الأهالي يتبرعون بأغطية الصرف والجهات مشغولة بتقاذف المسؤولية

اندفع بعض أهالي جدة إلى تأمين أغطية لبالوعات الصرف الصحي، فيما تنشغل الجهات المعنية بتقاذف المسؤولية حيال عدم وجود أغطية، وذلك بعد حادثة وفاة مواطن وابنه سقطا

u062du0641u0631 u0648u062eu0632u0627u0646u0627u062a u0645u0643u0634u0648u0641u0629 u0641u064a u062cu062fu0629 u0628u062du0633u0628 u0645u063au0631u062f u0628u062au0648u064au062au0631 (u0645u0643u0629)

نسرين عمران، علي شراية - جدة

اندفع بعض أهالي جدة إلى تأمين أغطية لبالوعات الصرف الصحي، فيما تنشغل الجهات المعنية بتقاذف المسؤولية حيال عدم وجود أغطية، وذلك بعد حادثة وفاة مواطن وابنه سقطا في بالوعة للصرف الصحي في شارع التحلية. وأعلن أحمد الحربي وهو صاحب مصنع للمعادن، بتغريدة عن تبرعه بأغطية للبالوعات في أي مكان بجدة. وتزامنا مع ذلك، تقاذفت كل من شركة المياه الوطنية وأمانة جدة مسؤولية فتحات الصرف الصحي وحفر الخزانات في المناطق غير المشمولة بخدمة الصرف الصحي، لترمي كل منهما المسؤولية على الأخرى.

 

خطر حفر الصرف يكبل شوارع جدة والجهات منشغلة بتقاذف المسؤولية

بعد تسبب إحداها أخيرا في وفاة مواطن سعودي وابنه، أظهرت جولة لـ «مكة» في أحياء متفرقة بمحافظة جدة، انتشار حفر الصرف الصحي المكشوفة التي باتت تشكل خطرا على السكان. وتكاد كل شوارع جدة وخاصة منطقة البلد، لا تخلو من حفرة أو أكثر تتسبب في تعريض أشخاص للإصابة أو مركبات للسقوط بها دون تحرك الجهات المسؤولة لوقف الضرر في عن مرتادي الشوارع. إلى ذلك، تبرأت كل من شركة المياه الوطنية وأمانة جدة من مسؤولية فتحات خزانات الصرف الصحي في المناطق غير المشمولة بخدمة الصرف الصحي، ورمت الأمانة المسؤولية كاملة على شركة المياه، بينما أكد مسؤول في الشركة أنها مسؤولة فقط عن المواقع التي تشملها خدمة الصرف الصحي، فيما تقع باقي المسؤولية على الأمانة.

فتح ملف الإهمال وفتحت قضية وفاة الطفل محمد منشو ووالده علي في إحدى «بالوعـات» الصرف الصحي بجدة، الباب من جديد على ملف إهمال الحفر والخزانات والآبار المفتوحة، وعاد الحديث عن هذه المشكلة في جدة بعد أن أغلق على مشكلة مشابهة في تبوك راحت ضحيتها الطفلة لمى التي سقطت في أحد الآبار.

الأمانة: لا علاقة لنا أمانة جدة التي أكدت في بيان لها سابقاً على خلفية حادثة خزان الصرف الصحي بشارع اﻷمير محمد بن عبدالعزيز، أن الحادثة وقعت داخل ملكية خاصة لا تخضع للإشراف أو المراقبة من قبلها، ملقية بالمسؤولية على الجهة المالكة، ردت هذه المرة على لسان المتحدث الرسمي لها محمد البقمي، بالقول إن كل ما يتعلق بفتحات الصرف الصحي والمياه يتبع لشركة المياه الوطنية بموجب القرار الصادر في 1423 والقاضي بنقل الصلاحيات إليها. وأوضح البقمي أن مهام إشراف الأمانة تتعلق بالمباني الجديدة أو الأخرى القائمة وتفتقد الاشتراطات.

