100 ريال قيمة التستر على المخالفين بسوق الخميس للخضار
في سوق الخضار بخميس مشيط لم تتجاوز قيمة التستر على العمالة الوافدة 100 ريال لليوم الواحد، والسيناريو ببساطة هو شاب سعودي يقف في محل بيع الخضار بالسوق أو ما يسمى «البسطة « يمارس البيع والتفاوض والتجادل مع الزبون إذا لزم الأمر
الثلاثاء / 4 / محرم / 1436 هـ - 18:00 - الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 18:00
في سوق الخضار بخميس مشيط لم تتجاوز قيمة التستر على العمالة الوافدة 100 ريال لليوم الواحد، والسيناريو ببساطة هو شاب سعودي يقف في محل بيع الخضار بالسوق أو ما يسمى «البسطة « يمارس البيع والتفاوض والتجادل مع الزبون إذا لزم الأمر. الحقيقة المرة التي اكتشفناها خلال تجوالنا في السوق كانت مخيبة للآمال، فالسعودة مجرد ديكور أمام لجان التفتيش، إلا أن وجود الشبان السعوديين الذين يتقاضون أجرا يوميا لا يزيد عن 100 ريال في أغلب الأحيان يحول دون تحقيق هذه الجولات التفتيشية غايتها. وعلى الرغم من أن الشاب السعودي الذي يمارس هذا النوع من العمل لا يتم اختياره لأنه يتقن فنون البيع والشراء، ولكنه قبل أن يكون درعا حصينا يتمترس خلفه الوافد المخالف لأنظمة العمل مقابل مبلغ زهيد لا يسمن ولا يغني من جوع.
تضليل لجان المراقبة
التستر الذي يشهده هذا السوق بحسب ما رواه فرح الشمري «تاجر خضار» يعد شوكة في خاصرة أبناء البلد الذين يمارسون العمل في السوق بشكل نظامي، مؤكدا أن ما يجنيه العامل المخالف الذي يتستر عليه أبناء البلد هو مبالغ طائلة تصل إلى أرقام لا تصدق، بينما الشاب الذي باع ضميره ليعمل على تضليل لجان المراقبة يجني مبلغا زهيدا لا يستحق منه هذا العناء بالرغم أن بإمكانه أن يحل مكان هذا العامل ويمارس البيع والشراء ويجني أرباحا. وقال محمد هروبي «تاجر» للأسف السوق به نحو 218 بسطة جميعها مخصصة لبيع الخضار والفواكه، ومع ذلك لو دققت في هذه البسطات لا تجد مواطنا يعمل لحسابه الخاص سوى قلة لا يتجاوزون أصابع اليد والبقية عمالة يديرون تجارتهم من الخفاء مستعينين بشبان سعوديين رضوا بالتستر عليهم. وأشار إلى أن عامل النظافة لا يؤدي عمله حتى يتقاضى مبلغا عن ذلك من قبل أصحاب المحلات، وبات هذا ديدن عمال النظافة في السوق حتى إن النفايات تتراكم بشكل كبير ونضطر لتنظيفها بأنفسنا.
متستر يعترف
بصعوبة بالغة انتزعنا اعتراف أحد الشبان المتسترين بأنه منذ سنوات يعمل بنظام اليومية في السوق ومن يشغله هم عمالة وافدة تسيطر على المحال في السوق، مؤكدا أنه كان يعمل قبل سنوات بمبلغ 50 ريالا لليوم الواحد، ثم ارتفعت حتى وصلت إلى 70 ريالا، ثم توقفت أخيرا عند 100 ريال. واعتبر المتستر أن ما يقوم به «أكل عيش» على حد تعبيره وأنه غير قادر على توفير البضاعة بالقدر الذي يمتلكه الوافد لأن العمالة في السوق عبارة عن شبكات تتعاون لإقصاء السعودي الذي يسعى للاستقلال بنفسه ومنافستهم. وتابع: أحصل على هذا الدخل وهو بالنسبة لي كاف حتى أجد ما هو أفضل ولو عرضت على أي شاب عاطل أن يعمل بهذه الصفة لوافق دون تردد بحكم أنها توفر له ما يلبي جزء من احتياجاته اليومية.
شكاوى دون جدوى
سالم القيسي أحد أصحاب المحلات في السوق أبدى استياءه من تصرفات المستثمر الذي يشغل السوق، مبينا أن الشكاوى ضده وصلت إلى الجهات المعنية من المواطنين العاملين في السوق دون جدوى. أما عمالة العربات المخصصة للسوق فقد أصبحوا منافسين لأصحاب المحلات كما ذكر فرح الشمري الذي أكد أنهم يشترون بضاعة خاصة بهم ويبيعونها وأصبحوا منافسين لنا في استقطاب الزبائن وتقوية علاقتهم بهم، وبما أنهم من جنسية عربية فإنهم يقومون بتجهيز طلبات الزبائن عبر الهاتف قبل وصولهم. إهمال ومطالباتليست البسطات وحدها ما يتعرض للإهمال والفوضى فالمسجد المخصص للسوق يشكو من إهمال منقطع النظير والنفايات تحيط به من كل جانب حتى بات يبدو وكأنه مهجور. فيما طالب المتضررون من هذه الفوضى بحلول عاجلة لمعاناتهم من خلال الكشف عن حيل المتسترين ومعاقبتهم وترحيل العمالة، ودعوا إلى إعادة النظر في إجراءات المستثمر التي من بينها إحاطة السوق بسور يتجاوز ارتفاعه المترين حتى بات على حد تعبيرهم أشبه بالسجن بالإضافة إلى السلوكيات الأخرى التي تمارس من قبله ضدهم بما فيهم تفضيل الأجنبي على السعودي في مسألة تأجير المحال التجارية.
تفتيش
من جهته علق مدير مكتب العمل بعسير حسين المري، بأن التستر مشكلة خطيرة، ولكنه في الواقع من اختصاص وزارة التجارة وهي المعنية به، ونحن في مكتب العمل نواصل حملاتنا التفتيشية في السوق ولنا وجود مستمر دائم مع الوفد الأمني ولكن في حال وجدنا مواطنا يقف في البسطة ويبيع أعتقد أننا لا نملك أكثر من ذلك. وعن العمالة التي يعج بها السوق ذكر أن هناك مقاولا متعهدا لنقل البضائع والنظافة والشحن والتفريغ فقط ولا يحق لهم البيع أو ممارسة أي عمل يختلف مع مهنهم، وإن ثبت ذلك فهذه مخالفة يعاقب عليها النظام.