10 آلاف مقاتلة كردية يتحفزن لمواجهة داعش
منذ نحو عام فقط، كانت أفشين كوباني تعمل مدرسة
الاحد / 2 / محرم / 1436 هـ - 22:30 - الاحد 26 أكتوبر 2014 22:30
منذ نحو عام فقط، كانت أفشين كوباني تعمل مدرسة. والآن استبدلت السيدة الكردية السورية غرف الدراسة بجبهة القتال في معركة كوباني؛ البلدة المحاصرة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ “داعش”. المقاتلة الكردية البالغة من العمر 28 عاما، والتي تستخدم اسما حركيا، قالت إنها قررت الانضمام للقتال في بلدتها عندما رأت تقدم تنظيم الدولة في سوريا. “فقدت الكثير من الأصدقاء، وقررت أن هناك حاجة للانضمام للقوات الكردية”، حسبما قالت كوباني التي رفضت الإفصاح عن اسمها الحقيقي. وفي أبريل الماضي، أنشأ المقاتلون الأكراد وحدات قتالية نسائية تزايدت لتشمل أكثر من 10 آلاف امرأة. هؤلاء المقاتلات لعبن دورا رئيسا في القتال ضد تنظيم الدولة، حسبما قال ناصر حاج منصور، المسؤول الدفاعي في المنطقة الكردية بسوريا. وبعد أكثر من عام على القتال، ارتقت كوباني في الرتب العسكرية حتى أصبحت قائدة وحدة مختلطة من الجنسين. وقالت “نحن مثل المقاتلين الرجال، ليس هناك فرق بيننا. نستطيع القيام بأي عمل، بما في ذلك العمل المسلح”. لكن ليست المقاتلات الكرديات بدعة محدثة، فقد قاتلن إلى جانب الرجال لسنوات في حرب عصابات ضد تركيا، حيث سعوا معا لاستقلال إقليم كردستان بأجزاء من تركيا وسوريا والعراق وإيران. وفي أوائل هذا الشهر، فجرت ديلار كانج خميس، المعروفة باسمها العسكري (عرين ميركان)، نفسها خارج كوباني، في هجوم أسفر عن مقتل عشرة من مسلحي تنظيم الدولة، حسبما أفادت القوات الكردية. وقال حاج منصور: إن المقاتلين الأكراد أجبروا على الانسحاب من تلة استراتيجية إلى جنوب البلدة المحاصرة. وأضاف أن خميس فجرت حزاما ناسفا كانت ترتديه حول جسدها. واستعاد الأكراد التلة الاستراتيجية، لكنهم فقدوها مرة أخرى الأربعاء الماضي. وفي كوباني، انخرطت روكان - ابنة الشيخ أحمد حمو - في القتال من أجل الاستقلال الكردي بينما كانت في سن الـ 18، وأرسلت بشكل سريع إلى إقليم كردستان شمال العراق. كان ذلك منذ ثمانية أعوام، منذ ست سنوات، لم تتصل بوالديها أو أشقائها التسعة، وسافرت والدتها سلوى موسى إلى شمال العراق في مارس الماضي على أمل رؤية ابنتها. وبعد خمسة أشهر من ذلك، اتصلت روكان بمنزل عائلتها. “عندما اتصلت، كانت لهجتها جبلية، أمها لم تعرفها، عندما تحدثنا إليها كنا سعداء، لكننا كنا نبكي أيضا” حسبما قال أحمد حمو.وقتل فيرمان، شقيق روكان، في المعركة حول كوباني هذا الشهر، ولم تتمكن روكان من حضور جنازة شقيقها، ولا يعرف والداها ما إذا كانوا سيرونها مرة أخرى أم لا.وفي مقبرة في بلدة سروج على الحدود التركية، دفن أكثر من 30 قتيلا، عشرة منهم سيدات، سقطوا في صفوف الأكراد السوريين الذين يقاتلون في كوباني. “مشاركة النساء في القتال ليس أمرا غريبا”، حسبما قالت وحيدة كوشتا، وهو امرأة مسنة ساعدت في غسل مقاتلة شابة تدعى هانم دابان (20 عاما).وأضافت “لا فرق بين الأسد واللبؤة” في المعارك.