الزراعة لـ"مكة": البرسوبس ممنوعة.. وأدخلت البلاد بهدف نبيل

تفاعلت قضية شجرة الـ”مسكيت” الضارة أو “البرسوبس” التي تنتشر في جنوب جدة وقالت التقارير الصحية إنها تسبب أمراض الربو والحساسية، ونشرت صحيفة “مكة” تفاصيلها في عدد الخميس 16 يناير 2014

تفاعلت قضية شجرة الـ”مسكيت” الضارة أو “البرسوبس” التي تنتشر في جنوب جدة وقالت التقارير الصحية إنها تسبب أمراض الربو والحساسية، ونشرت صحيفة “مكة” تفاصيلها في عدد الخميس 16 يناير 2014

واعترفت أمس لـ”مكة” وزارة الزراعة على لسان وكيل وزارتها المهندس جابر الشهري بأن أشجار الـ”مسكيت” المسماة علميا بـ”البرسوبس”، مصنفة ضمن النباتات غير المسموح باستيرادها، على خلفية ما تسببه من أمراض صدرية للإنسان كالربو والحساسية، فضلا عن تأثيرها أيضا على الغطاء النباتي والحيوانات وأوضح جابر الشهري وكيل وزارة الزراعة ومتحدثها الرسمي، أن هذه النبتة غير مسموح بدخولها إلى السعودية، غير أنها دخلت قبل أكثر من 40 عاما عن طريق جهة حكومية أخرى رفض الإفصاح عنها، والتي استوردتها لهدف وصفه بـ”النبيل”، يتضمن الزينة والتشجير دون علمها بمضارها، في حين تمنع الوزارة دخولها وقال لـ”مكة” “الوزارة لديها بيان رسمي موزع في منافذ الحجر النباتي التابعة لها، والذي يحوي قائمة بالنباتات المسموح استيرادها إلى البلاد سواء كانت شتلات لمكافحة التصحر أو أشجارا أخرى”، مؤكدا أن الـ”مسكيت” مدرج ضمن قائمة النباتات الممنوع استيرادها ولفت إلى أن هذه النبتة زرعت لأول مرة في منطقة القصيم، إلا أنها انتقلت لبقية المناطق في المقام الأول عن طريق الحيوانات التي تأكل ثمارها وتخرج بذورها مع فضلاتها في مناطق أخرى لتنمو بعد ذلك وتنتشر وأضاف “ثمة مشروع بدأت فيه الهيئة السعودية للحياة الفطرية قبل عامين لإزالة نبات الـ”مسكيت” من مناطق المملكة كافة، والذي بدأ في محمية فرسان بالجنوب، لقياس مدى نجاح طرق مكافحتها” وأكد أنه يحق للوزارة تطبيق أقسى الإجراءات العقابية على أي جهة تستورد نباتات محضورة، خصوصا أن مثل تلك النباتات لا تدخل إلا بطرق غير رسمية كالتهريب وخلافه، ولكنه استدرك “ليس لدينا تاريخ موثق ومحدد لدخول الـ”مسكيت” وما إذا كان تم إلحاق العقوبة في حق من استوردها” وبين الشهري أن الوزارة تلقت مجموعة من شكاوى لمربي المواشي في البادية كون هذه النباتات تفترش الأرض أفقيا وليس طوليا، إلى جانب احتوائها على كثير من الأشواك تمنع المواشي من الرعي، وتسبب لها حساسية في العين والجلد والأمراض الصدرية لمن يقترب منها، سواء كان إنسانا أو حيوانا بفعل حبيبات اللقاح الموجودة فيها، إضافة إلى مقدرتها على قتل أنواع النباتات الأخرى القريبة منها وملجأ للأفاعي والدواب واستطرد قائلا “هذه النباتات لها إيجابيات منها سرعة نموها وبالتالي استخدامها في التصحر كونها تتحمل الأجواء الصحراوية، وإمكانية الاستفادة من أعوادها الخشبية، ولكنها حينما تنمو في غير موطنها الأصلي بأمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي فإنها تتحول إلى نباتات تغزو الغطاء النباتي بالكامل وتؤثر على الناس القريبين منها” من جهتها، أشارت الدكتورة نهى فلمبان منسقة برنامج الربو في الشؤون الصحية بجدة، إلى أن نحو أربعة آلاف شخص يراجعون المراكز الصحية على خلفية إصابتهم بمرض الربو، لافتة إلى أن ما يقارب 30% منهم يعانون أيضا من حساسية الفطريات وقالت لـ”مكة” “هذه الأعداد تؤكد وجود تزايد في أعداد مرضى الربو نتيجة العوامل الجينية لدى بعضهم إلى جانب التلوث البيئي ونوعية الطعام واللباس، وارتفاع الحرارة والرطوبة” بدوره، أوضح مسؤول بمركز أبحاث أمراض النوم والأمراض الصدرية التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، زيادة معدلات مرض الربو بمحافظة جدة، مبينا أن آخر إحصائية رسمية صادرة من وزارة الصحة بشأن هذا المرض كانت قبل 10 سنوات وقال المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه لـ”مكة” “وفق آخر دراسة كانت وصلت معدلات الربو بجدة إلى 20%، إلا أنها شهدت زيادة كبيرة في ظل الملوثات التي تواجهها مدينة جدة من ضمنها زراعة أشجار مسببة لمثل تلك الأمراض” وأرجع أسباب عدم وجود إحصائيات جديدة بشأن مرض الربو إلى التكاليف الباهظة الثمن لتلك الدراسات، مضيفا “كل ما أعلن عنه من إحصاءات جديدة عن هذا المرض لم تتم إلا على حالات فردية فقط، إما في الجامعات أو المدارس” وفي ذات السياق، اعلن المجلس البلدي في جدة تحركه حيال وجود أشجار الـ”مسكيت” في جدة بعد حديث وزارة الزراعة، حيث أوضح عضو المجلس البلدي رئيس لجنة وكالة الخدمات في أمانة جدة المهندس بسام أخضر، أن على أمانة جدة البدء فورا في التأكد من صحة ما تسببه هذه الأشجار من أضرار على صحة الإنسان، ثم إزالتها بشكل عاجل وأشار إلى أن المجلس البلدي سيكون الجهة الرقابية المسؤولة عن متابعة ومراقبة أعمال الأمانة في هذا الأمر إلى أن تتم إزالة ذلك النوع من النباتات بالكامل من مدينة جدة