حقيقة الاكتئاب!
إذا كان قد عُرِف عن المرض العضوي، أنّ فيه قُربة من المولى عز وجل، وسببٌ لرفعةٍ في درجة العبد واختيارٌ من المولى له دون غيره، وابتلاء، فهل يخرج المرض النفسي من هذا؟! وفي الوقت الذي يُقرّر الطبّ حقيقةً عِلميَّة فإنه مُطالَب بإثباتها بالتجربة أو بالبحث العلمي المعروفة أدواته، في حين يصدّق المجتمع -في الغالب- المعلومات الواردة في خطبة وعظية أو محاضرة، دون استناد إلى دليل علمي ثابت، كون المتكلم يتكلم في أمر من أمور الدين المرتبطة بعلاقة العبد بالله
الأربعاء / 28 / ربيع الأول / 1435 هـ - 16:00 - الأربعاء 29 يناير 2014 16:00
إذا كان قد عُرِف عن المرض العضوي، أنّ فيه قُربة من المولى عز وجل، وسببٌ لرفعةٍ في درجة العبد واختيارٌ من المولى له دون غيره، وابتلاء، فهل يخرج المرض النفسي من هذا؟! وفي الوقت الذي يُقرّر الطبّ حقيقةً عِلميَّة فإنه مُطالَب بإثباتها بالتجربة أو بالبحث العلمي المعروفة أدواته، في حين يصدّق المجتمع -في الغالب- المعلومات الواردة في خطبة وعظية أو محاضرة، دون استناد إلى دليل علمي ثابت، كون المتكلم يتكلم في أمر من أمور الدين المرتبطة بعلاقة العبد بالله يرى كثيرون أنّ أول أسباب المرض النفسي: البعد عن الله وضعف الإيمان والتوكّل، ومع أنّ هذا عامل مؤثر، إلا أنّ النفس بطبيعتها التي خلقها الله عليها، أودِعَت طبائع إنسانية تتأثّر بالمحيط والبيئة، ولا يمكن الانفصال عنها بأيّ شكل من الأشكال، وتأتي من غير إرادة ومن ناحية أخرى، تؤكّد دراسات علميّة أنّ من أسباب الاكتئاب: عوامل فيزيولوجية، أو قصور في الغدة الدرقية، أو مشاكل هرمونية، وأسباب وراثية، فالأدوية التي تُصرَف لهذا المرض تعوّض هذا النقص، فيعود الإنسان لوضعه الطبيعي، ومن هنا فلا علاقة للأمر بمسألة الإيمان وضعفه من قوّته، وإنما المشكلة عضوية في أصلها، نفسيّة في ظاهرها الإنسان في حقيقته كائن معقّد، تمتزج فيه أخلاط وطبائع وأمزجة، ويتداخل فيه ما هو عضوي، بما هو نفسي، وفي هذا العصر (المـُعقّد) أيضا رغم وفرة كل الوسائل المعينة على التسهيل يتزايد غموض الحالات النفسية وصعوبة حلّها، إذْ كلٌ منشغل بهمّه عن الآخر، فمن الصعوبة بمكان أن يُعزى الأمر على أنه فقط بُعد عن الله، فلِمَ لا يكون قربا منه أيضا؟حين يقرأ الإنسان السليم: (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء) فهو بالكاد يعي مضمونها ويستشعره، أما المريض النفسي، فهو بعيد عن نفسه قبل أن يكون بعيدا عن الله، ويكفيه ما هو فيه