بول الأطفال لشفاء الأمراض
الاثنين / 13 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 17:15 - الاثنين 2 فبراير 2015 17:15
ربما تمر على العاقل بسهولة ويقبلها دون تردد، ذلك الذي ضاق ذرعا من حساسية الجلد، وراجع عدة مستشفيات دون فائدة، لتصف له إحدى الجدات علاجا ناجعا مجربا على مدى أجيال، وهو بول الرضيع، الذي يمرره على موضع الحساسية في جلده ويشفى، بالطبع هو نجس وتجري عليه أحكام الطهارة التي تحرم التداوي بالنجاسات، ولكنها الخرافة التي تخترق عقل الإنسان الغريق، ليتعلق بالقشة. الخرافة هنا وجدت لنفسها مبررا ذكيا لدى مروجيها، باعتبار أن الطفل الرضيع لم يذنب بعد، وهذا مدخل وجداني روحاني لحياة المريض الذي يريد مدخلا غيبيا لحالته، وكذلك بعدهُ لم يتناول أية لحوم أو أغذية أخرى، باستثناء لبن الأم، ومن هنا تجد الخرافة الطريق ممهدا للدخول في نفسيات كثيرين عانوا من حساسية الجلد المؤلمة، وتبقى العلاقة بين الخرافة وأصحابها وجدانية، تشبه سكوت الأطفال وتوقفهم عن البكاء عندما يتذوقون طعم حليب الأمهات لأول مرة. البول وحده لم يكن يكشف لنا عن قبول مثل هذه الميثولوجيا الشعبية، فقبله دخل الملح في كثير من الخرافات، فهو لطرد الحسد عن كل جميل وجديد، ولا يزال بعض المعتقدين به يضعونه في كيس صغير داخل درج السيارة، وفي زوايا البيت والمزرعة، وحتى داخل المكاتب الفارهة، والجميع يتذكر المصارع الكوري الشهير(مستر فوجي) الذي كان (يطش) الملح من الحلبة إلى خارجها قبل بداية نزاله مع خصمه، وكأن خرافة الملح عدوى تنتقل بالمشاهدة أو السماع. المشاهد لم تتوقف، ففي مجتمعات إقليمية أصبح التداوي بروث الحمير شائعا بينهم، ويحين استعماله بطريقة ما لوقف نزيف دم ما بعد الولادة.