لجان رقابية مشكلة من وزارة الصحة وهيئة مكافحة الفساد وعدة جهات حكومية أخرى، وأخيرا تدخل الهيئة العليا لتسوية الخلافات العمالية لإنهاء صراعات موظفي مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة بعيدا عن المجال الطبي الذي شهد نجاحات بارزة في مجال العمليات الجراحية المعقدة، ذلك المشهد المستمر منذ أكثر من عامين أرهق سمعة المدينة، فالخلافات وصلت أروقة المحاكم.

وما لبث أن تناقل المجتمع الطبي نجاح آخر عملية وهي إنقاذ المدينة حياة حاج من الموت بعد وصول نبضات قلبه إلى 270 نبضة في الدقيقة، ما استدعى اللجوء إلى التدخل العلاجي السريع، حيث خرج في اليوم التالي من المستشفى وعاد لمزاولة حياته الطبيعية، إذ إن 97 % من المصابين بهذا المرض يتعرضون للموت المفاجئ، حتى تفاجأ متابعو مخرجات المدينة الطبية صدور القرار الإداري الذي ينصف الموظفين من هضم حقوقهم وفقا للوائح الإدارية. وعلمت «مكة» من مصادرها أن القضايا التي تشهدها المدينة بدأت منذ عامين بين فريقين إداريين وليسوا متخصصين في المجال الطبي، الأول مكون من مديري إدارات سابقين وموظفين، والفريق الآخر من 6 قياديين منتقلين من مستشفى النور إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، وبدأت شرارة الخلافات في عهد المدير السابق للمدينة الطبية الذي ترتكز أغلب القضايا في عهده، إلا أنها طفت على السطح وظهرت للإعلام بعد إعفاء شخص من الفريق الأول مما حدا به وفريقه برفع شكاوى درجت تحت مسمى فساد إداري وحققت في الشكاوى 4 لجان تدخلت فيها هيئة مكافحة الفساد. وكشفت هيئة مكافحة الفساد عن وجود مخالفات مالية كبيرة في المدينة بمنح مميزات مالية لموظفين داخلها يشغلون مناصب حساسة، وأوصت بإعادة تلك الأموال وإيقاف صرفها وترقية الموظفين المستحقين الذين تجاوزهم القرار محل الشبهة. أما الفريق الثاني «المنتقلون من مستشفى النور» والذين طالتهم التهم، رفعوا شكوى للهيئة العمالية تؤكد أنهم مظلومون، وأن الشكاوى التي طالتهم دفعتهم لإثبات براءتهم من التهم وعدم فسادهم مع مطالبة بحقوقهم، حيث أنصفتهم الهيئة العمالية وألزمت المدينة الطبية بإعادة تسكين القياديين الـ6 على سلالم المدينة اعتبارا من تاريخ الموافقة الوزارية على تطبيق السلالم واللوائح بمدينة الملك عبدالله الطبية الموافق 1 محرم 1430هـ مع احتساب كامل الخبرات والمؤهلات. وأوضح رئيس قسم العلاقات بمدينة الملك عبدالله الطبية حاتم المسعودي أن المدينة لم يصلها أي حكم من الهيئة العليا عن القضية، مؤكدا أن المدينة حريصة على مصلحة المنشأة والمنتمين إليها في ظل ما تقدمه من إنجازات طبية مميزة خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن هذه القضايا لن تؤثر على سمعة المدينة في المجال الطبي، التي تسير وفق الخطط الموضوعة لها وتقدم إنجازات وخدمات طبية مميزة بعيدا عما يحدث، مطالبا بتحري الدقة تجاه ما ينشر عن هذه القضايا.

قضايا رصدت على المدينة الطبية بحسب تقرير هيئة مكافحة الفساد:

1 - مخالفات مالية كبيرة بمنح مميزات مالية لموظفين يشغلون مناصب حساسة. 2 - فساد وتلاعب مالي وشبهة تزوير. 3 - عدم تجديد عقود وإنهاء خدمات أطباء متخصصين. 4 - استغلال للسلطة الوظيفية وتعيين أقارب غير مؤهلين وبرواتب عالية. 5 - مبالغة في رواتب الموظفين وارتفاع هائل يفوق مؤهلاتهم العلمية وتجاوز التسكين الخاص باللوائح الوظيفية للمدن الطبية المعتمد من وزارة الصحة.

من إنجازات المدينة على المستوى الطبي:

1 - علاج حالات القلب عالية الخطورة، وإجراء عمليات استئصال الأورام السرطانية، والأمراض المزمنة والعناية التلطيفية لـ 8788 مريضا في قسم التنويم، وأكثر من 80 ألفا و815 مراجعا للعيادات الخارجية، علاوة على إجراء 1860 عملية قسطرة، و236 عملية قلب مفتوح، واستقبال 1202 حالة أورام جديدة. 2 - تحقيق المستوى السادس في ميزان تبني السجل الطبي الالكتروني. 3 - حققت في مجال السمنة ما يعادل %90 نسبة نزول للوزن، وشفاء %85 من مرضى السكر ذوي السمنة. 4 - استعادة مريض لبصره بعد معاناة استمرت سنوات بسبب ورم في الغدة النخامية.