام الشركة» هذا ما قاله مسؤول فيها - رفض الإفصاح عن اسمه - مشيرا إلى أن كثيرا من البائعين هم في الأساس نتاج برنامج التوطين الذي انتهجته الشركة، إذ ساهمت بشكل كبير في التوطين وتوظيف الشباب والفتيات السعوديات في تلك المقاصف وبرواتب شهرية لا تقل عن 3000 ريال، وليس من المنطقي أن تعمم أخطاء بعضهم أو بعض العمالة الأخرى.
شروط تشغيل المقاصف في السعودية:
- 1- أسعار البيع موحدة في جميع المدارس وفي حدود الأسعار السائدة بالسوق.
- 2- يقتصر البيع على المأكولات والمشروبات المذكورة في الاشتراطات الصحية.
- 3- تكليف عناصر رجالية للعمل بمدارس البنين ونسائية بمدارس البنات والأولوية للسعوديين.
- 4- لمشغل المقصف الاستعانة ببعض الطلبة أو الطالبات في أعمال البيع مقابل مكافأة مادية.
- 5- عدم تمكين العمال والعاملات من دخول المقصف إلا بعد تسليم الشهادة الصحية لإدارة المدرسة.
- 6- يحق لإدارة المدرسة البيع في حال غياب البائعين أو عدم تمكن المشغل من توفيرهم.
الشروط الجزائية لعقود تشغيل المقاصف:
- 1- الاستبعاد من العمل لعدم حمل شهادة صحية وغرامة 100 ريال يوميا.
- 2- تحسم غرامة 50 ريالا عن كل عامل ناقص يوميا.
- 3- 100 ريال عن كل يوم تأخر أو غياب وفي حال غياب الجميع يحسم 500 ريال يوميا.
- 4- غرامة 50 ريالا يوميا لعدم الالتزام بالنظافة الشخصية.
- 5- أخذ تعهد عند ملاحظة أي عادة سيئة (مثل التدخين) بعدم تكرارها وغرامة 100 ريال يوميا.
- 6- بيع مواد غير مسموح بها غرامة 50 ريالا مع إزالة سبب المخالفة وأخذ تعهد بعدم تكرارها.
- 7- توريد مواد غير صالحة غرامة 500 ريال مع إتلاف المادة المضبوطة وأخذ تعهد بعدم تكرار ذلك.
- 8- بيع مواد منتهية الصلاحية غرامة 1000 ريال مع إثبات ذلك في محضر وإشعار إدارة التعليم لاتخاذ ما تراه مناسبا.
- 9- في حال تسمم الطلاب تحسم 1000 ريال نقدا من إيراد المقصف عن كل طالب.
أغذية ممنوع تداولها في المقصف:
- 1- الحلوى بأنواعها والشبس والشوكولاتة والعلك والمسليات الخاوية.
- 2- المشروبات الغازية بأنواعها ومشروبات الطاقة.
- 3- العصائر والمشروبات السكرية التي تقل فيها نسبة العصير عن 30٪.
- 4- اللحم والكبدة.
- 5- الطعمية.
أسعار الوجبات المدرسية:
- - الوجبة الصغيرة: 3 ريالات
- - الوجبة الكبيرة : 5 ريالات
- - مياة معدنية : ريال
- - شيبس : ريال (في السوق - نصف ريال)
- - عصير: ريال (في السوق - نصف ريال)
- - كروسان: ريالان
- - بسكويت: ريالان
نوعية الأغذية المدرسية في بعض الدول
في الولايات المتحدة: برنامج الغداء المدرسي الوطني وهو برنامج يدار في 100,000 مدرسة حكومية ومدارس خاصة غير ربحية ومؤسسات الرعاية بالطفل، يوفر طعاما متوازنا صحيا وبتكلفة منخفضة جدا أو بالمجان لأكثر من 31 مليون طفل يوميا.
أسعار الوجبات في مدارس بعض الدول:
- - أيرلندا: الإفطار: 0.60€
- - أستونيا مجانا.
- - فلندا مجانا
- - السويد مجانا
- - النرويج: الفواكه مجانا من الصفوف 8-10
- - فرنسا: الوجبة 6 دولارات وتدفع العائلة 3 دولارات عوضا عن المبلغ الكامل
- - اليابان: 3 دولارات أمريكية للطالب الواحد، والعائلات الفقيرة مجانا.
- - ماليزيا: يمكن للأسر الفقيرة الحصول على وجبات مجانية.