قصة هيا
بين تغطية الرأس وممارسة الدور التوعوي تقف المدارس في حيرة من أمرها بسبب قصة الشعر القصير أو ما أطلق عليه قصة شعر هيا عبدالسلام، إذ إن الموقف الرسمي منها بدا متخبطا بين مصدر وآخر في وجود ما يمنعها في لوائح الوزارة من عدمه، ومؤخرا هددت مدرسة أهلية في حي إشبيليا شمال الرياض خمس طالبات بإلزامهن ببقاء شعورهن مخبأة تحت غطاء الرأس داخل المدرسة وفي الفصل الدراسي إلى أن يتغير شكل القصة
السبت / 15 / محرم / 1436 هـ - 20:45 - السبت 8 نوفمبر 2014 20:45
بين تغطية الرأس وممارسة الدور التوعوي تقف المدارس في حيرة من أمرها بسبب قصة الشعر القصير أو ما أطلق عليه قصة شعر هيا عبدالسلام، إذ إن الموقف الرسمي منها بدا متخبطا بين مصدر وآخر في وجود ما يمنعها في لوائح الوزارة من عدمه، ومؤخرا هددت مدرسة أهلية في حي إشبيليا شمال الرياض خمس طالبات بإلزامهن ببقاء شعورهن مخبأة تحت غطاء الرأس داخل المدرسة وفي الفصل الدراسي إلى أن يتغير شكل القصة. وترى مديرة المدرسة أن ارتداء الحجاب داخل المدرسة سيكون العقاب الأنجح للفتيات، مشيرة إلى أن ذلك القرار يأتي خوفا من أن تلحق بعض الطالبات بركب ما يسمى بالبويات أو الفتيات المسترجلات.
عقوبة مختلف عليها
وبحسب المشرفة الاجتماعية بالمدرسة أمل الغامدي التي حاولت التواصل مع ذوي الطالبات الخمس فإن التهديد بهذه العقوبة سيكون رادعا لغيرهن من الطالبات اللواتي يفكرن في قص شعورهن بنفس الطريقة. وقالت: حاولت التواصل مع ذوي الطالبات وتبين لي أن إحدى الأمهات رافضة تماما لقصة ابنتها التي تلقى تشجيع والدها فيما لا تجد أم أخرى حرجا في دعمها لقصة شعر ابنتها رافضة التدخل في شخصيتها أو قرارها. غير أن المشرفة الغامدي تبادلت حيرتها حول العقاب مع غيرها من المشرفات الاجتماعيات في مدارس أخرى واللواتي اجتمعن لمناقشة العقوبة التي ستوقع على الطالبات المقلدات لهيا عبدالسلام وغيرها من أشكال قصات الشعر القصيرة، مشيرة إلى أنه كان هناك خلاف على وجود تعميم من عدمه على عقوبة تغطية الرأس رغم تطبيقها في بعض المدارس. وتعتمد قصة الممثلة الشهيرة على تقصير الشعر تماما من الجانبين وإبقائه طويلا من الوسط، وبالرغم من أن مثل هذه القصات تلقي استنكارا في المجتمع السعودي المحافظ إلا أنها وجدت طريقها لبعض الفتيات اللواتي سيغامرن بـ 10 درجات من درجات المواظبة والسلوك في حال عُدّت قصة الشعر القصيرة ضمن ظاهرة البويات.
مخالفة من الدرجة الرابعة
وتعدّ لائحة السلوك المعتمدة من وزارة التربية والتعليم هذه الظاهرة ضمن قائمة المخالفات الرابعة، وبحسب اللائحة فإن العقوبات التي من الممكن اتخاذها بحق من ارتكب مخالفة من هذه الدرجة خصم 10 درجات من درجات السلوك والمواظبة، أو إيقافه عن الدراسة لمدة شهر، وكذلك النقل من المدرسة مع التدرج في العقوبات بحسب اللائحة وبحسب ما تراه لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة. من جانبها أكدت مشرفة التوجيه والإرشاد منيرة العريدي أن هذا العقاب لن يكون ناجحا ولن يغير شيئا في سلوك الطالبة، رافضة أن يعمم تصرف الطالبة أو قصها لشعرها وتحويله لأمر يشمل سلوكها كاملا. وقالت: قد تكون قصة شعر الفتاة مجرد اتباع للموضة، وليس أكثر، فالمفترض أن يكون الحوار والتوعية هو سبيل إيقاف مثل هذه الممارسات، مشيرة إلى أن نسبة المدارس التي تطبق هذا العقاب قليلة في مقابل من تفضل ممارسة دورها التوعوي. وأضافت: قد تفرض المديرة أو وكيلة المدرسة هذا العقاب على الطالبة لكنها تعلم أن الطالبة قد تلتزم به أمامها ولكنها لن تلتزم به أمام زميلاتها فلن يكون هناك أي تأثير لعقابها غير المكتمل دون توعية.
المراهقات الأكثر طلبا
وبحسب مديرة مدرسة رفضت الكشف عن اسمها فإن لائحة السلوك والمواظبة التي أقرتها الوزارة العام الماضي ويُعمل بموجبها أعطت الطالبة حق التزين داخل المدرسة، إلا أنها تصر على عدم إخبار الطالبات بها مفضلة أن يتبعن مظهرا يدل على هويتهن ومجتمعهن على حد تعبيرها. وتتحكم الفئة العمرية بقصات الشعر بحسب مصففة الشعر سما محمد التي تعمل في مشغل بغرب مدينة الرياض، قائلة إن الفتيات في سن المراهقة هن الأكثر إقبالا على قصات الشعر القصيرة وبالتحديد قصة الممثلة الكويتية هيا عبدالسلام التي نفذناها لأكثر من فتاة طلبتها. وأضافت: قد تأتي الفتاة وتكون اتفقت مع أمها على شكل القصة ولا يكون هناك أي مشاكل بينهما على طول الشعر أو قصره وفي بعض الأحيان تأتي الفتيات دون علم ذويهن بشكل القصة التي تنوي عملها لتُفاجأ الأم بطلب ابنتها وبقصة شعرها القصيرة جدا.