تفاعل

هشاشة نظام الملالي وثورته البائسة

عبدالله العولقي
ما يحدث في إيران الآن هو اقتناع الشباب الإيراني بهشاشة النظام الملالي القابع فوق ظهورهم لأربعة عقود من الزمان، دون أن يروا أي حلم يتحقق أمام أعينهم سوى أكوام من الفشل المتراكم في الإطار الداخلي للخارطة الإيرانية، وتسرب مالي ضخم من خزائنهم وأموالهم لمرتزقة في الخارج يسرقونهم ولا يحققون لهم أي جدوى من هذا الاسترزاق.

إن فشل المظاهرات المضادة التي نظمها ملالي طهران ضد الشباب الثائر عليهم لها دلالة قوية على صلابة الموقف الشعبي ضد حكومته الهشة وثورتها البائسة التي جلبت لها الأعداء من كل حدب وصوب حتى أصبح الصوت الملالي نشازا في أسماع العالم، مما دعا الأمم المتحدة رسميا إلى مخاطبتها بوجوب احترام حق التعبير وعدم تأجيج العنف ضد شعبها.

من حق الشعب الإيراني أن يغير النظام الكاتم لأنفاسه ويختار مستقبله بنفسه ويقف صامدا أمام التهور الملالي الذي يسرف ويسرق من خيراته للخارج، ومن حقه أن يعيش حياة كريمة ورغيدة في الداخل، ومن حقه أن يتعايش الحياة المطمئنة المستقرة مع جيرانه العرب الذين يشاركونه الرقعة الجغرافية في الشرق الأوسط ويتقاسمون معه المياه والنفط في الخليج العربي، وأن تتحول هذه العلاقات معه إلى علاقات تشاركية وتكاملية تعود على الشعبين بالخير والنماء بدلا من الصدام والمواجهة التي أحدثتها ثورته البائسة.

لقد صور نظام الملالي ثورته وحكمه أمام الشعب الإيراني أنه قوة إقليمية ضاربة، وأن لديه ترسانة عسكرية تؤهله للرقم واحد في المنطقة بينما حقيقة هذه العسكرة مجموعة من الميليشيات المرتزقة المعبأة بالمعدات البدائية والمتهالكة من بقايا السلاح الروسي والكوري الشمالي، ولذا تجد الملاليين يخشون دوما المواجهة المباشرة ويلجؤون إلى المرتزقة الخونة لأوطانهم كحزب اللات والحوثيين وفيلق بدر لخوض حروبهم بالوكالة عنهم!

لقد وعي الشعب الإيراني أكاذيب إعلام الملالي وترويجاته المستمرة باختلاقه الأعداء في الخارج وتضخيمه لخطورتهم على الأمن القومي للبلاد وبثه الرعب والقلق الدائم وأن عليهم الالتفاف معه ضد هؤلاء الأعداء لصالح تغطيته المكثفة على فشله التنموي في الداخل وعجزه عن مشاكل الفقر والبطالة والأمية بين فئات الشعب الإيراني، لقد وعوا كل هذه الأكاذيب الملفقة وها هم اليوم يخرجون لتغيير هذا النظام البائس وإنهائه إلى الأبد.

لقد سعى الحرس الجمهوري منذ إنشائه إلى السيطرة على الاقتصاد الإيراني برمته، وذلك لتمويل وتأمين النظام في الداخل وقمع أي محاولة تغيير بين الشعب وأيضا لتمويل حروبه العبثية في الخارج عن طريق مرتزقته المزروعين خيانة في أوطانهم، ولذا تجد الجناح الاقتصادي للحرس الجمهوري ويسمى (مقر خاتم الأنبياء) يسيطر على كل مشاريع المقاولات للحكومة، وهو المقاول الوحيد ويمتلك أسهما كبيرة وضخمة في البنوك والشركات العالمية ولديه أرصدة بالمليارات الدولارية تغذي كل أنشطته الفاشلة، وأعني بالفاشلة أن كل هذه المليارات للناظر بعين الإنصاف لم تحقق الأهداف المنشودة لهم في الخارج وها هي اليوم تدفع فاتورة التهور بفشل داخلي من نتائجه خروج الآلاف المطالبين برحيله.

لقد أدرك الشباب الإيراني وهو يقرأ ويسمع في وسائل الإعلام عن أقرانه في الدول الأخرى وهم يصنعون مستقبلهم برؤاهم الوطنية ويعيشون أسمى رغد العيش ولديهم الطموح والرغبة أن ينتقلوا بأوطانهم إلى مصاف الدول المتقدمة، كما أن الضجر يصيب أكباده وهو يرى ميزانيات بلاده الضخمة تصرف خارج الإطار الوطني لمرتزقة يستنزفون خيراته، لقد أدركوا أخيرا أن الوقت قد حان لتغيير هذا النظام الهش وثورته البائسة.