ميركاتو عصب الاقتصاد الإثيوبي الخفي
ميركاتو..سوق إثيوبي حيوي تم تأسيسه إبان الغزو الإيطالي للبلاد ويقع في قلب العاصمة أديس أبابا، وهو من أكبر الأسواق الأفريقية الحالية وتغطي بضائعه إثيوبيا وعددا من الدول المجاورة كجيبوتي والصومال.
الاحد / 11 / ذو الحجة / 1435 هـ - 18:45 - الاحد 5 أكتوبر 2014 18:45
ميركاتو..سوق إثيوبي حيوي تم تأسيسه إبان الغزو الإيطالي للبلاد ويقع في قلب العاصمة أديس أبابا، وهو من أكبر الأسواق الأفريقية الحالية وتغطي بضائعه إثيوبيا وعددا من الدول المجاورة كجيبوتي والصومال. ويقع السوق، الذي يحمل تسمية إيطالية، على مساحة كبيرة في وسط أديس أبابا القديمة ويعد مدينة قائمة بذاتها ويضم مناطق وأحياء سكنية ومرافق متعددة منها مواقف للحافلات المتجهة لـ”جو برندا”، أي سوق الملح أو برندة الملح و”بربري برندا” برندة الشطة و”قودا برندا” أي برندة الجود، وجميعها أماكن لبيع السلع بالإضافة إلى “قوجام برندا”، وهي مدينة في شمال البلاد تقصدها شاحنات السوق وبضائعه. ويشتهر بمسميات متعددة وتاريخية أهمها منطقة “هبتي جورقس دلدي”، وتعني جسر هبتي جورقس الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الإمبراطور منليك، وكان لديه قصر بهذه المنطقة منح لأول سفارة أمريكية بالبلاد وسميت المنطقة بـ”أمريكان قيبي”، وتقع بوسط ميركاتو والمبنى أصبح الآن مقرا لمدرسة الجالية اليمنية وهو أقدم موقع أثري في السوق. بضاعة ميركاتو المتنوعة، سواء أكانت جديدة أم مستعملة والمستوردة من مختلف دول العالم تغطي كافة احتياجات مرتاديه اليومية، من أجهزة إلكترونية وسيارات وأغذية وغيرها، ويدخل السوق بضائع بملايين الدولارات يتم توزيعها يوميا على كافة المدن والولايات والمناطق المجاورة للبلاد. ويضم السوق بين جنباته مقار العديد من الشركات إلى جانب 50 فرعا للبنوك الإثيوبية والمراكز الدينية وأهمها مسجد الأنور العتيق أكبر مساجد البلاد ويحتوي على العديد من المكتبات والمعاهد، إضافة لمسجد النور ومدارس أبادر الأساسية والأولية الابتدائية والجالية اليمنية وأبوبكر الصديق لتحفيظ القرآن ومكتبتي الأقصى الدينية والنجاشي ومركز الهدي الإسلامي. وتسمع بالقرب من المسجد الأنور أصوات الأناشيد الدينية التي تسمى محليا بـ”المنظومة” مختلطة بأصوات مزامير الكنائس المجاورة للمنطقة. ويفتح ميركاتو أبوابه طوال الأسبوع حتى في الأعياد، وبه كل ما يحتاجه الشخص والتاجر من مستلزمات جديدة ومستعملة وعلى قدر أموالك تجد ما جئت تبحث عنه في السوق الذي يشكل مصدر رزق للعديد من العمال وفيه تجد الفقير والغني والباعة المتجولين ورجال الأعمال أيضا. وتوجد به أسواق للأشياء المستعملة كالأواني والأثاث والخردة وكل شيء لا يخطر لك على بال تجده في ميركاتو، إلى جانب مواقع بيع الأطعمة للفئات الفقيرة بأقل الأثمان، وهنالك مواقع لبيع الأواني الغارقة من علب الصفيح والحديد وزجاجات المياه المعدنية والأشياء البلاستيكية التي تباع كخام يعاد تصنيعه. الحمالون من طرائف ميركاتو كذلك بيع الأطعمة بأقل كمية قد تتخيلها كالبيع بقبضة اليد، وهنالك مرشدون للمشتري للمواقع ويتلقى أجرا مقابل ذلك، وتجد من يقوم بتوصيلك لموقع محدد داخل السوق نظرا لكبر مساحته وازدحامه ويطالبك بأجر مقابل الوصف، وفي السوق أيضا باعة متجولون قد يبيعونك أشياء مضروبة. دائما ما يضرب الإثيوبيون الأمثال بالسوق ويقولون “أعمل في ميركاتو بدلا من هذه الوظيفة”، “ميركاتو ولا الغربة”، “لو عملت في ميركاتو لكسبت أكثر”، “هذه البضاعة مصنعة في ميركاتو”.