خبراء يقترحون حلولا تطويرية في المشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية
بينما لا يرى نائب رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة المهندس خالد فدا، أن ضيق المساحة في مشعر منى عائق أمام التطوير، وأنه بإمكانهم التعامل مع ذلك بعدة طرق، أشار وكيل التطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور فاضل عثمان إلى أن المشاعر المقدسة وبخاصة مشعر منى هي المحدد الرئيس للطاقة الاستيعابية وجودة الخدمة.
الأربعاء / 7 / ذو الحجة / 1435 هـ - 19:00 - الأربعاء 1 أكتوبر 2014 19:00
بينما لا يرى نائب رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة المهندس خالد فدا، أن ضيق المساحة في مشعر منى عائق أمام التطوير، وأنه بإمكانهم التعامل مع ذلك بعدة طرق، أشار وكيل التطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور فاضل عثمان إلى أن المشاعر المقدسة وبخاصة مشعر منى هي المحدد الرئيس للطاقة الاستيعابية وجودة الخدمة. من جهته قال نائب رئيس لجنة المكاتب الهندسية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة المهندس محمد برهان سيف الدين، إنه ينبغي إعادة النظر في استغلال الأجزاء المنبسطة في المشعر وتحويلها إلى مبان لرفع الطاقة الاستيعابية للحجاج، بدلا من سفوح الجبال التي تبين أن أغلبها يقدر ميله بأكثر من %40 الأمر الذي سيزيد من الكلفة.
إعداد دراسة خطة تطوير شاملة
ما زلنا في إعداد دراسة خطة تطوير شاملة للمشاعر من خلال تداول الأفكار، ولذلك شكلت لجنة مكونة من تسع جهات لمراجعة المخطط الشامل فقط. وبالنسبة لنا في الهيئة لا نعتبر ضيق المساحة في مشعر منى عائقا وحاجزا أمام التطوير، ونستطيع أن نتعامل معه بأي شكل من الأشكال، كما نسعى من خلال تطوير المشاعر إلى مواكبة المشاريع التطويرية في المسجدين الحرام والنبوي والتي تهدف في النهاية إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج، ولو نظرنا من خلال السنوات الماضية إلى أعداد الحجاج ولو بشكل تقريبي لوجدناه يصل في بعض الأحيان إلى نحو مليونين ونصف المليون حاج، ونحن من خلال المشاريع نريد زيادة هذا الرقم. إن أي دراسة تعمل في تطوير المشاعر لا بد أن تعرض على اللجان لتقييمها ثم إقرارها أولا، والهيئة العامة لتطوير مكة والمشاعر تعمل بشكل مستمر في دراسة خطة للمشاعر تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وتقديم خدمات راقية لضيوف الرحمن.
خالد فدا نائب رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة
الاستفادة من سفوح الجبال
المشاريع الخاصة بالمشاعر المقدسة وتطويرها تشرف عليها جهات حكومية، وتحتاج جميعها إلى تكامل الجهود وتضافرها بما يؤدي إلى إنتاجية أفضل على أرض الواقع، كما أننا لا ننسى أن الجهات العاملة والمعنية بأمور الحج في كل المجالات تسعى في نهاية كل موسم إلى رصد السلبيات والإيجابيات التي مرت بها أثناء العمل بالموسم، ومن ثم تتم مناقشتها بتوضيح السلبيات وتلافيها أولا، ثم السعي إلى تطوير الإيجابيات. وهناك مشكلة يعاني منها كثير من الحجاج وخاصة في مشعر منى تتمثل في الوصول إلى القطارات بحيث لا توجد مسارات خاصة للدخول والخروج من القطار، بحيث الذي يكون في أقصى منى لا يستطيع الوصول إلى المحطة إلا بعد أن يشق طريقه وسط كثير من زحام السيارات والمارة، وللأسف هذا المطلب لم يتحقق إلى الآن، ولم يستحدث خط بديل، فالمشاعر المقدسة محدودة المساحة خصوصا منى، وتمثل عقبة في وجه التطوير، لذلك التوجه الآن إلى سفوح الجبال للاستفادة منها وعمل مبان عليها. أحمد بايزيد رئيس لجنة المكاتب الهندسية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة
تهيئة المسطحات بمزدلفة
