مساجد مكة كلها حرم وتدخل في الأجر المضاعف
أكد متخصصون في العلوم الشرعية أن لفظ المسجد الحرام يعم سائر حد الحرم الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأجر المضاعف الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله «وصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة» يشمل المساجد الداخلة في حد الحرم، مستندين إلى عدد من الأدلة من الكتاب والسنة
الثلاثاء / 13 / ذو الحجة / 1435 هـ - 19:15 - الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 19:15
أكد متخصصون في العلوم الشرعية أن لفظ المسجد الحرام يعم سائر حد الحرم الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأجر المضاعف الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله «وصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة» يشمل المساجد الداخلة في حد الحرم، مستندين إلى عدد من الأدلة من الكتاب والسنة. جاء ذلك في الوقت الذي يحرص فيه كثير من زوار مكة المكرمة من قاصدي الحج والعمرة إضافة إلى أهل مكة على الصلاة في الحرم طلبا للأجر.
- المسألة فيها خلاف بين العلماء على قولين: الأول أن الفضل يخص المسجد الحرام على وجه الدقة ولا يشمل حدود الحرم، واستدل أصحاب هذا القول بحديث ميمونة، لذلك حصر العلماء مضاعفة الأجر على المسجد الحرام دون ما سواه من حدود الحرم ومن أشهر من أخذ بهذا الرأي الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.أما القول الثاني فقد ذهب إليه جمهور العلماء أن المضاعفة يدخل فيها كل ما هو داخل حد الحرم داعمين رأيهم بعموم الأدلة كقول الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فعمم المكان بالمسجد الحرام، ولم يخص القول بمسجد الكعبة، والدليل الآخر الذي استند عليه أصحاب القول الثاني قوله تعالى (يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) فجاءت الآية الكريمة بالنهي المعمم، بمعنى ليس المقصود لا يدخلون الكعبة ومكة يدخلونها، وإنما جاء المنع من دخول مكة كلها فهي محرمة على غير المسلمين، وهذا ما تعمل به حكومتنا الرشيدة.كما أن الجمهور يرون أن الأميال الداخلة في حد الحرم يضاعف فيها الأجر.والقول الثاني هو الأقرب إلى الصحة لعدد من المبررات.
- أن رأى الجمهور دلت عليه عموم الأدلة.
- نأمل من الله ذي الفضل الواسع مضاعفة الأجر في عموم المساجد.
- أنه أفسح للناس فلو كان غير ذلك لوجدت الكثير من الزحام والمشاحنات وبخاصة أوقات المواسم.
- أن هذا القول أقرب إلى مقاصد الشريعة وقواعدها.
الدكتور خالد البابطين -عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
- مكة كلها حرم وهذا ما ذهب إليه العلماء، وأقوال بعض الصحابة كعبدالله بن عمر وكذلك بعض التابعين أن مكة كلها حرم والصلاة في أي جزء منها داخل في حد الحرم، وهناك ميزة انفرد بها الحرم عن غيره من المساجد المكية وهي وجود الكعبة المشرفة والطواف وزمزم وهذه ميزة خص الله سبحانه وتعالى بها المسجد الحرام.كما أن هناك قولا مشهورا لعبدالله بن مسعود رضى الله عنه أنه لو اتصل البنيان من الحرم إلى صنعاء لكان الأجر 100 ألف صلاة.وحدود الحرم قد حددها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وهي موجودة كما وضعها حتى الآن.
مصعب الحجاجي - مدير الأوقاف والمساجد بمكة المكرمة
- جميع القادمين إلى مكة وسكانها يبحثون عن الأجر وعلينا أولا أن نبحث في المقصود بالمسجد الحرام في النصوص التي ورد فيها حيث يقول الله تعالى (يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) فالمقصود بالمسجد الحرام هنا عموم حد الحرم فلا يسمح للكافر أن يدخل حد الحرم لعموم الآية السابقة.وقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) فالمعروف عند أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من بيت أم هاني وهذا دليل آخر يبين أن المقصود بالمسجد الحرم عامة الحد.وقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة) كل المساجد الداخلة في الحد تدخل في الأجر إضافة إلى بقية الصلوات التي تقام في المنازل مثل النوافل فإنها تدخل في الفضل بإذن الله.وهذا ما فهمه عبدالله بن عمر رضى الله عنه فقد كان له بيت خارج الحد، فإذا صلى دخل حد الحرم.
الدكتور محمد السهلي - مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
- تحدث العلماء والفقهاء عن الأجر المضاعف حيث ذكروا أن حدود مكة شاملة والمساجد التي فيها تدخل ضمن الأجر المضاعف مستدلين بقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) فالعلماء أشاروا إلى أن المنع الموجود في الآية ليس مختصا بمسجد الكعبة فقط، وإنما يعم حدود مكة المكرمة.إضافة إلى أنه كلما زاد المصلون وتوسع المسجد الحرام تدخل أجزاء جديدة وأراض في التوسعة لتكون ضمن حدود مسجد الكعبة وهذا أيضا دليل على أن مكة كلها حرم والأجر فيها مضاعف.
الدكتور أحمد البناني -أستاذ العقيدة وأصول الدين بجامعة أم القرى.