المياه تتبرأ من جانبها تبرأت شركة المياه الوطنية من مسؤولية الحادثة، وقالت على لسان مدير وحدة المياه بجدة محمد الزهراني، إن الحادث وقع في منطقة لم يصلها مشروع الصرف الصحي بعد، ولذلك فهي مسؤولية الأمانة. وحول المواقع الأخرى والصور التي التقطتها عدسة «مكة»، قال الزهراني «يجب التأكد من مرجعية تلك الفتحات، هل تخص الشركة أم شركات أخرى؟ فهناك فتحات لشركات أخرى كالاتصالات والكهرباء تقدم الخدمات، وإن كان الغطاء دائريا فهو يتبع شركة المياه، وإن كان على شكل مربع يتبع تلك الشركات».

حوادث سابقة وكشفت جولة لـ «مكة» في شوارع جدة عن عشرات حفر الخزانات الأرضية وفتحات الصرف الصحي المفتوحة، التي تشكل خطرا على المارة، حيث أكد قاطنو تلك المناطق أنها شهدت سابقا حوادث سقوط وإصابات أشخاص.

مفتوحة منذ شهر في البلد إحدى أكثر المناطق ازدحاما في جدة، توجد إحدى فتحات الصرف الصحي يبلغ قطرها نحو نصف المتر، تركت مفتوحة منذ نحو شهر بحسب المواطن عمر الحامدي الذي قال: «بعد مرور سيارة عليها تركت مفتوحة منذ نحو شهر، وتعرض أحد المارة لإصابات ورضوض بسببها».

السكان يضعون علامات وفي حي الهنداوية وضع السكان علامات لتحذير المارة من الوقوع في أحد خزانات الصرف الصحي. أما في شرق جدة فتبين وجود حفر وخزانات مياه مكشوفة في عدد من المباني تحت الإنشاء، إضافة إلى إهمال سكان لفتحات الخزانات الأرضية.

طفل يبكي بحرقة إلى ذلك، تناولت شبكات التواصل الاجتماعي عددا من الصور والقصص لوقوع سكان في حفر وخزانات مكشوفة، وغرد أحدهم ويدعى حسن الشمراني، بصورة لأحد أبنائه وهو يبكي بحرقة بعد إخراجه من حفرة سقط فيها بقوله «ولدي كان الضحية الثانية بعد حادثة مهندس الخطوط السعودية رحمه الله بوقوعه في غرفة صرف صحي داخل مغسلة سجاد جنوب جدة الليلة لولا عناية الله وانتباهي له».

 

تملص من المسؤولية

  • «لا داعي للتملص من المسؤولية، وعلى جميع الجهات ذات العلاقة التي تخدم المجتمع تحمل مسؤولية ما حصل، لكيلا نعيد موضوع كارثة جدة، ويجب إعادة صياغة الرقابة على جميع الخدمات، فهذه المشكلة ليست الوحيدة، وشركات المقاولات والصيانة تضع الكثير من الفتحات ولا بد من الرقابة على كل الخدمات، والصبات في الشوارع وطريقة وضعها وتسببها في حوادث، واللجنة التي تم تشكيلها من قبل أمير منطقة مكة المكرمة ستظهر الحقيقة، وسيحاسب كل إنسان على خطئه، وأتمنى الاستفادة من الأحداث، وإن كانت الأمانة مسؤولة عن الحادثة فيجب أن تتعلم من الخطأ».

