أعمال

تهيئة 5 كهوف في المملكة للسياحة

كشف رئيس قسم دراسات الكهوف في إدارة دراسات الصحاري بهيئة المساحة الجيولوجية محمود الشنطي لـ »مكة« عن عزم المملكة تفعيل ما لا يقل عن 5 كهوف كمرحلة أولية للسياحة البيئية خلال الفترة المقبلة، وذلك بالاتفاق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مبينا أن عمر بعض الكهوف يبلغ نحو 30 مليون عام.

وقال الشنطي على هامش جلسات المؤتمر الجيولوجي الدولي تحت عنوان «خيراتنا من أرضنا» إن العائد الاقتصادي والمعرفي سيحقق تطلعات المملكة، في حين أن هناك عددا كبيرا من الكهوف تم المرور بها، «ولكن سنعمل في البداية على تهيئة 5 إلى 15 كهفا، ونتطلع لأن يساهم الجميع في الحفاظ على هذه الثروات، فهي كهوف طبيعية واستخدمها الإنسان في العصور القديمة ملاجئ ومساكن، واليوم نطمح في إطلاع المواطن والسائح عليها».

يأتي ذلك فيما أكدت جلسات المؤتمر الجيولوجي الدولي الـ12 أن المملكة تشهد تناميا في السياحة البيئية والجيولوجية مع اكتشاف أكثر من 250 كهفا، إضافة إلى وجود آلاف الكهوف الأخرى التي ستسهم في تنامي حجم السياحة في المملكة.

5 آلاف كهف بالعالم

ودعت جلسات المؤتمر للاهتمام بهذا النوع من المقومات السياحية التي ستساعد في تعريف السياح وتسهم في تنامي زيارة هذه المواقع. وسلطت الضوء على أهمية الكهوف باعتبارها مصدرا مهما للسياح الأجانب، فضلا عن اهتمام الحكومة السعودية بها وإسهامها في تنشيط السياحة الداخلية، وخاصة السياحة البيئية أو السياحة الجيولوجية.

وأشار المشاركون إلى وجود 5 آلاف كهف سياحي في العالم يزوره حوالي 250 مليون سائح سنويا، في حين تستفيد الدول مما يقارب ملياري دولار في العام.

واستعرض المؤتمر جهود هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والهيئة العامة للسياحة التي بدأت منذ 2000 في جانب اكتشاف الكهوف وتفعيل سياحة الكهوف بعد دراسة وضع الكهوف واختيار الأفضل منها لتدشين السياحة البيئية والجيولوجية.

تحفيز الشركاء

وشهدت ورشة العمل التي نظمت عن السياحة الجيولوجية مشاركة عدد من الشركاء الحكوميين بهدف تطوير هذا النمط السياحي وتهيئة السبل أمامه من تخطيط على مستوى عال وتوفير الدراسات والبنى التحتية اللازمة.

وأفاد المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية طارق أباالخيل بأن الورشة هدفت لرفع مستوى المعرفة في مجال السياحة الجيولوجية للمشاركين من القطاعات المختلفة، وإبراز أهمية هذا النمط السياحي على المستويين الوطني والعالمي، وتحفيز الشركاء الحكوميين للاضطلاع بأدوارهم، إلى جانب تحفيز العمل بروح الفريق بين الجهات الحكومية ذات العلاقة بتطوير السياحة الجيولوجية في المملكة.

وعد أبا الخيل السياحة الجيولوجية أحد الأنماط الجديدة للسياحة بشكل عام والسياحة المستدامة بشكل خاص، مشيرا إلى أنها تعتمد على المواقع ذات الخصائص الجيولوجية دون إتلافها أو تعريضها للدمار، وتشجع على استثمار الأنشطة المحلية، ولا سيما أنها تركز في المقام الأول على السمات غير الحيوية مثل التضاريس والميزات الجيولوجية.

تطوير متنزه جيولوجي

وأوضح أبا الخيل أن الورشة تناولت مشروع السياحة الجيولوجية ومستقبلها مع استعراض أولويات التطوير للسنوات المقبلة وإعداد دليل للسياحة الجيولوجية وتطوير أول متنزه جيولوجي بالمملكة، وتحقيق مبدأ الشراكة مع الجهات الحكومية للنهوض بقطاع السياحة الجيولوجية بالمملكة.

وتضمن المؤتمر الجيولوجي محاضرات متخصصة في الطاقة الحرارية المتجددة والسياحة الجيولوجية، وأوراق عمل أخرى مهمة ستعرض أحدث التطورات والأفكار والتقنيات في علوم الأرض في جميع تخصصاتها خلال أيام المؤتمر. ويهدف لتعزيز سبل المعرفة والتعاون في جميع مجالات الجيولوجيا بأنحاء المنطقة العربية كافة لإيجاد روابط علمية قوية لجميع الأوساط ذات العلاقة بالجيولوجيا ومنها الأكاديمية، الصناعية، السياسية، البيئية، الجغرافية، والأثرية. بالإضافة إلى تسهيل البحوث في المجالات الناشئة، وكذلك تعزيز التنمية المستدامة على المدى الطويل في الدول العربية.