هناك توجه كامل للاستفادة من كل المساحة الموجودة في مشعر منى ومن هذه الجبال، إذ إن هناك مخططا تطويريا شاملا للمشاعر المقدسة يشارك فيه العديد من الجهات ذات العلاقة للنهوض بالمشاعر وتطويرها بشكل يتناسب مع العصر، ونعكف في الأمانة حاليا على صيانة الطرق والجسور وتعزيز الإنارة في كل المشاعر المقدسة؛ منى وعرفة ومزدلفة، كما انتهينا من المرحلة الأولى من تحسين طرق المشاة الرابطة بين المشاعر من جهة جبل الرحمة نزولا، حيث رصفنا الطريق بشكل جميل، وعملنا جلسات مناسبة للمشاة، ووضعنا عددا من البرادات على طول الطريق، إضافة إلى لوحات إرشادية، وكل ذلك بطرق مستحدثة وبشكل رائع. كما نعمل الآن في تهيئة المسطحات بمشعر مزدلفة لكي تكون مناسبة للحجاج عند نفورهم من مشعر عرفة إلى مزدلفة وكل هذه المشاريع من أجل تطوير المشاعر والظهور بالمظهر المناسب واللائق أمام الحجاج. عارف قاضي مدير المشاريع الموسمية بأمانة العاصمة المقدسة
إبعاد أماكن المبيت بمزدلفة عن دورات المياه
إذا تكلمنا عن المشاريع والتطوير في المشاعر المقدسة فإنني أتحدث من اعتبارين؛ الأول بحكم أنني مطوف وعايشت الحج منذ عشرات السنين، والثاني أنني أحد الفنيين الذين تشرفوا بالمساهمة في تطوير المشاعر المقدسة، فلذلك كل مشعر يحتاج إلى رؤية استراتيجية وتطوير يتواكب مع المستقبل واحتياجاته. ولو أخذنا مشعر عرفة باعتباره الأكبر في المشاعر فهناك عدد من المشاريع القائمة فيه كتصريف السيول وتحسين الطرق وبخاصة المشاة، إضافة إلى مربعات الإسكان ودورات المياه، كما أود التنويه إلى أن استخدام الخيام القطنية يعد من المخاطر الموجودة والقائمة على سلامة الحجاج في المشعر وقد أعطت الأمطار التي هطلت منذ سنوات مؤشرا بأن هذه الخيام غير مجدية. أما بالنسبة لتطوير مزدلفة فسيكون تطويره محدودا بسبب عدم إقامة الحجاج فيها إلا بضع ساعات من الليل، لذلك نجد تدنيا في مستوى الخدمات المقدمة من ناحية الأطعمة ودورات المياه ومربعات الاستراحات، وكلها تفتقر للتحديث والاهتمام أكثر لتقديم خدمات راقية للحجاج الذين نفروا من عرفة في عناء شديد ويحتاجون إلى أماكن مهيأة للراحة، كما أن المحسنين في مزدلفة يسببون العديد من السلبيات وذلك نظرا للطريقة البدائية المتبعة في توزيع الأطعمة، فهؤلاء لو وضعوا أسلاكا أو أحزمة من أجل الطابور لكان المنظر حضاريا أكثر من الوضع المتعارف عليه كل عام. ولاننسى مسجد المشعر الحرام بمزدلفة، حيث يحتاج إلى تهيئة وتوسيع لأنه من المواطن التي يستجاب فيها الدعاء، فلذلك أكثر ما يحتاج إلى التطوير والتحديث أماكن المبيت في مزدلفة، يجب أن تكون منظمة وبعيدة عن دورات المياه ولكل واحدة من هذه الأماكن مواقع مخصصة للنساء والعوائل، إضافة إلى دورات المياه الخاصة بكل مكان مبيت. أما مشعر منى فهناك عدد من الأمور، منها الإسكان والنظافة والإصحاح البيئي وحركة المرور، لذلك يجب أن توضع خطة شاملة متكاملة تتعاطى مع الثوابت الموجودة، فلا ننسى الطبيعة الطبوغرافية التي تتمتع بها المنطقة، إضافة الى الخيام المطورة التي خدمت عشرات السنين وأدت الغرض منها باحترافية عالية، ولكنها مع هذا ليست الحل النهائي، ويجب التفكير في بديل يزيد الطاقة الاستيعابية، لذلك من المهم إعادة النظر في إمكانية البناء في الأجزاء المنبسطة في مشعر منى مثل (الشعيبين والربوة) وذلك للاستغلال الأمثل للمساحة في منى، فيما أرى أن البناء على سفوح الجبال مكلف جدا، وأن الميل في أغلب الجبال يصل إلى نحو %40 والأفضل استغلال الأجزاء المنبسطة. محمد برهان نائب رئيس لجنة المكاتب الهندسية بالغرفة التجارية بمكة المكرمة
الاستفادة من البعد الزمني إن المشاعر المقدسة وبخاصة مشعر منى هي المحدد الرئيس للطاقة الاستيعابية للحج وجودة الخدمة، وطواف القدوم والإفاضة والوداع يمتد وقته لأيام، ومع اكتمال التوسعة، وبتطوير وسائل التفويج إلى المسجد الحرام ونظم النقل، يمكن الاستفادة من البعد الزمني لاستيعاب طواف ملايين كثيرة من الحجاج. وكذلك بالنسبة لمشعر الجمرات، حيث يستوعب نحو نصف مليون حاج في الساعة. وأسهمت مجموعة دراسات وتجارب المعهد وخبراته في هذا المجال في مشاركته الفعالة في تطوير تصميم منشأة الجمرات الحديثة مع الجهات المعنية، وبخاصة فيما يتعلق بمنع الافتراش وتوحيد اتجاه الحركة والتفويج وإدارة الحشود وتعدد المداخل والمخارج على عدة مستويات واتجاهات الحركة بمشعر منى واقتراح أبراج الطوارئ والخدمات للمنشأة.
