حول ما حصل في ضباء من العمالة الموسمية هل ننتظر الأسوأ؟

منذ أربع أو خمس سنوات تقريبا، وتحديدا بعد انتهاء موسم الحج بأيام، اعتاد أهالي محافظة ضباء أن يعيشوا تكرار مشاهد مؤسفة وأحداث مؤلمة، وكأنهم على موعد معها في هذا التوقيت.

منذ أربع أو خمس سنوات تقريبا، وتحديدا بعد انتهاء موسم الحج بأيام، اعتاد أهالي محافظة ضباء أن يعيشوا تكرار مشاهد مؤسفة وأحداث مؤلمة، وكأنهم على موعد معها في هذا التوقيت.

المشهد كالتالي: آلاف من العمالة الموسمية من الأشقاء المصريين المشاركة في بعض أعمال الحج من جزارين وسائقين تقذف بهم عشرات الباصات الكبيرة إلى مجمع البلاغة التجاري وساحته الواقع على أحد جانبي، مدخل ضباء من جهة تبوك، حيث يوجد بعض مكاتب الحجز، من أجل سفرهم من ميناء ضباء إلى ميناء سفاجا بمصر، عدد العبارات والرحلات لا تستوعب هذا العدد الكبير، الكل مستعجل يريد أن يركب العبارة ويسافر في أقرب وقت ممكن، بينما في الوقت نفسه الباصات لا تتوقف عن القدوم ودفعها بالعديد من هذه العمالة، فيزداد العدد ويزداد معه الوضع تأزما، وبدلا من أن توفر لهم الشركة المسؤولة عنهم السكن والمأكل والمشرب في ضباء لحين مغادرتهم، تركتهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فغصت بهم ساحة المجمع، تزاحموا، تدافعوا، ملوا من الانتظار، نفد صبرهم، تعالت أصواتهم احتجاجا على هذا الوضع وما آل إليه حالهم، شيئا فشيئا يزحفون على الطريق الدولي القريب من وجودهم وتجمعهم، يقفون في وسطه، يقطعون الطريق على المارة، ويغلقون مدخل ضباء على القادمين من جهة تبوك، هنا تتوقف السيارات، ويفاجأ القادمون والمارة من مواطنين ومقيمين بهذا المشهد المرعب، البعض من المواطنين والمقيمين يترجلون من سياراتهم فيخاطبونهم باللين محاولين إقناعهم بفتح الطريق، وأن هذا التصرف غير حضاري ولا يليق بهم، ومخالف للنظام فتفشل كل المحاولات عن ثنيهم من هذا التصرف الخاطئ، ويصرون على موقفهم وعلى تصرفهم، ويتطور الأمر فيقوم بعض منهم بما هو أسوأ من ذلك، حيث يشرعون بإحداث أعمال شغب وفوضى واعتداء على السيارات المارة عبر هذا الطريق، وتكسير الزجاج بما يحملونه معهم من عصي وحجارة، فيصاب الأطفال والنساء بالهلع والخوف، أطفال يبكون ونساء تصرخ، في ظل هذا الوضع المؤسف والمؤلم والمخيف، لا يجد المواطنون والمقيمون أمامهم، إلا أن يدافعوا عن أنفسهم وعائلاتهم، فيتم التشابك معهم وتتدخل قوات الأمن وتفض الاشتباك بعد أن يكون قد أصيب من أصيب من الطرفين وإتلاف العديد من الممتلكات والسيارات والباصات. لذلك ما حصل في محافظة ضباء مساء يوم الأحد 18/12/1435هـ حول قيام عدد من هذه العمالة الموسمية بأعمال شغب وفوضى وإغلاق للطريق الدولي والاعتداء على المارة بالحجارة وتكسير لزجاج السيارات والباصات وحرق للإطارات واشتباكهم مع المواطنين، كان أمرا متوقعا وغير مستغرب، طالما هذه المشكلة باقية حتى الآن، وطالما لم يحاسب أو يعاقب المتسبب فيها، وكالعادة ومثل كل مرة، لولا تدخل رجال الأمن في الوقت المناسب وفضوا الاشتباك لكانت النتيجة أخطر وأسوأ مما يتوقع. بمعنى هذا العام جاءت سليمة والحمد لله، ومرت على خير مثل الأعوام السابقة ولم يصب فيها إلا خمسة مواطنين بإصابات طفيفة. ولا أعلم هل المشكلة بهذه الصعوبة والتعقيد مما يجعل حلها صعبا ويستعصي على الجهات المعنية رغم تكرار ما حدث لعدة سنوات ماضية؟ وهل ينتظر إلى أن تحدث كارثة لا قدر الله لكي يلتفت الجميع إلى هذه المشكلة ويسعون إلى علاجها؟ كعادة العرب لا يلتفتون إلى بعض المشكلات إلا إذا عظمت وكبرت وكان لها ضحايا. لا أريد أن أكون متشائما، ولكن إذا لم يتم محاسبة المتسبب في هذه المشكلة، وإذا لم يتم التفكير بشكل جدي في دراسة الأسباب المؤدية إلى هذا الوضع وإيجاد الحلول المناسبة، لكي تختفي بشكل نهائي بلا رجعة فنحن على موعد مع أحداث أخرى في العام القادم، ربما تكون نتائجها لا قدر الله أسوأ مما حدث قبل أيام. وكل عام وأنتم سالمين.