العنصرية والعنصرية المضادة في بنجلاديش
تظهر التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخرا أن سلطات تطبيق القانون تقوم بجهود منسقة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الأجانب الذين لا يملكون تصاريح للإقامة أو العمل في بنجلاديش. هذا إجراء عادي تقوم به جميع دول العالم تقريبا، وفي بلد مكتظ سكانيا مثل بنجلاديش حيث يعاني كثير من المواطنين من البطالة، هذا الإجراء كان يجب تطبيقه منذ فترة طويلة.
الأربعاء / 18 / صفر / 1436 هـ - 20:00 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014 20:00
تظهر التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخرا أن سلطات تطبيق القانون تقوم بجهود منسقة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الأجانب الذين لا يملكون تصاريح للإقامة أو العمل في بنجلاديش. هذا إجراء عادي تقوم به جميع دول العالم تقريبا، وفي بلد مكتظ سكانيا مثل بنجلاديش حيث يعاني كثير من المواطنين من البطالة، هذا الإجراء كان يجب تطبيقه منذ فترة طويلة. ولكن إذا نظرنا إلى وجوه الأشخاص الذين تم اعتقالهم، من الصعب أن لا يلاحظ المرء حقيقة أن معظمهم هم من أصحاب البشرة السوداء القادمين من أفريقيا. لا توجد أرقام دقيقة حول هذه القضية، لكن من الواضح أن الأشخاص من القارات الأخرى لم يتأثروا بهذه الحملة بنفس الحجم التي تأثر به الأفارقة. يمكن للمرء القول بأن معظم الموقوفين هم من الأفارقة لأن العدد الأكبر من الأشخاص الذين لا يملكون مستندات رسمية في بنجلاديش هم من أفريقيا. لكن هذا التفسير لا يمكن قبوله دون تمحيص. الموقع الجغرافي لأفريقيا يجعل الرحلة من هناك إلى بنجلاديش مكلفة نسبياً. التقارير الصحفية تشير إلى أن الناس من دول آسيوية أخرى، خاصة جنوب وشرق آسيا ربما يشكلون أغلبية المهاجرين غير الشرعيين في هذا البلد. إن تصنيف الناس العاديين في بلد محدد أو التعليق على مواقفهم من أمر معين هو في الغالب تبسيط للمسألة لأن الناس من أي جنسية أو عرق أو لون أو دين في أي بلد لا يتبعون نمطا محددا من السلوك تجاه الآخرين. ولكن بشكل عام، هناك بعض الأشخاص الذين لديهم مواقف عنصرية في بلدان المهجر التي يسافر إليها أبناء بنجلاديش كمهاجرين، مثل أستراليا وسنغافورة. لكنهم ربما ليسوا أكثر عنصرية منا في بنجلاديش. لكن هناك في بنجلاديش موقفا مختلفا ليس له تفسير تجاه الأشخاص ذوي البشرة البيضاء. بالنسبة للكثيرين في بنجلاديش، كل شيء يفعله الغرب المتحضر يعتبر جيدا ومعظم الناس في الغرب من ذوي البشرة البيضاء يُنظر إليهم على أنهم أرفع مقاما من أبناء بنجلاديش. مثل كثير من الأمور الغريبة الأخرى في هذا البلد، أعتقد أن هذا له علاقة بالماضي الاستعماري لبنجلاديش. آثار قرنين من الاستعمار البريطاني تحتاج إلى وقت طويل لنشفى منها. لذلك فإن الجينات التي في دمنا ربما حملت معها خوف وتقديس أجدادنا لأصحاب البشرة البيضاء. ولكن ربما لم يفت الوقت بعد لنفهم أننا لا نحمل في جيناتنا ما يجعلنا أفضل أو أسوأ من الآخرين، وأن بنجلاديش لن تبقى متخلفة إلى ما لا نهاية.