يا زمزم: مويتك (مو) عنبر!!

قلنا: إن بضاعة الحجازيين من الشعر مزجاة، تضطر أن تعصر كثيراً من الليمون لتذوقها! وقد شهد شاهدٌ من أهلها هو العملاق/ «عزيز ضياء»؛ فقال في «المؤتمر الأول للأدباء السعوديين»، الذي عقد في مكة (1974م): «ليس لدينا شعرٌ يستحق الدراسة»!! وهو يعني شعراء اللغة الفصحى فما بالك بشعراء اللغة المحكية؟ إنهم لم يرتقوا ولو قليلاً عن المستوى الشعبي الساذج البسيط؛ رغم أنهم قد يعملون بروح (الورشة الفنية)، كما في بعض ألحان (فوزي محسون)، وكلمات (ثريا قابل) و(صالح جلال)!

قلنا: إن بضاعة الحجازيين من الشعر مزجاة، تضطر أن تعصر كثيراً من الليمون لتذوقها! وقد شهد شاهدٌ من أهلها هو العملاق/ «عزيز ضياء»؛ فقال في «المؤتمر الأول للأدباء السعوديين»، الذي عقد في مكة (1974م): «ليس لدينا شعرٌ يستحق الدراسة»!! وهو يعني شعراء اللغة الفصحى فما بالك بشعراء اللغة المحكية؟ إنهم لم يرتقوا ولو قليلاً عن المستوى الشعبي الساذج البسيط؛ رغم أنهم قد يعملون بروح (الورشة الفنية)، كما في بعض ألحان (فوزي محسون)، وكلمات (ثريا قابل) و(صالح جلال)! وفي ظل غياب المعاهد الفنية المتخصصة: ما زال هذا المستوى (البلدي) يجرُّ الطرب الحجازي إلى الوراء! وكانت الأفراح هي المطبخ و(المقَلَّط) له، أما اليوم فإن مدرجات الجماهير الرياضية هي مصدره، لا سيما جماهير نادي «الاتحاد»، عميد الأندية السعودية، الذي يحلو لمشجعيه تسميته بـ (نادي الشعب)!! ومن أشهر الألحان التي طفت على السطح مؤخراً، وكاد يكون النشيد «الرسمي» لمهرجان (جدة القديمة): «يا زمزم مويتك عنبر»! وهو سرقةٌ في البلد الحرام، في الشهر الحرام، للحن «السنباطي الكلثومي» في فيلم (دنانير): (ياليلة العيد)، وتحديداً مقطع: (يا دِجلة مَيِّتَك عنبر/ وزرعك في الغيطان نوَّر)! وتحوير الكلمات (وهي للشاعر العظيم/ أحمد رامي) يكشف عن أن ضعف (شعبنا) لم يقتصر على الإبداع فقط؛ بل وتعدَّاه إلى التلقي المُشَوَّه أيضاً! فناهيك أن تكون (عنبراً): من أين تأتي (زمزم) بالنور؟ وعلى (الحرم) ياهوووه؟ يا خوفي أن تصدق شركة (الكرهب)؛ فتطالب بتسديد فواتير (كبار الشخصيات) من أيام (عبدالمطلب)!! أما (نوَّر) التي لطشها الذوق الشعبي من (فم القدر)، فهي ليست من (أنار ينيرُ فهو منيرٌ وهي منيرةٌ)؛ بل من (أَنْورَ: أي تفتح الزهر فهو مُنْوِرٌ وهي مُنْوِرة)، ومنه العبارة الترحيبية الشهيرة: «أسفرت (أشرقت الشمس)، وأنورت: أزهرت الأرض بالنَّوَّار فهي «نورة»: أشهر وأحلى وأغلى الأسماء السعودية يا للعجب!! وعُد مرةً أخرى للأصل «المصراوي»؛ لتعرف الفرق بين (كاميرا ساهر) الشعبوية (العمياء)، وكاميرا (أحمد رامي) الذكية الدقيقة، (المتنوِّرة) بالعلم والخبرة؛ حيث درس اللغة الفارسية في «باريس» (5) سنوات؛ ليترجم «رباعيات الخيام» فقط!!