الرأي

اشتر حصالة

راكان مؤمنة
تحدثت في مقالة سابقة بعنوان (أثر هللة) وقلت إن للهللة أثرا وتأثيرا قويا، ويجب أن نسخرهما في فعل الخير وفي المجال الصحيح. وكما يمكن أن تكون الهللة ذات أثر على المجتمع، فمن باب أولى أن نستخدمها لصالحنا. ولكن السؤال المهم كيف نحتفظ بالهللات؟

على المجتمع مساعدة الناس بعضهم بعضا، وألا تقف المساعدة عند حد معين، ولا وسيلة بعينها، بل يمكن لكل إنسان أن يبتكر طرقا وأساليب جديدة ومناسبة تساعده في التبرع للفقراء والمحتاجين، ولعل من تلك الطرق والأساليب فكرة (حصالة

الهللة).

في هذه الأيام الكثير منا في الأسواق العامة عند عمليات الشراء المختلفة، ودفع الفواتير تتبقى معه بعض الهللات، وهذا الأمر سوف يكون أكثر شيوعا، خاصة بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة واعتماد الريال الواحد بالعملة المعدنية، وبالتالي فإن فكرة حصالة الهللة تقوم على ادخار الهللات في حصالة خاصة بدلا من رميها، ومن الممكن وضع تلك الحصالة في السيارة، أو حتى في المنزل على سبيل المثال، ثم تجميع تلك الهللات كل فترة معينة وبعدها يتم استخدامها لأنفسنا أو التبرع بها للفقراء والمحتاجين بدلا من شراء العلكة أو عدم تجميع الهللة، ومن ثم ضياعها.

إن تلك الهللات وإن كانت قليلة فإنه بعد تجميعها في تلك الحصالات تتحول إلى مبالغ مناسبة، بل ويمكن تعميم تلك الفكرة بحيث يتم تدريب أولادنا وبناتنا على أن يكون لكل واحد منهم حصالته الخاصة، يضع فيها الهللات المتبقية معه بدلا من رميها.

إذا تم تطبيق تلك الفكرة فإن ذلك سوف يكون له أعظم الأثر، كنشر مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس، وحب الخير، وتعميم الادخار، وإيجاد مصدر جديد للإنفاق على المحتاجين، كما أنه يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر وتعميم تلك الفكرة، بل إن تعميم مبدأ ادخار الهللات في حصالة الهللة أمر يتوافق مع ما تنادي به الشريعة الإسلامية التي تحثنا على الاقتصاد وعدم التبذير في أمور حياتنا، والحفاظ على نعمة المال، وبالتالي يدوم ما نحن فيه من خير، ورخاء إن شاء الله.

يمكن التعبير عن تلك الفكرة بالمعادلة البسيطة التالية:

فكرة حصالة الهللة

+

جمع الهللات لفترة زمنية محددة

+

تعميم حب التبرع والاستفادة من الهللة

=

حفظ النعمة ودوامها.