مسروقات و عشوائية وعمالة تدير مليارات سكراب جدة

اقترح مهتمون تنظيم سوق قطاع السكراب وتهيئة الشباب السعودي للعمل فيه، مؤكدين أن ذلك سيخلق فرصا وظيفية لهم عوضا عن العمالة الوافدة التي تسيطر عليه وتُشَغله بطرق مخالفة

u0639u0645u0644u064au0629 u0646u0642u0644 u0627u0644u062du062fu064au062f u0645u0646 u0627u0644u0633u064au0627u0631u0627u062a u0644u0623u062du062f u0627u0644u0623u062du0648u0627u0634 u0641u064a u0627u0644u062eu0645u0631u0629

اقترح مهتمون تنظيم سوق قطاع السكراب وتهيئة الشباب السعودي للعمل فيه، مؤكدين أن ذلك سيخلق فرصا وظيفية لهم عوضا عن العمالة الوافدة التي تسيطر عليه وتُشَغله بطرق مخالفة.

وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور علي التواتي، أن السكراب يُمثل ثروة كبيرة جدا للدولة، تصل نحو %30 من مبيعات الأجهزة الكهربائية والسيارات، مشيرا إلى أن سرعة دوران المنتجات في هذا السوق عالية جدا. وأكد لـ»مكة» أن السكراب عبارة عن مواد تالفة، تُجمع وتُباع لمصانع الحديد الموجودة في المنطقة، وأن عدم وجود شركة واضحة المعالم للتعامل مع هذه المنتجات، أدى إلى سيطرة العمالة الوافدة عليه والعمل فيه بشكل عشوائي. وأبان التواتي أن الكثير من العمالة الوافدة التي تجمع مخلفات المباني، تهدم عمارة كاملة دون أي مقابل مادي، نظير الحصول على الرجيع من حديد وأسلاك وشبابيك وألمنيوم وزجاج، وهي على علم بقيمته والمردود الذي سيعود. وأشار إلى أن هذا القطاع بات أخيرا جاذب للشباب السعودي، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاستمرار فيه نظرا لسيطرة العمالة الوافدة عليه، والتي ثبتت أقدامها فيه منذ زمن طويل وباتت تروثها لأبنائها، وأن أي عنصر جديد يدخل السوق يضرب مباشرة بالتضامن.

شركة خاصة

وقال التواتي «هناك شباب سعوديون التفتوا أخيرا لتجارة السكراب، غير أنه مهما كانت قدراتهم فلن يتمكنوا من منافسة العمالة الوافدة، التي تعقد صفقات مع الكفلاء السعوديين، بحيث يوفرون الحماية والغطاء القانوني لهم مقابل القليل من الربح. واستغرب عدم التفات المختصين والمسؤولين لهذا القطاع وإعطائه الأولوية، ولا سيما أنه يُعادل ثُلث قيمة السيارات في المملكة بحسب قوله، متسائلا في نفس الوقت: إذا كانت السيارات في المملكة تُكلفنا سنويا خمسة مليارات ريال، فسيكون لدينا نهاية العام نحو ملياري ريال سكراب. وطالب التواتي بتأسيس شركة خاصة بالسكراب تكون المسؤولة عن تجميعه، وتوزيعه، ومن ثم إعادة تدويره، مشيرا إلى أن الأجهزة الكهربائية المنزلية تمثل نسبة كبيرة من مواد السكراب، وقال «للأسف تُرمى الأجهزة المنزلية مع النفايات، لتمثل نسبة %70 من مواد السكراب، بينما في كثير من دول العالم يوجد شركات سكراب خاصة، تستلمها من المنزل مجانا».

عمالة وافدة

في المقابل أوضح غازي الحربي شاب سعودي يعمل في مجال تدوير الحديد السكراب، أنه دخل سوق السكراب منذ ثمان سنوات ولديه مصنعه الخاص بصب جميع أنواع المعادن، وتوفير جميع قطع الغيار المستهلكة، مشيرا إلى أن الأحواش العشوائية الخاصة ببيع السكراب منتشرة في كل مكان بجدة ويديرها عمالة وافدة، وأن هناك كميات كبيرة من المواد الموجودة داخل السكراب مسروقات، مبينا أن العمالة الوافدة تتلفها حتى لا ينكشف الأمر. وقال الحربي «الزبائن من خلال خبرتهم يعلمون ذلك ولكن لا أحد يتكلم، فالكل يريد مصلحته، لاسيما وأن العمالة تسيطر على السكراب بنسبة %99، ويديرون التجارة بشكل دقيق».

8 أحواش

وفي السياق ذاته أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة محمد البقمي أنه تم الوقوف على ثمانية أحواش أنشئت بطريقة غير نظامية تجمع السكراب وتبيعه في جنوب المحافظة، دون تراخيص من البلدية أو الدفاع المدني، كما رصدت الأمانة كميات كبيرة من مواد السكراب داخل هذه الأحواش، إلى جانب وجود سكن للعمالة الأجنبية بنفس أحواش السكراب. وحول الإجراء الذي تتخذه الأمانة حيال ذلك، قال البقمي: هناك تنسيق مع مقاول النظافة لتوفير العمالة والمعدات المطلوبة لمصادرة أدوات السكراب، إضافة إلى التنسيق مع شرطة البلديات، كما تزيل الأمانة وتصادر كافة أدوات السكراب الموجودة داخل الأحواش، ومن ثم إغلاقها. وأشار إلى متابعة سيارات ومعدات مقاول النظافة من قبل مراقبي البلدية الفرعية، للتأكد من رمي كافة أدوات السكراب التي تمت مصادرتها في مرمى النفايات وإتلافها في الحال.

مراقبة أمنية

إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكة المكرمة المقدم دكتورعاطي القرشي، أن الجهات الأمنية راقبت أخيرا أماكن بيع مواد السكراب، ومتابعة الأحياء الحديثة التي تكثر فيها عمليات سرقة تلك المواد. وقال إن رجال الأمن نجحوا في تنفيذ خطط مراقبة أماكن بيع السكراب، ومتابعة الأحياء التي تكثر فيها سرقة المواد «سواء الحديد أو السيارات أو مواد البناء»، للقضاء عليها، إضافة الى جهود الحملات الأمنية المكثفة ضد مخالفي نظام الإقامة والعمل والتي بدورها ساهمت في ذلك.