2015 بين الواقع و الطموح
تنقضي سنة 2014م بكل ما تحمل من ذكريات مختلفة تنقضي سنة حاملة معها مواقف وإنجازات وخيبات أعطتنا وألهمتنا دروسا وعبرا لما هو قادم
الخميس / 10 / ربيع الأول / 1436 هـ - 22:30 - الخميس 1 يناير 2015 22:30
تنقضي سنة 2014م بكل ما تحمل من ذكريات مختلفة تنقضي سنة حاملة معها مواقف وإنجازات وخيبات أعطتنا وألهمتنا دروسا وعبرا لما هو قادم.ليس أمرا جديدا انقضاء عام وقدوم عام جديد، أحيانا نشعر أنها مجرد أرقام تتغير محل أخرى! لكن يبقى لكل عام رمزيته كون الأرقام تتعلق بما قدمناه لأنفسنا من إنجازات ونجاحات وأشياء أدركناها بوعي في هذا العالم.أكبر مشكلة إذا لم يشعر الإنسان بشيء من التجديد في نفسه من كافة نواحي حياته كل بداية عام، أو يستشعر قيمة صحته مطلع كل عام.من بداية العام الجديد، آمل من كل أصدقائي والقرّاء الاستيقاظ بهمة ونشاط ممتلئين بالتفاؤل والحيوية، مستشعرين أهمية وجودنا في الحياة، نعيش حياة مؤمنين بأن الدنيا مكان أجمل وأرحب وأروع مما نحاول أن نتصوره.مع بداية العام الجديد نحاول بجد أن نضع لأنفسنا أهدافا ونعلن التحدي لأنفسنا والظروف المحيطة بنا، إننا قادرون على تحقيقها إذا حاولنا، وبحكم تجربتي أقولها بصدق: الجميع سوف يشعر بنشوة مختلفة تماما! يشعر أن له قيمة جوهرية في المجتمع وبين الأهل.نتساءل في كثير من الأحيان: ما الأهداف التي يمكن أن نحاول تحقيقها؟قرأت عن المفكر الفرنسي (سان سيمون) أنه كان يعلم خادمه أن يوقظه كل صباح من فراشه وهو يقول: (انهض يا سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية)! المدهش أن هذا المفكر ليس مكلفا بعمل مصيري خطير ينجزه غير القراءة والتأليف وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون وكان يؤمن بهدفه هذا.يقول ابن القيم: فمن علت همته، وخشعت نفسه، اتصف بكل خلق جميل، ومن دنت همته وطغت نفسه، اتصف بكل خلق رذيل. وقال أيضا: لا تكون الروح الصافية إلا في بدن معتدل، ولا الهمة العالية إلا في نفس نفيسة.أبدا لا نستصغر أنفسنا أو أحلامنا أو أبسط الاهتمامات التي قد تقدم لنا شيئا وترفعنا في المجتمع.العالم لا ينتظر منك أن تكون آينشتاين جديدا، ولا أديسون آخر، لعل مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين وعباقرة العلم، لكن أبدا لا تتجاهل موهبة أو ميزة تقدم من خلالها إضافة لحياتك وخدمة لأهلك والمجتمع. روي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: لا تصغرن همتكم فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم. يلزمنا أن نقدر قيمة حياتنا من جديد وكل يوم، ونستشعر وجودنا في الحياة لأجل أن نكون رقما صعبا فيها، وواحدة من معادلات الحياة أنها تعاملنا على الأساس الذي نرضاه لأنفسنا!قال ابن الجوزي: من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دني.إذا كانت نظرتنا لأنفسنا نظرة نابعة من قوة هدف نؤمن به، فكل الظروف حولنا سوف تطاوعنا والمجتمع من حولنا، أما حين نرى أنفسنا حقيرة جدا ليس لها أي قيمة غير الذي تلبسه أو تأكله مثل الملايين حول العالم، فلا نلوم الحياة إذا وضعتنا صفرا على الشمال أو أن مجتمعنا لم يلتفت لنا. آمل لكل الأصدقاء والقرّاء سنة جديدة مليئة بالنجاحات وتحقيق مزيد من الأهداف التي وضعناها. أسأل الله أن يعيننا على عمل كل خير لأنفسنا ولأهلنا وللأصدقاء والمجتمع.شكرا صحيفة مكة، تحية طيبة لكافة أعضاء أسرة التحرير والقائمين عليها، شكرا من القلب على الجهد المبذول في سبيل إبراز صورة متميزة للمجتمع المكي. أسأل الله أن يحالفكم المزيد من النجاح والتميز. وكل عام وأنتم بخير.