هوايات مع رحلة الابتعاث: كتوعه يترجم المعرفة للجمهور
اعتدت نهاية كل عام أن أحتفي في مساحتي ببعض أبرز ما يضيفه الابتعاث على أبناء وبنات وطننا الغالي من قيم فكرية وثقافية وعلمية سأختمها هذا الموسم بهذا المقال. احتفائي ليس إلا اعترافا بالجميل لقائد مسيرة التعليم الأول في المملكة وهو خادم الحرمين الشريفين أيده الله، فالتعليم هو الركيزة الأولى التي يعول عليها في نهضة الوطن وارتقاء الشعب وتحصين أبنائه من حمى الجهل.
الاحد / 2 / محرم / 1436 هـ - 15:30 - الاحد 26 أكتوبر 2014 15:30
اعتدت نهاية كل عام أن أحتفي في مساحتي ببعض أبرز ما يضيفه الابتعاث على أبناء وبنات وطننا الغالي من قيم فكرية وثقافية وعلمية سأختمها هذا الموسم بهذا المقال. احتفائي ليس إلا اعترافا بالجميل لقائد مسيرة التعليم الأول في المملكة وهو خادم الحرمين الشريفين أيده الله، فالتعليم هو الركيزة الأولى التي يعول عليها في نهضة الوطن وارتقاء الشعب وتحصين أبنائه من حمى الجهل. في كل مرة أتصفح أوراق الابتعاث أجد أن هناك الكثير من الأمل والكثير من القصص والإلهام والنجاح التي تبرهن بأن لرحلة العلم في الغربة وجها آخر غير الدراسة، وهو ما وجدته عند المهندس معتصم كتوعه، فقد علمه اختصاص الهندسة حينما ابتعث إلى أمريكا أن يرى الأشياء بمنظور مختلف، ووفقا للفلسفة الهندسية فقد وجد كتوعه أن أساس حل المشكلات هو البحث عن جذورها، وفر الابتعاث للمهندس معتصم كتوعة فرصة عظيمة في أن يصقل هوايته التي غرس بذورها الأولى في داخل نفسه والداه وهي هواية القراءة، ومن ثم قضى طفولته الذهبية بين أرفف كتب الموسوعات العالمية والروايات والقصص، ومنذ نعومة أظافره أيقن كتوعه أن أساس النهضة العلمية في العصر الإسلامي الذهبي كانت بسبب الترجمة، فقد كان المسلمون في ذلك الوقت يترجمون أمهات الكتب من اللغات الإغريقية والهندية واليونانية وغيرها إلى العربية، ولأن الابتعاث منحه فرصته في تعلم الإنجليزية وتمكينه منها، فقد استثمرها في الإسهام بإمكاناته الشخصية بإثراء المعرفة العامة لعامة الناس عن طريق ترجمة ما تقع عليه عينه من نصوص إنجليزية تحوي معلومات مفيدة إلى العربية. يترجم كتوعه ما يرى بأنه يضيف قيمة معرفية للقارئ البسيط تجعله يستمتع بالقراءة، فبين ترجمات كتوعه نجد المقالات الهندسية والتقنية والتاريخية وتطوير الذات ومقالات التنمية البشرية والمتعلقة بكيفية الحصول على وظيفة وكيفية اجتياز المقابلة الشخصية، وعلى هذه الشاكلة من النصوص التي يرى بأنها قد تفيد عامة الناس وتشغل بال الكثيرين ممن لا يجدون في أنفسهم مقدرة على القراءة بالإنجليزية أو استكشاف العالم الآخر. يقول كتوعه:»سأكون على الأقل حاولت والتاريخ لا ينسى المحاولين فرسالتي هي إثراء المحتوى العربي! ربما سطر مترجم قد يغير الأمة!». في رحلة الابتعاث تعرف كتوعه كمبتعث على أصدقاء وباحثين أكاديميين أمريكيين لاحظ فيهم نوعية جديدة من الفكر غير تلك الروتينية الموجودة في البلد، كانت تطغى العلمية على لغة الخطاب، لاحظ كتوعه أنهم يخططون لكم كتاب سيقرؤونه في السنة، ويناقشون الأبحاث العلمية، ويعملون على حصد براءات الاختراع كما أن المجتمع الأمريكي يقدر المواد التي يتم ترجمتها من أي لغة إلى الإنجليزية. هذا المجتمع المعرفي بإيقاعه اليومي الباذخ في الرقي هو ما استهوى كتوعه كمبتعث مما جعله يعجب به ويعود به بعدما انتهت رحلة ابتعاثه. الشغف هو أن تصنع الشيء الذي تحبه دون أي تردد، وقد وجد المبتعث كتوعه كما أسلافه من المبتعثين المتميزين محل شغفه فاشتغل بالقراءة والترجمة وأنشأ مدونته الشخصية، ويسعى الآن بجهوده الفردية إلى نشر أعماله المترجمة في تويتر وفيسبوك ولينكد أن، كما خصص هاشتاقا على تويتر حوى كل مقالاته المترجمة كمرجع #ترجمة_معتصم_كتوعه_لنشر_المعرفة تفاعل القراء مع ما ينشره المهندس معتصم كتوعه لإثراء المعرفة بين أوساط الناس المتصفحين للانترنت لم يعد قاصرا على وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت مقالاته تتداول أيضا عبر الواتساب وبرامج أجهزة الهاتف الذكية لأن ما يترجمه من مواضيع يشكل مصدر إلهام للقارئ ويوفر حلولا لبعض المشاكل التي تواجه العامة. كما أن إلهامه في الترجمة قاد بعض متابعيه للإسهام في تأليف كتب في طور الطباعة. إثراء المحتوى العربي بادرة رائعة أيقنتها العديد من المؤسسات على الأطر الرسمية وأصبحت أيضا مسؤولية يستشعرها أبناء العلم إلا أن تأثيرها بحاجة إلى أفق أكثر اتساعا ليجد فيها طالب المدرسة وطالب الجامعة ضالته. إثراء المحتوى العربي بالعلم بادرة بحاجة لأقلام الجميع وهي بحاجة أكثر إلى أقلام العقول المدرسية اليانعة فالقراءة هي بذرة الحضارة الأولى التي جاء بها القرآن الكريم.