الرأي

الشباب والفضيحة

حينما تصلك بعض الرسائل عبر « الواتس اب » خاصة، تدرك لأول وهلة أن مثل هذه الرسائل عليك أن تلغيها فورا من دون حفظها في جهازك، أو حتى مشاركتها مع مجموعاتك في البرنامج الاجتماعي، أنت لا تحتاج إلى تنبيه، حتى إنك لا تحتاج إلى عقلك لكي يخبرك بما عليك أن تقوم به، إنك لا تحتاج إلا لصوت الضمير بداخلك، أو الفهم بأن هذا الفيديو قد تسرب من دون علم الأسرة، أو تم تصويره بدون علم الطرفين المجهولين في الفيديو.

وهو ما حدث أثناء انتشار أحد مقاطع الفيديو في الأيام الأخيرة، الزوج الذي كان يستقبل زوجته بالورد فرحا بتخرجها، والزوج الذي كان يصالح زوجته في مكان عام، وقامت بعض الفتيات، كما حدث بالفيديو الأول، بتصوير المشهد، بل وبثه لينتشر سريعا، وتخيلت لوهلة أحد البرامج الذي اعتاد على تصيد مثل هذه المواقف، وهو يجري اتصالا هاتفيا مع الزوج لتسأله المذيعة «أنت ما كنت شايف البنات؟ ما كنت شايف الجوالات وهي بتصورك؟ وإلا كان عاجبك الوضع »؟

بعض البرامج ترغب في أن تذهب إلى مزبلة التاريخ على الفور، لأنها لا تعتمد على الفكر، كما تعتمد على تصيد أي « ترند » في الوطن، ومحاولة الوصول إلى الأبطال، وصناعة عمل بطولي للبرنامج،

من دون وجود أي هدف للمشاهد، أو حتى تسريب كم هدف لنا عن العين والخاطر، مثل هذه البرامج للأسف القائمون عليها حتى الآن يعيشون تحت دائرة مضامين الجرائد الصفراء، تلك الجرائد التي تبحث عن الفضيحة، ولا تبحث عن مصداقية الخبر.

نعود إلى مقاطع الفيديو التي انتشرت في السعودية خلال الأسبوع الماضي، وقد وصلني عبر « الواتس اب » أيضا، ولا أعرف مدى صحة الخبر، بأنه تم القبض على الفتيات اللواتي قمن بتصوير المقطع للزوجين، لكون ما قمن به أمرا لا يراعي آداب الإسلام، وحرمة المسلمين، مخلات بذلك بتعاليم الشرع وأنظمة البلد الآمن المطمئن، البعض أشار إلى أن الخبر غير صحيح، ولو أنهم يتمنون ذلك، فما قامت به المراهقات أمر لا يدعو للتجاهل، بل إنه أمر مستفز تماما، وهو ما يمكن أن يقوم به أي مراهق غير مراع لحجم الضرر الذي قام به، وعلى الأخص فيما يتعلق بانتهاك خصوصية الغير.

للأسف الشديد أنا أتعامل مع مراهقات كثر بحكم أني خالة وعمة، وأصدم من عدم وعي هؤلاء المراهقات بأن الستر وغض البصر واحترام خصوصية الآخرين، أهم من استخدام كاميرا الجوال لتسجيل مشهد مضحك أو مثير قام به البعض بحسن نية!

• الوعي فيما يتعلق بخصوصية أفراد المجتمع شبه غائب لدى أغلب المراهقين والشباب

• لا بد أن تحتوي بعض نشاطات المدرسة، وخاصة المدارس الثانوية على فقرات تنويرية يقدمها رجال الأمن

• الأسرة أيضا تلعب دورا مهما في تبصير أبنائها بقواعد الدستور الشخصي والعام، والركائز الأخلاقية في الدين الإسلامي، كغض البصر وإزالة الأذى عن الطريق

• تغليظ الأحكام على أي مواطن أو مواطنة يقومان بتصوير الآخرين دون وجه حق

SarahMatar@