أمر الله من سعة!
قبل أن تبتعد الكلمة التي تنطقها كثيراً تتلقفك ماكينات التصنيف الرهيبة التي لا تكل ولا تمل ولا تتوقف عن تصنيف الكائنات البشرية بناء على مواقفها والآراء التي تتبناها. لا يمكن أن يُقبل منك رأي على أنه رأي حر لاعلاقة له بفئة ولا جماعة ولا تيار، لن يصدقك أحد أو فلنقل أن من سيصدقك سيكونون قلة لا يعتد بها إن قلت إنك تدافع عن مبدأ لا عن أشخاص، وأنه لا يهمك من يتبنى رأيك، ومن يعارضه ..
الخميس / 15 / ذو الحجة / 1435 هـ - 18:30 - الخميس 9 أكتوبر 2014 18:30
قبل أن تبتعد الكلمة التي تنطقها كثيراً تتلقفك ماكينات التصنيف الرهيبة التي لا تكل ولا تمل ولا تتوقف عن تصنيف الكائنات البشرية بناء على مواقفها والآراء التي تتبناها. لا يمكن أن يُقبل منك رأي على أنه رأي حر لاعلاقة له بفئة ولا جماعة ولا تيار، لن يصدقك أحد أو فلنقل أن من سيصدقك سيكونون قلة لا يعتد بها إن قلت إنك تدافع عن مبدأ لا عن أشخاص، وأنه لا يهمك من يتبنى رأيك، ومن يعارضه ..
الغول والعنقاء والخل الوفي أشياء تبدو سهلة المنال وأقرب للحدوث من أن يتقبل الناس رأيك دون أن يربط بأشخاص ومواقف وانتماءات لم تدر في خلدك حين تهورت وقلت كلماتك الحمقاء التي تدعوها رأياً.. ولذلك ومن منطلق المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقي كأحد الداجين في الأرض أعلن عن قيام «التيار المنسعاوي»، الذي يضم كل الذين يقولون آراء دون أن ترتبط بانتماءات، ودون أن يكون دافعها محبة أشخاص أو كراهيتهم، وهو تيار كما هو واضح من اسمه يستمد قوته من المقولة الشعبية العظيمة «أمر الله من سعة». قل ما تؤمن به وامض في سبيلك غير مهتم بمن صنفك ليبراليا في الصباح وسلفياً في الظهر ، ومن الإخوان الشيوعيين بعد المغرب، ارم كل التصنيفات وراء ظهرك، وتجاهل الأصوات العالية وستعتاد عليها إلى درجة أنك إن أصبحت منسعاوياً أصيلاً فلن تسمعها مهما ارتفعت، ولن تخيفك آلة التصنيف مهما كانت قوتها. ثم أما بعد: أمر الله من سعة!