النازيون الجدد وإرهاب العنصرية
تيار الليبرالية سبب تفشي العنصرية في المجتمع، ها هم منسوبوه يطالعوننا كل يوم بأشكال جديدة عبر المسلسلات الهابطة كما رأينا في الشهر الفضيل شخصيات كرست لإضحاك الجمهور على الإخوة السود، أو المقالات التي تزكم أنوفنا بتقارير وأعمدة مترعة بالعنصرية الفاضحة، وملتقياتهم الترفيهية كأندية الستاندب كوميدي التي تدينهم، ومقاطع اليوتيوب المترعة بالعنصرية، حتى الأغاني استخدمت للاستهزاء والسخرية من الناس وتحقيرهم.
الاحد / 4 / ذو الحجة / 1435 هـ - 17:00 - الاحد 28 سبتمبر 2014 17:00
تيار الليبرالية سبب تفشي العنصرية في المجتمع، ها هم منسوبوه يطالعوننا كل يوم بأشكال جديدة عبر المسلسلات الهابطة كما رأينا في الشهر الفضيل شخصيات كرست لإضحاك الجمهور على الإخوة السود، أو المقالات التي تزكم أنوفنا بتقارير وأعمدة مترعة بالعنصرية الفاضحة، وملتقياتهم الترفيهية كأندية الستاندب كوميدي التي تدينهم، ومقاطع اليوتيوب المترعة بالعنصرية، حتى الأغاني استخدمت للاستهزاء والسخرية من الناس وتحقيرهم. والخطير في الأمر أن هؤلاء النازيين الجدد يروجون للعنصرية وسط جمهور عريض يتجاوز تأثيره حلقات المشايخ، التي طالما حاربوها بدعوى محاربة التشدد والإرهاب، رغم أن عنصريتهم أخطر أشكال الإرهاب وضحاياها بمئات الملايين. الكاتب الإنجليزي سامويل جونسن كشف زيف شعاراتهم المغرضة عندما قال الوطنية هي الملجأ الأخير للمجرم المفسد عديم القيم والشرف. وعقب الفيلسوف الأمريكي رالف بيري قائلا: إذا كانت الوطنية هي الملجأ الأخير للمجرم، فإن ذلك ليس بسبب الشرور التي قد ترتكب باسمها ولكن لأن حمى الوطنية تقوض القيم تماما. وهذا ما حصل على مر التاريخ، فكل المجازر التي عرفتها الإنسانية بدأت بحملات عنصرية روج لها الإعلام للسخرية وتحقير الطائفة المستهدفة، وتحريض الناس عليهم وتأجيج مشاعر الفتنة، مستخدمين الفن العفن والإعلام الماجن والصحف الصفراء والترفيه السفيه تدريجيا. كم من الشعوب أبيدوا في دولهم على يد أبناء وطنهم وجيرانهم بمذابح عنصرية وحروب أهلية، لنجمع عدد ضحايا العنصرية النازية في ألمانيا وأفريقيا بين الهوتو والتوتسي والوطن العربي من العراق للشام واليمن، وكافة بلادنا العربية التي ابتليت بفتنة العنصرية، وأوروبا البوسنة والهرسك، والفصل العنصري بجنوب أفريقيا، والعديد من المجازر والإبادة الجماعية والحروب الأهلية التي يصعب حصر ضحاياها. ماذا قدم هؤلاء للوطن عندما يكون مؤيدو هذا الفكر السقيم من الذين يستغلون الوطنية لبث سموم الفرقة والعنصرية بين الناس؟ طالعنا أحدهم بتغريداته الداعية إلى عدم دعوة الأفارقة إلى الإسلام ليبث عنصريته ضد قارة كاملة وصفها بالتخلف، وأن حجاجها ينقلون الأمراض ويقتلون كبار السن، وأن إسلامهم (الأفارقة) لا يزيدنا إلا خبالا، والأولى تركيز جهود الدعوة على الدول المتحضرة مثل أمريكا وأوروبا واليابان، وسط تأييد أو صمت مؤيد من قطيع تيار غلبت عليه العنصرية والمصالح الشخصية والقيم الزائفة. الوطنية الحقة لا تقوم على الكره بل على الحب، ولا تدعو للإقصاء بل للإخاء. الوطني الحقيقي يرفع اسم وطنه عاليا بين الشعوب ولا يشوه سمعته ويثير سخط الأمم على بلاده. أدعياء الليبرالية يعزفون على وتر الوطنية لخلط السم في الدسم، وسيطرتهم على بعض المواقع الإعلامية تجعل تركيز الناس منصبا على أخطاء الإسلاميين لينفروا الناس منهم فيما يمررون هم جرائمهم دون حسيب أو رقيب، فأصبح المجرم هو الملتحي قصير الثوب، أما لابس الجينز فهو متحضر تقدمي ووطني صميم مهما بث من سموم التفرقة والعنصرية بين أبناء الوطن الواحد. مدعو الليبرالية يستغلون كلمة عرفت بتمسكها بقيم العدالة والمساواة والتسامح وتقبل الآخر، ليبرزوا أنفسهم أمام الغرب بمظهر المتحضر والمتفتح لتحقيق أغراض شخصية معروفة، لا يختلفون عن المتطرفين الإسلاميين الذين يستغلون العاطفة الدينية لحاجة في نفس يعقوب، فكلاهما وجهان لعملة واحدة يستخدمون نفس التعصب لإرهاب البسطاء في النهاية، الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال.