حساباتنا في الانترنت.. نحو هوية علمية جديدة

تنتشر في الوقت الحالي حسابات ومواقع علمية يقوم عليها شباب سعوديون يسعون إلى ترجمة وتبسيط الجديد في عالم العلم باستغلال أحدث التقنيات في عالم تصاميم الفيديوهات والإنفوجرافيك والرسوم البيانية والمحاكاة الكرتونية وغيرها. تمتاز هذه المواقع بأن أصحابها نجحوا في بناء هويتهم العلمية المتفردة في استقطاب انتباه المتابعين، ومن ثم فإن تفاعلهم الحي من خلال تلك المواقع أسس لهم قاعدة عريضة من جمهور متنوع الأطياف العمرية والثقافية والطبقية. كما لم يعد أي حساب لسعودي على تويتر أو فيس بوك على سبيل المثال خاليا من أي مضمون علمي منقول من أحد الحسابات العلمية السعودية سواء كانت على هيئة مواقع مستقلة أو حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي.

تنتشر في الوقت الحالي حسابات ومواقع علمية يقوم عليها شباب سعوديون يسعون إلى ترجمة وتبسيط الجديد في عالم العلم باستغلال أحدث التقنيات في عالم تصاميم الفيديوهات والإنفوجرافيك والرسوم البيانية والمحاكاة الكرتونية وغيرها. تمتاز هذه المواقع بأن أصحابها نجحوا في بناء هويتهم العلمية المتفردة في استقطاب انتباه المتابعين، ومن ثم فإن تفاعلهم الحي من خلال تلك المواقع أسس لهم قاعدة عريضة من جمهور متنوع الأطياف العمرية والثقافية والطبقية. كما لم يعد أي حساب لسعودي على تويتر أو فيس بوك على سبيل المثال خاليا من أي مضمون علمي منقول من أحد الحسابات العلمية السعودية سواء كانت على هيئة مواقع مستقلة أو حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي.

بناء الهوية العلمية للنشطاء السعوديين علميا عبر الانترنت جدير بالاهتمام والرعاية وربطه ببعضه عبر روابط وجمعيات، فالهوية العلمية تعطي شخصية متفردة للمحتوى حيث يمكن تصنيفه وفقا لأحد تصنيفات العلوم المثيرة لاهتمام المتابع. وكما يلاحظ فإن المجموعات العلمية التي تدار من قبل النشطاء السعوديين الناشرة للثقافة والمعلومات العلمية تتفق جميعها على نجاحها في الاستحواذ على المتنافرين اجتماعيا! أي إن المعلومة العلمية تجمع متفرقي المدارس الفكرية المتناحرة اجتماعيا بحجج التوجهات التغريبية أو الحداثية أو غير ذلك. ومن مميزات الهوية العلمية أنها تسمح ببقاء الحدود التي تفصل بين الجماعات وتنتج في الوقت ذاته تفاعلا بناء بين البشر. ظهور الهوية العلمية للسعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن بمعزل عن عدة تأثيرات نتجت عن التصور لمدى الحاجة لنشر المعلومة العلمية في وقت أصبح للعلم قيمة نفسية لدى فئات اجتماعية لا صلة لها بالواقع العلمي. كما أن التولد العلمي لهذه الهوية جاء بشكله “الطوفاني” مع الابتعاث وخروج السعوديين إلى الاحتكاك بالتعليم العالي الأجنبي بما فيه من أساليب وأدوات ثرية في قاعة المحاضرة أو الاجتماعات الطلابية أو المؤتمرات أو حلقات النقاش أو السبورة الالكترونية التفاعلية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في موقع الجامعة أو حتى على صفحات الصحف اليومية. هذا التفاعل المفعم والحيوي مع العلم في دول الابتعاث ساعد العديد من المبتعثين على إبراز هوياتهم العلمية التي يتمتع المتصفح فيها من خلال ثراء اختلافاتها من مدونات شخصية أو منصات تفاعليه أو مواقع شخصية أو في أقل الظروف صفحة تفاعلية شخصية على تويتر أو انستقرام أو فيس بوك يبدع فيها الكاتب ويرصد فيها أهم خلاصات عمله البحثي وخبراته التعليمية. وعلى سبيل الأمثلة رصدت 3 حسابات علمية مختلفة في طرق تقديم إنتاجها: 1- كالموقع الشخصي للمبتعث عاطف عيوني، باحث دكتوراه في البيولوجيا الجزيئية الطبية والخلايا الجذعية تجدونها عبر الرابط: http://atifoyouni.com/ 2- والمنصة التفاعلية للمبتعث الدكتور عبدالرحمن الحريري، حيث إن المنصة هي الأكبر في مجال التعريف بالبحث العلمي وتقدم الدورات المجانية وطرق البحث العلمي، وتستكتب نخبا من طلبة الدراسات العليا لإثراء المحتوى العربي بمقالات علمية باللغة العربية مليئة بالمحتوى العلمي المبسط: http://educad.me/ 3- مدونة المبتعثة سمر الموسى، تكتب فيها عن الإعداد لامتحانات اللغة الإنجليزية الأكاديمية TOEFL/IEL : http://www.samar-almossa.com/blog/ مثل هؤلاء الناشطون العلميون سيلعبون دورا مهما في بلورة الهوية العلمية مستقبلا وسيسهمون في ضخ المحتوى العلمي إلى داخل الثقافة المحلية من أجل صبغها بهوية علمية أكثر تحضرا وارتقاء بنفسية الفرد في المجتمع، وإذا ما اندمجت عبر جمعيات أو مشاريع تنموية، فإن هذه الهويات العلمية المتشكلة من خلال النشطاء العلميين ستشكل أيقونة اجتماعية على نهجها ستتسم أفعال متابعيها، فالخلفية الثقافية أحد أقوى المؤثرات في الإحساس بالهوية وإدراك الانتماء لعضوية الجماعة، كما أن إثراء الثقافة الفردية بتعددية ثقافية تكون فيها الهوية العلمية إحدى ركائزها سيعمل على القضاء على فكرة التجانس الثقافي الدارج “الفكر الأحادي”، مما سيحفظ الهوية العامة للفرد من التفتت الذي ينتج في حال اتسام هويته بثقافة أحادية النبع.