"الملة" نكهة الماضي في زمن المدنية

 

u062eu0628u064au0631 u064au0633u062au062eu0631u062c u0627u0644u0645u0644u0629 u0645u0646 u0628u064au0646 u0627u0644u062cu0645u0631 u0644u062au0642u062fu064au0645u0647 u0644u0644u0636u064au0648u0641 (u0645u0643u0629)

الرغيف الطائفي، أو كما يحلو لأهل المحافظة تسميته بـ»الملة»، ظل حاضرا بحجمه ولونه الأحمر في جميع المناسبات، لا يكاد منزل يخلو من طريقة إعداده، إنه رمز للكرم، ارتبط غالبا بولائم الزواجات والأعياد والاحتفالات الأخرى، ورغم تحول كثير من الأهالي إلى الحياة المدنية المليئة بالوجبات السريعة والمطاعم المتنوعة، إلا أنه كموروث ظل صامدا بجميع تفاصيله وتنقل من جيل إلى جيل، متحديا آلاف الوصفات المتنوعة في صناعة الخبز. يحتوي خبز الملة على مقادير خاصة يتقنها في الغالب الرجال، حيث يبدؤون بتحضير الحنطة والبر مع إضافة بعض البهارات والملح بنكهات خاصة، ويتميزون في إعداده بطرق مختلفة، فكان السائد قديما أنه يدفن في الأرض ويوضع الجمر فوقه، ويعد بطريقة مميزة جدا بعد تجهيزه بالسمن والعسل ليقدم للضيوف بشكله الأخير الذي لا يقاوم، وما زال أهالي الطائف يفضلون عادتهم القديمة، بل إن غالبية من يفضله الآن فئة الشباب، حيث ذهب كثير منهم إلى تعلم إعداده بحرفية وفقا للوصفات المنقولة. من جانبة يقول عبدالله الحرازي صاحب أشهر ملة بالطائف «ما زلنا متمسكين بعادات آبائنا، لذلك جاء الدور علينا الآن لننقلها إلى أبنائنا، والملة من العادات التي يجب تعلم إعدادها بشكل جيد، لا سيما وأن الزوار القادمين إلى الطائف يطلبونه بشكل مستمر، سواء كانت هناك مناسبة أم لا». وأكد الحرازي أن الملة له طرق عديدة في تحضيره، إلا أنه لا يتقنها إلا من عاشها قديما وشاهدها، وتابع «نحن اليوم في مدينة الطائف نفضل الملة في المناسبات، فعادة نقدمه في الأعياد والزواجات والاحتفالات الأخرى، ورغم التطور الذي نعيشه الآن لم يتخل أبناء الطائف عن رمز من رموز تقاليدهم وعاداتهم السابقة».