تفاعل

الديزل يغزو المشروبات الغازية

من حق عشاق المشروبات الغازية والكولا أن يعرفوا أن وقود الديزل هو مصدر الغاز المستخدم في مشروباتهم المعبأة في السعودية، فالديزل يتم حرقه واستخراج غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عملية الحرق، ومن ثم تنقيته إلى أن يصل إلى مرحلة المزج مع المشروب كي يستمتع به المستهلك حتى آخر قطرة.

يحتوي غاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج من حرق الديزل قبل تنقيته على مواد ضارة مهددة لحياة الإنسان؛ ولذلك كانت عملية التنقية مهمة جدا لإيصاله إلى مستوى النقاء المطلوب عالميا للاستخدام الغذائي.

تنتشر أجهزة حرق الديزل لإنتاج ثاني أكسيد الكربون داخل السعودية في مصانع المشروبات الغازية، وتدعي تلك المصانع أنها تنقي الغاز إلى الدرجة المقبولة غذائيا، بل لدى بعضها شهادات من شركات عالمية على نقاء الغاز المستخدم، ولكن الأهمية تزداد بوجود طرف ثالث حكومي كهيئة الغذاء والدواء، أو أي جهة محايدة أخرى؛ لأخذ عينات عشوائية ودورية من هذا الغاز وتحليله، فالاستهلاك الهائل للمشروبات الغذائية لدى الكبار والصغار يحتم عمل كل الوسائل الاحتياطية حتى لا يكون المشروب الغازي ملوثا، فوحدات تشغيل التنقية تمر بعدة أحمال وتغيرات ميكانيكية وكيميائية طوال اليوم، وقد تسبب تلك التغيرات خللا في كفاءة التنقية وقصرا في العمر الافتراضي لها.

بالإضافة إلى ذلك فإن الملوثات الموجودة في وقود الديزل قد تتغير نسبتها، وتتغير مكوناتها نظرا إلى أن الهدف من الديزل استعماله في وقود السيارات، لا أن يكون مصدر الغاز في المشروبات الغازية.

أخيرا، من حقنا جميعا أن نعلم عن كيفية رقابة هذا الغاز وآلية تحليله الدورية من قبل الجهات المعنية بصحة المواطن؛ حتى يطمئن الجميع، ألا تكفينا الأضرار المصاحبة لهذه المشروبات حتى نضيف إليها ضررا آخر، سيصدق علينا المثل المصري الذي يقول (خبطتين في الراس توجع).