مسجد الخيف أحد أهم الأماكن المقدسة ويحظى بأهمية خاصة خلال أيام التشريق، وروي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه صلى فيه 70 نبيا منهم موسى عليه السلام، ويقع في قلب مشعر منى مجاورا لمنشأة الجمرات ونقطة بدايتها، ويعد أكبر مسجد في منى وثاني أكبر المساجد في المشاعر، وأحد المساجد التاريخية في الإسلام، حيث وضع النبي صلى الله عليه وسلم أحجارا ليعرف به موقع المسجد فيما بعد، ولكي يصلي فيها حجاج البيت الحرام على مر القرون الماضية واكتسب أهمية عندما خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

توسعات المسجد

أوضح الباحث التاريخي الدكتور محمد الحارثي أن الخيف تعني الموضع المرتفع عن الأرض، والمسجد يقع على خيف جبل الصابح وبني في العصر النبوي، وأعيد إعمار مسجد الخيف وتوسعته حتى أصبح أضعاف مساحته السابقة في العهد السعودي، وكان ذلك على مرحلتين، الأولى في 1393، وحاولت الاحتفاظ بملامح المسجد التاريخية، وأبرزها الفضاء الواسع المتمثل في صحونه حتى يضم أكبر عدد من المصلين، وفي الثانية وصلت مساحة المسجد بعد التوسعة السعودية الثانية في 1402 إلى 25 ألف متر مربع بسعة 45 ألف مصل تقريبا، وكلفة 35 مليون ريال. كما تم إنشاء مجمع لدورات المياه للمسجد للرجال والنساء غير ملاصقة للمسجد، حيث تقع في الجهة الجنوبية منه، وتم إضاءة المسجد بواسطة كشافات، وألحق بالمسجد مبنى لمبرة الملك عبدالعزيز رحمه الله لتوزيع الطعام والشراب على فقراء الحجاج طيلة أيام مكوث الحجاج بمنى.

أخطاء شائعة

من الأخطاء واعتقادات الحجاج الشائعة التي رصدت من بعض البعثات أنه إذا لم يصل الحاج بمسجد الخيف لا تقبل حجته، وحول تلك الأخطاء قال الدكتور في العقيدة والفرق والمذاهب أحمد بناني إن مسجد الخيف يعد من ضمن المساجد الموجودة في مشعر منى، وتقصر فيه الصلاة يوم الثامن والعيد وأيام التشريق في وقتها، كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس خاصة لمسجد الخيف، وتقوم مراكز التوعية الإسلامية بالدعوة في أماكن تجمع الحجاج، سواء في المواقيت أو مداخل مكة أو داخل المشاعر المقدسة، وأي تصرف أو خطأ يتم النصح وتبيين النسك السليم الذي أخذناه من خاتم النبيين، وتقوم المراكز بتوعية الحجاج بواسطة المنشورات المترجمة إلى جميع اللغات وإقامة المحاضرات والندوات والإجابة عن الأسئلة التي تردهم من حجاج بيت الله.