تفاعل

كله ولا كشف الوجه!

بعد قرار المحكمة العامة بالرياض بعدم وجوب تغطية الوجه للنساء داخل المحكمة، وقبل التطرق لجيش المعارضين للقرار، نسأل ما سبب القرار أصلا؟ السبب هو «تغريد» أحد مشاهير تويتر بمعاناة فتاة تم طردها من المحكمة لأنها لم تغط وجهها، ولا أفهم وجهة نظر قاضي العدل بظلمه للمتدربة دون وجه حق.

ليست مشكلتنا مع قصة الفتاة وحدها التي عانت مثلها عشرات الفتيات دون أن يغرد لهن مشهور، أو يسمع لهن صوت، مشكلتنا أيضا مع قاضي العدل الذي أنكر كشف الوجه، وطرد الفتاة مع علمه بالحكم الشرعي والخلاف فيه، ومع ذلك اختار أن يمارس رأيه مستغلا مكانته ومنصبه، وكأنه يقول «كله ولا كشف الوجه».

للأسف، لا يزال بيننا من يرى البعض من علية القوم، ومن يؤخذ بحكمهم وفتواهم، ويرى فيهم العدل والصدق، ولا يتذكر مقولة «هم رجال ونحن رجال»، الفئة التي تعتمد في دينها تماما على تقديس رجال الدين، والتشدد في الحديث عنهم، ونسيان أن الإيمان هو «أن تعبد الله كأنك تراه»، كيف نقنعها بأن «بطلهم» أخطأ، وأنه لا يحق لأي إنسان أن يقلل من إنسان آخر.

بالتالي، نحن اليوم نتضافر لنحقق رؤية دولة لا ظلم فيها ولا فساد ولا سلب للحقوق، فمن واجبنا جميعا الوقوف مع الحق والوقوف في وجه الظلم لينال الجميع حقه من الاحترام، وحقه في استعمال المرافق الحكومية للدولة، وينال مقابلها كل شيء؛ «حقه» في تقليله من احترام غيره، أو استعماله لمنصبه بما لا يحق له، وهكذا ترقى الشعوب بالاحترام، ويردع المعارض المخالف بالعقوبة.

تنبيه.. عزيزي القارئ، لا تعتقد أن النص السابق خطاب نسوي أو حقوقي.