دموع الوداع.. مسحة حزن على وجوه الحجاج

عبرات ودموع، ودع بها ضيوف الرحمن أياما طيبة قضوها في رحاب الله الطاهرة، ولا يكاد ركن من أركان المسجد الحرام يخلو من نشيج وآهات، من رجال ونساء، تعبيرا عن الوداع بعد تحقيق الحلم برؤية بيت الله وإكمال النسك، تلك أصعب اللحظات في الرحلة الميمونة التي مضت كلمح البصر، وأزف وقت الرحيل - وفقا لعدد من الحجاج الذين تحدثوا لـ "مكة"

u0639u0645u0631u0627u0646 u0623u0643u0628u0631

عبرات ودموع، ودع بها ضيوف الرحمن أياما طيبة قضوها في رحاب الله الطاهرة، ولا يكاد ركن من أركان المسجد الحرام يخلو من نشيج وآهات، من رجال ونساء، تعبيرا عن الوداع بعد تحقيق الحلم برؤية بيت الله وإكمال النسك، تلك أصعب اللحظات في الرحلة الميمونة التي مضت كلمح البصر، وأزف وقت الرحيل - وفقا لعدد من الحجاج الذين تحدثوا لـ 'مكة'.

 

الوداع الأخير

أربعون عاما ظل يراودني الحلم بأداء فريضة الحج، فاجتهدت وعملت طوال هذه السنين لجمع المال وتسديده مقابل تكاليف الحج، ومن سنة إلى أخرى، بدأت السنوات تمضي وتتسرب..كنت خلالها أخاف أن توافيني المنية قبل أن أحج، وبعد صبر وطول عناء تمكنت من جمع المال المطلوب للرحلة، وفزت بالمجيء إلى الديار المقدسة..لا أستطيع وصف شعوري بتحقيق حلمي وأنا أتنقل بين المشاعر المقدسة ..مواقع أنبياء الله، وأرض طاهرة، ثياب موحدة بيضاء، وملايين تهدر مسبحة مهللة تهز المشاعر. هاأنذا أكمل حلمي وأتم شعيرتي وحانت لحظات الوداع..لحظات لا يتحملها قلبي، فصعوبتها كبيرة، وأثرها عظيم. انتهت رحلة تمنيت ألا تنتهي، فالعودة إلى الديار معناها العيش بدون حلم، فقد تحقق ما كنت أحلم به طوال حياتي، وأعلم أن فراقي هذا لن يكون بعده لقاء، فالفقر وقلة الحيلة يفرضان علينا التيقن بهذا الوداع الأخير.

الحاج عمران أكبر

 

 

توقف الزمن

حقيقة، حجاج بيت الله الحرام عند لحظة مغادرتهم البيت الحرام، بعد أن من الله عليهم بأداء الفريضة تنهمر منهم الدموع ويرق القلب ويحزن على فراق الأماكن المقدسة التي لها مكانة سامية في قلوب المسلمين، فهؤلاء يتمنون أن تتوقف عقارب الزمن، وتطول بهم الأيام لكي يبقوا في كنف البيت الحرام، كونهم أتوا من أماكن بعيدة، يطول السفر إليها، فهي لحظة لا يستطيع فيها مؤمن حبس الدموع، ولو للحظة، وخاصة أن فراق البعض منهم فراق لا يكون بعده لقاء.

الداعية الدكتور خالد باجحزر

 

 

البكاء على أعتاب البيت العتيق

هذه اللحظة التي أودع فيها الحرم المكي الشريف بعد أن من الله علي بأداء فريضة الحج لن تنسى، فكم تمنيت طوال حياتي أن أزور وأرى البيت العتيق بأم عيني، فلو لا كان ابني الذي يعيش في إحدى الدول الإسلامية أرسل لي المال من أجل أداء الفريضة لما تسنت لي هذه الحجة، فأكثر من ثلاثين عاما ظللت أحلم بهذه اللحظات، فكيف أستطيع الآن وأنا على أعتاب البيت الحرام أهم بوداعه ألا أبكي الفراق، لا أستطيع أن أحبس دموعي ولو للحظة، وسأظل أعيش هذه اللحظات متذكرة رحلة العمر إلى الديار المقدسة، لأنني أعرف أن الحال لا يساعدني في السنوات القادمة في أداء الفريضة مرة أخرى ورؤية هذا المكان الذي يقدسه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها.

الحاجة فطيمة عبدالرحمن