فاضل عثمان وكيل التطوير بمعهد أبحاث الحج والعمرة
محاور تطوير المشاعر المقدسة وفق رؤية المعهد - الأخذ في الاعتبار جوانب مهمة، منها: الشرعية للمذاهب وتسهيل أداء المناسك، والبيئية، والإنسانية، والاقتصادية، وجوانب الأمن والسلامة. محور النقل
أثبت النقل الترددي أنه وسيلة فعالة لنقل الحجاج من الباب إلى الباب في كامل دورة المشاعر المقدسة بأدنى جهد مشي أو زمن انتظار على الحاج. حيث يبلغ متوسط زمن الانتقال من المخيم بعرفات إلى ساحة المبيت بمزدلفة 23 دقيقة. ومثلها تقريبا للانتقال من مزدلفة إلى منى. دون تعريض الحاج للتعب، حيث تخصص محطة حافلات أو أكثر لكل مخيم في كل مشعر. ومجالات التطوير لمنظومة النقل الترددية كثيرة ومتعددة. وتشمل تطوير شبكة الطرق وفقا للمخطط الشامل للمشاعر المقدسة 1419 هـ - 1425 هـ، والذي يستوعب نقل خمسة ملايين حاج باستخدام العدد المتوفر حاليا من الحافلات. وباستخدام أنظمة النقل الذكية والحافلات المتطورة ذات السعة العالية وغرف العمليات لإدارة الأسطول، يمكن زيادة الطاقة الاستيعابية والتوسع في النقل الترددي ليشمل كامل مساكن الحجاج بمكة المكرمة وصولا إلى المسجد الحرام وإلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة.
محور الخدمات
أثبتت دراسة متعمقة للمعهد أنه يمكن تطوير المخطط المذكور للنقل الترددي ليستوعب استخدام مقطورات وشاحنات للخدمات المتنقلة والتموين. وبذلك تتوفر للحجاج خدمات راقية بجميع أنواعها في كل مشعر، بجدوى اقتصادية تشجع القطاع الخاص على الاستثمار فيها، ومن ثم الإفادة منها بمكة في جميع المواسم، وفي المناطق السياحية بقية العام. وبينت محاكاة النظام بالحاسب الآلي استيعاب شبكة الطرق وفق المخطط الشامل لحركة تلك الخدمات المتنقلة قبل أو بعد ذروة انتقال الحجاج بالحافلات الترددية.
محور الإيواء
تمثل الطاقة الاستيعابية للإيواء بمنى عنصرا حاسما لتحديد الطاقة الاستيعابية للحج. فعلى الرغم من وجود نسبة من الحجاج لا ترى وجوب المبيت بمنى أو أنه يجزئهم للمبيت قضاء جزء من الليل، إلا أن النسبة الأكبر ترى وجوب المبيت بمنى مما يتطلب زيادة الطاقة الاستيعابية للإيواء بها. وتتمثل مجالات التطوير لرفع الطاقة الاستيعابية بمنى، في تطبيق نظام الخيام متعددة الأدوار بتقنية السقالات المعدنية، والتي طورها المعهد ونفذ مخيما تجريبيا لها، بحيث يمكن إنشاء مجمعات خيام من أربعة أدوار في بطن الوادي، ومجمعات متعددة الأداور على سفوح جبال منى. وحيث إنها قابلة للفك والتركيب فمن المأمول ألا يوجد محظور شرعي من استخدامها، حيث إنها ليست مباني دائمة. ولما تتميز به من مرونة عالية في إعادة التشكيل فإنها تتجاوب مع المتطلبات التصميمية من موسم لآخر. وقد بينت الحسابات الإنشائية أن تلك المجمعات يمكنها تحمل الأوزان المطلوبة، والرياح العاتية، باستخدام تقنيات تثبيت قوية مجربة في عالم البناء. كما أنها تستفيد من تقنيات التصنيع المتوفرة لإنتاجها بتكلفة مناسبة.
محور التشغيل والقوى العاملة
مجالات التطوير تشمل إيجاد البنية التحتية وفق المخطط الشامل، والتي ترفع كفاءة التشغيل وتقلل الحاجة إلى القوى العاملة. إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة ونظم المعلومات وتطبيقات الذكاء الصناعي وغرف العمليات الالكترونية وأنظمة الحجز ونحوها. بحيث يسهم التنظيم الدقيق في تعظيم الجدوى وتقليل الجهد. ومن خلال توفير الخدمات المتكاملة، والرقي بأسلوب التعامل الإنساني للقوى العاملة، وتيسير أداء النسك بأمن وسلامة، يتحقق للحاج أداء الفريضة، والعودة إلى بلادهم حاملين أجمل الذكريات لرحلة العمر، وحسن الضيافة، والشوق إلى بلاد الحرمين.