تفاعل

قناعة الموظفين نجاح للعمل

يعد إكراه الآخرين على القيام بعمل ما من أسباب مقاومتهم والنزاع معهم، بينما إقناعهم يبقي الود والألفة، ويقود للتغيير المقصود بسهولة ويسر ورضا، ويؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، ويجعل الإنسان جديرا بالاحترام والتقدير من قبل جميع الأطراف بغض النظر عن قبوله، لذا تكاد تتفق تعريفات الإقناع على أنه: عملية تهدف إلى تغيير اتجاهات وميول وسلوكيات الطرف الآخر بشكل يتوافق مع من يقوم بعملية الإقناع.

وقد ورد في القرآن والسنة ما يعزز الإقناع ويؤكد أثره، مثل آيات المحاجة والتفكر، كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه، وحديث الشاب الذي استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الزنا، وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود، وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم، كل هذه النصوص تصف الإقناع وفنونه وطرائقه.

وإن من أبرز المشكلات التي تواجه مسؤولي القطاعات الحكومية والمؤسسية بأنواعها المختلفة محاولة إقناع الموظفين بفكرة أو سلوك أو مهمة، وعدم قناعة بعض الموظفين بما أوكل إليهم من مهام أو أعمال. وإن عدم قناعتهم عام مؤثر في نجاح القطاع أو المؤسسة.

وحتى يحقق المسؤول الإقناع لدى موظفيه ينبغي أولا أن تتوافر فيه الثقة، والمصداقية، والقدرة على استخدام أساليب الإقناع المختلفة، وأن يتمتع بمستوى علمي وثقافي ومعرفي متميز، وأن يكون ملتزما بالمبادئ التي يسعى إلى إقناع موظفيه بها.

كما يعتمد نجاح المسؤول في الإقناع على قدرته في نقل الأفكار بإتقان، وعلى معرفته بطبيعة موظفيه وقيمهم وعاداتهم، ومدى توافر عناصر الجاذبية الشخصية لديه، مثل: حسن الخلق، وأناقة المظهر، والثقافة الواسعة، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

واختصارا لما كتب في إقناع الآخرين أحاول أن أقدم للمسؤول بعضا من القواعد المهمة في إقناع موظفيه:

- وجود متطلبات الإقناع الرئيسة لدى المسؤول، وهي: الاقتناع بالفكرة، ووضوحها، والقدرة على إيضاحها، وتوافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع.

- معرفة شخصية الموظف وقيمه واحتياجاته مع تحديد ترتيبها لديه.

- حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة وتحليل المعارضة السلبية المحتملة وإعداد الجواب الشافي عنها.

- أنجح طريقة للتغلب على الاعتراض المتوقع أن تجعله من ضمن حديثك.

- اختيار الأحوال المناسبة للإقناع: زمانية ومكانية ونفسية وجسدية، مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك.

- الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا، لأن جعل الموظف متهما يلزمه بالدفاع وربما المكابرة والعناد.

- إذا كنت ستطرح فكرة جديدة في مؤسستك، فروج لها قبل البدء في إقناع الموظفين بها.

- لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب، واضبط نفسك حتى لا تستثار، وراقب لغة جسدك حتى لا تخونك وأنت لا تشعر.

- أشعر الموظف باهتمامك من خلال: ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن، وتعزيز جوانب الاتفاق، وإشعاره بمحبتك وعذرك إياه.

ومع استخدامك لهذه القواعد إلا أن هناك عددا من العوائق التي قد تواجهها، من أبرزها أن تكون مستبدا ومتسلطا، أو أن يكون الموظف ممن يعتد برأيه، وتتعاظم الصعوبة إذا كان هذا الموظف جاهلا جهلا مركبا، أو أن يعرض المسؤول أفكارا كثيرة مما يربك الموظفين ويجعلهم غير قادرين على التمييز بينها، كما يعيق الرئيس اعتقاد بعض الموظفين بصعوبة التغيير أو استحالته.

أخيرا عزيزي المسؤول تذكر دائما أن قناعة موظفيك بك وقناعتهم بالأفكار التي تطرحها وتريد تنفيذها في المؤسسة هي العامل الأساس في نجاح مؤسستك.