المخلاف -كما يحلو للبعض تسميته في منطقة حائل- هو التخييم العائلي الذي غالبا ما ارتبط بإجازة منتصف الفصل الدراسي، بالتزامن مع دخول موسم الأمطار. ويتسم هذا النوع بانقطاع العائلة بأكملها عن محيط التقنية، والبعد عن شبكات الاتصالات، ليخصص كامل الوقت لمتعة الأسرة فقط، ويتكون «المخلاف» من سور ينشأ من سعف النخيل غالبا، يضم خياما مخصصة للنوم، إضافة إلى مجلسين للرجال والنساء ومطبخ مشترك لإعداد الطعام. حبيب الرشيدان، أحد هواة المخلاف، يقول: نحرص على إقامة مخلاف كل عام، تجتمع العائلة بقصد قضاء أسبوع من الاستجمام، الأمر الذي يسهم في تقوية أواصر الألفة بين أفراد العائلة، بعيدا عن منغصات التكنولوجيا وضغوط العمل، لنعود فور انتهائه إلى وتيرة حياتنا الطبيعية. وأضاف: المخلاف تحول إلى عادة متوارثة في المنطقة، إلا أنه كاد يفقد هويته البسيطة، نتيجة جلب الكماليات التكنولوجية إلى المتنزه مثل التلفزيونات والانترنت وشبكات الجوال، والتي جعلت من «المخلاف» اسما فقط، بعد أن فقد خصائصه، ما حدا بكبار السن إلى اختلاق حيلة لتجنب فقدان الموروث لهويته، وذلك من خلال الذهاب إلى مناطق بعيدة عن الطرق داخل النفود والصحاري لخلوها من الشبكات، وبالتالي انعدام فائدة الأجهزة. وأوضح الرشيدان، أن مكونات المخيم عادة ما تكون ثابتة، فهي تشمل الخيام والمجالس المتنقلة والأواني الضرورية لدواعي الطبخ،إضافة إلى مولدات الكهرباء التي يتم إطفاؤها في وقت متأخر من الليل، ليبدأ المشاركون بالالتفاف حول شبة النار لتبادل أطرف الحديث حتى ساعات الصباح الأولى. وبدوره أوضح متعب الحميدي الذي اختار النفود الكبير مكانا لمخلافه، أن المخيمات تهدف إلى الابتعاد عن ضغوط العمل، ومنح فرصة للأطفال وأفراد العائلة للتجمع واللعب سويا، بعيدا عن صخب الحياة المدنية ونشرات الأخبار والأحداث المؤلمة. وأضاف الحميدي أن المخلاف يمتاز بأجوائه الطبيعية والبسيطة التي تساعد كبار السن في العودة بالذاكرة إلى ماضيهم الجميل. وأكد الحميدي أن تكاليف المخيمات «المخلاف» تكون موزعة على الموظفين من أفراد العائلة، حيث يتم جمعها لدى القائم على المخيم، الذي بدوره يبدأ بتقسيم المصاريف حسب الحاجة من طعام وأدوات تستخدم خلال فترة التخييم.