ابن ناصرالتاريخ الرياضي في رجل
أحد أشهر رواد المدرسة التنفيذية، استطاع بأسلوبه الفريد وإخلاصه وتفانيه في العمل أن يكسب ثقة رؤسائه، محققا بكل الامتيازات الممنوحة له، والتي كان يستحقا حسبما أعرب المقربون منه «عن جدارة»، كثيرا من الإنجازات الخالدة في سجلات الرياضة السعودية
الاحد / 18 / ذو الحجة / 1435 هـ - 22:30 - الاحد 12 أكتوبر 2014 22:30
أحد أشهر رواد المدرسة التنفيذية، استطاع بأسلوبه الفريد وإخلاصه وتفانيه في العمل أن يكسب ثقة رؤسائه، محققا بكل الامتيازات الممنوحة له، والتي كان يستحقا حسبما أعرب المقربون منه «عن جدارة»، كثيرا من الإنجازات الخالدة في سجلات الرياضة السعودية.الدكتور صالح بن ناصر القيادي المخضرم والأب الروحي الذي خدم في بلاط الشباب والرياضة لأكثر من ثلاثين عاما، مر خلالها بمراحل عدة كان أبرزها الفترة التي بدأت من 1384، حيث كان رئيسه في الهيكل الوظيفي آنذاك المدير العام للشؤون الاجتماعية، عقبتها فترة عدها بعض المؤرخين «ثرية»، وهي تلك التي خاض فيها غمار اجتهاداته وخدمته في حقل رعاية الشباب منذ 1403.وابن مكة المكرمة الذي تلقى تعليمه على أرضها المقدسة، ليفارقها حاطا بمتاع مستقبله في جامعة القاهرة حاصلا على درجة البكالوريوس، ودرجة الماجستير في التنمية الاجتماعية، ثم درجة الدكتوراه في دور وسائل الإعلام في التنمية الاجتماعية، ووفقا لشهادة أحد المؤرخين، فإن «دخيل الرياضة» لم يكن مجيدا حذقا لأي لعبة من ألعابها، كما أنه لم يكن منتميا لأي ناد من الأندية الرياضية التي تحتضنها السعودية، بل ظل مكبا على اقتناص كل الفرص المشرعة أمامه للترقي بتخصصه في مجال علوم الاجتماع.ولأن حظه الرياضي المنيف كان وافرا استطاع التغلب على «شغفه»، فحين تخرج وحصل على البكالوريوس في علم الاجتماع كانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قد تأسست في 1380، وكانت بحاجة إلى كوادر متخصصة في علوم الاجتماع، الأمر الذي جعله في أوائل صفوف الكوادر الوطنية المنتمية لها، لكن عندما نقلت إدارة الشؤون الرياضية في 1382 إلى هذه الوزارة أصدر وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالرحمن أبا الخيل قرارا في 1384 بتعيين الدكتور ناصر مديرا لرعاية الشباب، على الرغم من أن دراسته لم تكن في مجال الرياضة ورعاية الشباب.وبعد حصوله على درجة الدكتوراه، لم يعد إلى وظيفته السابقة في رعاية الشباب، إذ كان حينها في مقتبل خبرته الرياضية، بل عينه صديقه محمد عبد يماني وزير الإعلام – رحمه الله- وكيلا للشؤون الإعلامية لمدة أربعة أشهر ثم وكيلا مساعدا للإذاعة والتلفزيون، وهو المنصب الذي قضى فيه قرابة 7 سنوات، لينتقل بعد صولات وجولات في أروقة الوزارة الإعلامية وتحديدا في 1403 إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حين تم تقليده منصب وكيل للرئيس العام لرعاية الشباب، حيث كانت آنذاك تحت قيادة الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله.«احرصوا على ألا تدخلوا بيتوكم رغيفا واحدا من أموال أنتم غير متأكدين منها»، قامة التاريخ الرياضي، وعمود المناصب القارية والدولية، وليد رعاية الشباب وحارسها الفذ الحذق، ينفض الغنى عن عاتقه واصفا نفسه في أحد حواراته بـ «غني الخبرة وفقير الأغراض الشخصية».تقاعد الدكتور صالح في نهاية 1433، تاركا خلفه تاريخا مشرفا وإنجازات هائلة إبان خدمته وإسهامه في رسم الخطوط العريضة لحركة الرياضة والشباب، وهو الآن يشغل منصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد الدولي لكرة الطائرة، بعد أن كان النائب الأول.