بذاءة صحافتنا الرياضية: أين موقف الوزير

لم يخرج الإعلام الرياضي وصحافته السعودية من رحم مدارس صحافية إعلامية مخضرمة تتباهى بشهادات أكاديمية دولية معتمدة في التسويق الرياضي والإعلام

لم يخرج الإعلام الرياضي وصحافته السعودية من رحم مدارس صحافية إعلامية مخضرمة تتباهى بشهادات أكاديمية دولية معتمدة في التسويق الرياضي والإعلام. في أقل الظروف، لم تتمرن كتائب المنتمين للصحافة الرياضية في مقار الجامعات والمعاهد ومراكز الإعلام الدولية المعنية بتقديم دورات متخصصة، كما لم تستقطب الكفاءات السعودية والأجنبية المتناثرة في الوكالات الإعلامية الدولية للعمل من أجل رفع مستوى هذا المجال المهم. من الطبيعي تبعا لذلك أن يخزينا عنوان نشرته إحدى الصحف: «الهلال فتح زين»! المعذرة! ولكن هذا ينمط فكرة أن صحافتنا الرياضية توليفة تسند إليهم دفة قيادة الرأي الرياضي! استنادا إلى انعكاس مستوى الفكر على الثقافة! العنوان لا يتطلب بلاغيين لتأويل المقصد، فالدارج الشعبي في لغة العنوان يرسم في ذهن القارئ صورة (....) الخادشة للحياء! ما حدا برئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن يصرح باستيائه الشديد ممزوجا بامتعاض مؤلم بأنه لا يحمل أي نية لتقديم شكوى لعدم وجود جدوى من ذلك!. الأسبوع الماضي تأهل فريق الهلال السعودي لكأس آسيا حاملا آمال التتويج للمرة السابعة، ولأن تأهل الفريق سيمثل السعودية، فإن ذوي الميول الأخرى أول من بادر بالتهنئة. الروح الوطنية التي يحملها كل سعودي ستتجه لتشجيع الهلال، ليس لأنه الخصم، بل لأنه «الوطن». لم تكمل الفرحة! فقد أخزتنا صحيفة أخرى بعنوان «باقي خطوة على الكأس وتقهر بعض الناس يالزعيم لاهان قدرك العالمية تنتظرك»! هذا العنوان يساهم بشطر وحدة الصف الوطني «رياضيا»، مثله مثل خطابات تقسيم وحدة الصف الوطنية على الأساس الثقافي والمذهبي وإدخال تهم التخوين فيها!تساءلت مع مغرد ما إذا كان للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد يد ضاربة على هذه المهازل التي لا تناسب ذوقنا كجيل متعلم! هذه المهازل لا ترتقي إلى جماهير رياضية ولا تحترم القيم الاجتماعية، الجماهير سيدات ورجال أعمال وأدباء ومثقفون وأكاديميون وخريجو جامعات وطلبة مدارس ومقيمون. إن لم يكن من صلاحيات الرئيس العام سن أنظمة تطهر الإعلام الرياضي، فهل يمكنه «الإيعاز» لوزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بما من شأنه تصحيح مسار الإعلام الرياضي السعودي؟تعول على رعاية الشباب آمال لدعم دراسات علمية أكاديمية تبحث ظواهر التعصب الرياضي، والتنمية الاجتماعية التي تسهم فيها الرياضة والمردود الاقتصادي الوطني وتوظيف الأيدي العاملة وغير ذلك، ونرتقب ارتقاء إعلامنا الرياضي إلى أن ترعى رعاية الشباب مواطناتنا «الشابات»!