عضو المجلس البلدي بجدة بسام أخضر  

مواطنون يتبرعون بأغطية لبالوعات مكشوفة

يبدو أن أهالي جدة فقدوا جزءا كبيرا من ثقتهم بمسؤولي الدوائر الخدمية، بعد حادثة وفاة الطفل ووالده إثر سقوطهما في بالوعة صرف صحي بشارع التحلية، ما جعلهم يقدمون حلولا فردية تحد من إزهاق مزيد من الأرواح في المستقبل. أحد تلك الحلول مبادرة أعلن عنها صاحب مصنع معادن بجدة، وتتمثل في تقديم أغطية لأي بالوعة صرف صحي مكشوفة في جدة مجانا، بصرف النظر عن موقعها. وقال أحمد الحربي لـ«مكة»: «كتبت تغريدة عبر تويتر منذ أسبوع، أعلن فيها تأمين أغطية لبالوعات الصرف الصحي في أي مكان بجدة، تفاعلا مع صور نشرها مغردون لبالوعات مكشوفة، ما جعلني أسعى لإماطة هذا الأذى عن الطريق تفاديا لتكرار حوادث السقوط». وأشار إلى أنه تلقى اتصالات منذ بثه التغريدة المرفق فيها رقم هاتفه، بوجود بالوعات مكشوفة في أحياء سكنية، مبينا أن أغطية مصنعه توافق الاشتراطات في هذا الشأن. من جهته أوضح ماجد العمري الذي نشر صورا عبر تويتر لبعض الشوارع والأحياء التي يوجد بها بالوعات صرف صحي مكشوفة، أنه ومجموعة من المتطوعين بعد أن فقدوا الثقة بالجهات المسؤولة، لحمايتهم والحفاظ على أرواحهم، قرروا نشر صور لتلك المواقع عبر تويتر بهدف التحذير أو لفت انتباه المسؤول وفاعلي الخير. وأضاف «وجدنا تفاعلا من أحد الشباب الذي يملك مصنعا للمعادن، يتبرع بتوفير أغطية لتلك البالوعات، وأعتقد أن تلك الجهود الفردية قد تنقذ أرواحا، بدلا من انتظار الجهات المعنية التي أهملت واجبها». وبالعودة إلى مالك مصنع المعادن، بين أن هناك اتصالات وردت إليه منذ نشر التغريدة، حول بالوعات في أحياء سكنية مختلفة بجدة وبعضها لبالوعات في شوارع عامة، فقال «اتصل أكثر من شخص ليبلغني عن أماكن بالوعات صرف صحي مكشوفة، والبعض يزودني بالمقاسات من خلال خبرته، أو اضطر للذهاب بنفسي لأخذ المقاسات وتجهيز غطاء مناسب لها». ورغم ذلك إلا أن الحربي لم يلق كل اللوم على أمانة جدة في ترك البالوعات مكشوفة، معللا ذلك بأن الأمانة من الصعب أن تراقب العمالة السائبة وأن تجلس حارسا عند كل البالوعات، مشيرا إلى سرقة غطاء الصرف الصحي من أمام منزله مرتين، وقال «أغطية الصرف الصحي تسرق من قبل العمالة ونحن نشاهدها كتجار معادن تباع في سكراب جدة، وقد سرق غطاء من أمام منزلي مرتين، لذا أعتقد أن أمانة جدة لا يمكن أن تجلس حارسا وتراقب جميع البالوعات إلا أن بإمكانها أن تتفادى هذه السرقات بوضع شبك حديدي يصنع من نفس المادة، ويثبت في القاعدة الأرضية ما يصعب سرقته. وحول أماكن بيع هذه الأغطية، بين أن أماكن بيع الحديد التالف ومن بينها أغطية البالوعات التي تسرق، موجودة في الخمرة جنوب جدة، وقال «الزهر الذي تصنع منه أغطية الصرف الصحي يباع في سكراب الخمرة، وسعر الكيلو الواحد منه أقل من ريالين، والغطاء تقريبا يصل إلى 30 ريالا». مشيرا إلى أن نسبة الربح في بيع الحديد تصل إلى %300. وأضاف أن %99 من سكراب جدة يخضع لسيطرة العمالة المخالفة، ومنهم من يسرق أغطية الصرف الصحي وغير ذلك من المعادن ويبيعونها لأشخاص معينين، خصوصا أنهم يتعاملون بحذر مع عملائهم الجدد.