التيفوهات تفتح أبواب الاستثمار أمام الشركات لجني الأرباح
فتح دخول ثقافة التيفو إلى مدرجات الجماهير السعودية منذ عام 2011 عن طريق نادي النصر في إحدى مبارياته مع الهلال، أبواباً عديدة للاستثمار أمام الشركات التي ترغب في جني أرباح مالية، خصوصا أن عقود رعايات الأندية قد تلعب دوراً في تنظيم هذا المجال الاستثماري الجديد
الثلاثاء / 11 / محرم / 1436 هـ - 22:00 - الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 22:00
فتح دخول ثقافة التيفو إلى مدرجات الجماهير السعودية منذ عام 2011 عن طريق نادي النصر في إحدى مبارياته مع الهلال، أبواباً عديدة للاستثمار أمام الشركات التي ترغب في جني أرباح مالية، خصوصا أن عقود رعايات الأندية قد تلعب دوراً في تنظيم هذا المجال الاستثماري الجديد. وأوضح مستشار شركة صلة الرياضية أحمد صادق دياب، أن حقوق الرعاة في الأندية ستقنن دخول الشركات في تصميم التيفوهات الإعلانية خاصة، في ظل التزام النادي بعقود رعاية مشروطة. وقال لـ”مكة”: “تحتاج الشركات إلى تنسيق كبير بين النادي والرابطة والراعي، إلى جانب ضرورة مراعاة عدم تضارب مصالح الشركات الراعية للتيفوهات مع رعاة الأندية”. وأشار إلى أن هذه الثقافة فتحت سوقاً جيداً بعيدا عن العشوائية، حيث ستكون عقود الرعاية مقيدة بشروط قانونية تحفظ حقوق كل طرف تفاديا لوقوع أي تعارض مع رعاة الأندية من ناحية اختيار شركات منافسة لها في أنشطتها لرعاية التيفو، مضيفاً: “لا بد أن تراجع العقود بدقة قبل الاتفاق مع أي شركة”. ويشير رئيس مجلس جمهور نادي النصر تركي عبدالرحمن، إلى أن التيفو أصبح عنصراً أساسياً لتحفيز الجمهور، خصوصاً أن المشجعين باتوا يرغبون في المشاركة بلحظات يرونها تاريخية. ويقول: “أعلنا منذ فترة عن مسابقة عبر تويتر للتقدم بأفكار وتصميمات للتيفوهات ومن ثم تقييمها من قبل لجنة مشكلة لاختيار الأفضل وتنفيذها في الملعب خلال مباريات النصر وتكريم المشجع صاحب التصميم والاحتفاء به”. مبينا أنه تقدم 300 مشارك خلال ثمانية أيام، وبعد فرزها اختير أفضل 50 تصميما منها، لافتاً إلى أنه سيتم الإعلان عن التصميمات الفائزة خلال الفترة المقبلة. وأفاد أن نادي النصر نفّذ 14 تيفو العام الماضي في مباريات مهمة، مؤكداً أن الجماهير السعودية تفوقت على المستوى العربي في تنفيذ تلك الثقافة. وأضاف: “غيرت التيفوهات من ثقافة التشجيع، لا سيما وأنه في المواسم السابقة لم تكن هناك بنية تحتية محفزة، عدا إمكان استغلال أي تيفو في بث رسائل توعوية للشباب بشكل عام وتنمية روح الإبداع فيهم”. ويرى تركي أن التيفوهات ساهمت في التقليل من ترديد العبارات العنصرية والشتائم في مدرجات الملاعب بنسبة تصل إلى 30%، ما يدفع بالأندية إلى استغلال الفرصة وتعزيز التشجيع الإيجابي بين الشباب في الملاعب. وتابع: “يعتمد نادي النصر على مجلس الجمهور في تصميم وتنفيذ التيفوهات، مقابل الدعم المالي الذي تقدمه الإدارة، إلا أنه لا توجد أرقام دقيقة لإجمالي التكلفة المادية المستهلكة في ذلك”. في حين ذكر مدير المسؤولية الاجتماعية في نادي الهلال سعود السبيعي، أن تكلفة التيفو الواحد في المدرجات الهلالية يتراوح ما بين 100 و 150 ألف ريال يدفعها أعضاء الشرف، وأن تصميماتها مسؤولية الجماهير أنفسهم. وقال: “هناك مجموعة من الجماهير الهلالية لديهم حسابات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تبرعوا للنادي بعرض تصميمات للتيفوهات، واختارت الإدارة أفضلها وتمت تجربتها بسرية تامة كي لا تظهر للعموم إلا ليلة المباراة”. مبينا أن ثقافة التيفو ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسب الجماهير الحاضرة في الملاعب، وقال: “حتى الجماهير الموجودة في ممرات المدرجات باتوا يشاركون في التيفوهات، ما يدفع بنا إلى استخدام التيفو في التخفيف من حدة التعصب الكروي بين الجماهير داخل الملعب”، ملمحا إلى أن الهلال اقترب من التعاقد مع شركة كبرى لرعاية تيفوهات المدرجات الهلالية، سيتم الإعلان عن تفاصيل هذا التعاقد بعد انتهاء فترة توقف دوري جميل”. أمام ذلك، بيّن عضو شرف نادي الاتحاد وعضو مجلس إدارته سابقاً طارق الشامخ، عدم وجود ميزانيات مرصودة لتيفوهات المدرجات الاتحادية، وقال : “يتحمل تكاليفها أعضاء الشرف الراغبون في التبرع بقيمتها، إذ إن تكلفة التيفو الواحد تتراوح ما بين 40 و 50 ألف ريال”، معتبراً أنها فكرة جاذبة للجماهير من أجل الحضور في الملاعب.