جميزة المعابدة .. بوابة الحجيج إلى المشاعر المقدسة

ليست مجرد شجرة، بل شكلت ظلالها موقعا استراتيجيا، إذ اشتهرت بكونها ملتقى للحجاج، تستقطبهم من مختلف مداخل مكة، ومنها ينطلقون صوب الحرم والمشاعر المقدسة، أما في بقية أيام السنة فيتخذها السكان مركز تجمع للأعمال الخيرية فيما بينهم

u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0628u0627u0644u0639u0645u0634

ليست مجرد شجرة، بل شكلت ظلالها موقعا استراتيجيا، إذ اشتهرت بكونها ملتقى للحجاج، تستقطبهم من مختلف مداخل مكة، ومنها ينطلقون صوب الحرم والمشاعر المقدسة، أما في بقية أيام السنة فيتخذها السكان مركز تجمع للأعمال الخيرية فيما بينهم. يسترسل السبعيني خبير الأعمال الاجتماعية في العاصمة المقدسة عبدالله بالعمش في الحديث عن ميدان العمل الاجتماعي، وحركة الحجاج انطلاقا من جميزة حي المعابدة، مبينا أن السواد الأعظم لسكان المعابدة كانوا يعملون في خدمة الحجاج، أطفالهم وشيوخهم، كل حسب استطاعته واستعداداته ووظيفته ومسؤولياته وعلاقاته. كانت قوافل الجمال تنطلق من الجميزة صوب المشاعر، محملة بأمتعة الحجاج، ومغطاة بالسجاد، مقابل مبالغ يتفق عليها مع الحجاج، وكان وجود السيارات نادر جدا، وفي جانب الطعام كانت تحضر العديد من العادات المكية، إذ توضع المأكولات الشعبية من المعجنات والغريبة والمعمول والشابورة على سفرة الحاج، وكانت جميعها تخرج من بيوت أهالي الحي، وتوزع مجانا على ضيوف الرحمن عند استقبالهم، مع الشريك الصواني والحلوى البلدي وتوابعها من الأجبان والزيتون. ويرى بالعمش أن الحياة مع الحجاج كانت تكسب أهل مكة تجارب غنية واطلاعا واسعا بأخبار الدول الأخرى، ويجد ضيوف الرحمن أيادي المكيين ممتدة لخدمتهم من غير سوء، بل بعمل صادق في مرضاة الله، والفوز بدعواتهم، في وقت استتب فيه الأمن على طرق الحج في مجملها عقب إرساء قواعد الدولة السعودية الحديثة.