شارع المندي مؤشر البورصة الغذائية في جدة
كما يعد شارع وول ستريت الأهم للأوراق المالية في نيويورك، ويقاس من خلاله مؤشر بورصة السوق، يعدّ شارع المندي (جنوب جدة) مؤشرا للبورصة الغذائية لسكان المدينة، إذ يزدحم بمرتاديه بعد استلام الموظفين رواتبهم وفي مواسم الكسب المادي
الاثنين / 12 / ذو الحجة / 1435 هـ - 21:00 - الاثنين 6 أكتوبر 2014 21:00
كما يعد شارع وول ستريت الأهم للأوراق المالية في نيويورك، ويقاس من خلاله مؤشر بورصة السوق، يعدّ شارع المندي (جنوب جدة) مؤشرا للبورصة الغذائية لسكان المدينة، إذ يزدحم بمرتاديه بعد استلام الموظفين رواتبهم وفي مواسم الكسب المادي.
القلب التاريخي
وتشهد تلك الفترات ازدحاما غير عادي أمام المطابخ التي تشتهر بطبخ (المندي)، كما تشهد حركة المركبات ازدحاما شديدا، بينما تقل أواسط الشهور، ويعد الشارع القلب التاريخي لقاصدي الأكل الشعبي، إذ تتراص على جانبيه عشرات المطابخ التي تعود شهرتها إلى عشرات السنين، ويوصف بأنه المكان الأفضل لولائم الضيوف والمناسبات الكبيرة.
نقطة تجمع
ويعد الشارع المحطة الأولى لقاصدي مكة المكرمة للتزود بالطعام، كما استمد تسميته من أحد أشهر الأكلات السعودية والحضرمية التي تباع فيه، وهو بمثابة نقطة تجمع وجذب للـ (جائعين)، ومكان لذبح الأضاحي في عيد الأضحى. شهرة الشارع لم تستمد من المطاعم فقط، فكثير من شوارع العالم تنتشر فيها المطاعم، بيد أن الغريب في الأمر أنك تمر بشارع تتراص على جانبيه عشرات المطابخ تبيع ذات الطعام بنفس طريقة الطبخ، ومع ذلك تجد جميع المطاعم تعمل بنفس الطريقة وفي وقت واحد، تفتتح أبوابها مرتين في اليوم من بعد صلاة الظهر وحتى ينادى لصلاة العصر، ومن بعد صلاة العشاء حتى الـ11 ليلا، بينما تحرص على تقديم وجباتها على الأرض بطريقة الأكل الشعبية.
قرار التحويل
يقول علي باوزير (أحد أقدم سكان الحي القريب من الشارع) لـ «مكة» إنه كان في البداية محطة استراحة للمسافرين إلى مكة المكرمة، كون المطعم يطل على طريق مكة القديم، وكان به مطعم واحد يجتمع عنده كل سائقي التكاسي الصفراء قديما. وأشار باوزير إلى أن المطعم في السابق لم يكن يبيع المندي كما هو حال معظم المحال الآن، إذ كان يبيع المرق والعصيد، مبينا أن المطعم باق حتى وقتنا الحالي، لكنه تغير بعد اشتراطات البلدية، وتوالت بعد ذلك المطاعم حتى قاربت الـ 50 مطعما. وأفاد أن المحال كانت تسمى في السابق بـ (المطابخ)، إلا أن قرار الأمانة قبل سبعة أعوام بإغلاق المطابخ وتحويلها إلى مطاعم واشتراط بنائها بشكل مسلح أغلق العديد منها، وبقيت بعض المطاعم تصارع الزمن وتنافس المطاعم الشهيرة.
طبخ بالخشب
وعن أشهر الأكلات التي تباع في تلك المطاعم، أوضح عوض الشبواني (أحد طباخي شارع المندي) لـ «مكة» أن معظم المطابخ تبيع المندي والمضغوط والمظبي ليلا، وتقوم يوميا بإعداد وجبات الأفراح للمناسبات، كما تتميز المطاعم بأنها تطبخ أكلاتها على الطريقة القديمة بواسطة الخشب والفحم الذي يعطي نكهة خاصة لها، فيما أكد هيثم القثمي (أحد العاملين في أقدم المطاعم بالشارع) أنه استمد خبرة العمل من والده الذي عمل في المطبخ لأكثر من 50 عاما، إذ يحرص المطعم على تقديم وجبة المندي بنوعيه اللحم والدجاج معا، إضافة إلى بيع اللحوم النيئة.