اطلعت على قصة رائعة تجسد رقي وحسن معاملة قاض مسيحي مع المتهم. تقول القصة: في كندا تم جلب رجل عجوز قام بسرقة رغيف خبز ليمثل أمام المحكمة، واعترف هذا العجوز بفعلته ولم يحاول أن ينكرها، لكنه برر ذلك بقوله: كنت أتضور جوعاً، كدت أن أموت. قال القاضي: أنت تعرف أنك سارق وسوف أحكم عليك بدفع 10 دولارات وأعرف أنك لا تملكها لأنك سرقت رغيف خبز، لذلك سأدفعها عنك. صمت جميع الحضور في تلك اللحظة، وشاهدوا القاضي يخرج 10 دولارات من جيبه ويطلب أن تودع في الخزينة. ثم وقف فنظر إلى الحاضرين وقال: محكوم عليكم جميعاً بدفع 10 دولارات، لأنكم تعيشون في بلدة يضطر فيها الفقير إلى سرقة رغيف خبز. في تلك الجلسة تم جمع 480 دولاراً ومنحها القاضي للرجل العجوز. هذا القاضي ينقصـه الإسلام. وأفتخـر بهـذا النوع من القضاة النبلاء. هذه هي روعة القاضي الإنسان الذي يحكم عبر فقه المعاملات والمقاصد. فلقد فهم القاضي أسباب السـرقـة ودوافعهــا، فحكم بما يمليه عليه ضمير القاضي النظيف والإنساني. وفي جانب الفقر قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: (إذا رأيت فقيراً في بلاد المسلمين فاعلم أن هناك غنياً سرق ماله). فأقول وأكرر: إن من يشعر بالجوع هو ذاك الإنسان الذي لم يعرف طعم الطعام، ولم يشم رائحته. يا ناس ارحموا فقراءنا. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.